أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا 6
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 30/7/1441 هـ
تعريف:

أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا  6

تحرير الفاضلة أمجاد عبد العال  

لا نزال في رحاب الحديث عن دعاء الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة والذي نستجلي منه عبوديتنا بالنسبة إلى الله عز وجل ونعرف مقدارنا في جنبه وموقفنا من الحمد له. ووصل بنا الحديث إلى هذه الفقرة المباركة من ذلك الدعاء الشريف، في قوله: "ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدى إلى الدنيا تاما سويا، وحفظتني في المهد طفلا صبيا، ورزقتني من الغذاء لبنا مريا، وعطفت علي قلوب الحواضن، وكفلتني الأمهات الرواحم، وكلأتني من طوارق الجآن وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمن، حتى إذا استهللت ناطقا بالكلام أتممت علي سوابغ الإنعام وربيتني زائدا في كل عام. صدق سيدنا ومولانا أبو عبد الله الإمام الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهما. 

هذه الفقرة في الدعاء تتناول أوائل النعم على الإنسان بعد وجوده في هذه الدنيا، بعد أن ذكر الدعاء في آخر الفقرة السابقة، أنك يا رب لم تشهدني خلقي ولم تجعل إلي شيئا من أمري، إذا لو فعل الله سبحانه وتعالى ذلك، لانتهى هذا الإنسان، هو الإنسان بعد بلوغه وبعد كبر سنه وبعد كمال عقله ينطبق عليه القول أنه: لو وكله الله إلى نفسه طرفة عين لهلك. فكيف إذا كان ذلك الأمر في أوائل خلقه وفي بداية وجوده. 

لطف الله سبحانه وتعالى ورحمته  بهذا الإنسان جعله يدبر أمره أمر هذا الإنسان، من دون أن يستشعر ذلك الإنسان تدبير الله عز وجل، فقدر له كل شيء، ورتب له كل أمر، وخلقه في أحسن تقويم، ولم يوكل إليه – إلى ذات الإنسان أي شيء من خلقه وتدبيره – حتى  إذا صار في بطن أمه، لم تنقطع الرحمة الإلهية به، بل رتب له ذلك المكان بأحسن ما يمكن الترتيب، جعله في وسط سائل، هذا السائل، الذي قد يعبر عنه: بالأمينوني، أو سائل السلا كما يقولون، في درجة حرارة متناسبة مع حاجة هذا الكائن الذي يتطور تدريجيا، بصورة يسبح فيها حتى يحمى من الصدمات، يحمى من الضربات، يحمى من الانضغاط، ولو لم يكن بهذه الصورة لالتصقت أحشاء أمه به ولانتهت حياته.

الغريب ما يذكره العلماء مما اكتشفوه، من أن نفس هذا السائل الذي يؤدي دور ووظيفة الحامي والحافظ من الصدمات ومن الانضغاط ومن غير ذلك، هو في فترات معينة يتحول إلى طعام وغذاء، يتغدى عليه هذا الطفل، ونفس هذا أيضا، عندما تقترب الولادة يتحول إلى معقم يعقم مجرى هذا الطفل عند خروجه، ولذلك ينفجر ما يسمونه بكيس الولادة، قبيل ولادة هذا الطفل فيكون علامة على أنه سيخرج بعد قليل، ويكون بعد ذلك. وقبل ذلك، كما يقول العلماء، يكون بمثابة التعقيم لهذا المجرى. تعلمون أن محل جريان الطفل حيث هو أيضا مجرى البول، نفس هذه المنطقة، فمن الطبيعي، أن يكون غير نظيف، غير نقي، وهذا الطفل في أوليات حياته، أي نوع من أنواع التلوث، يحصل في عينه، يحصل في أذنه، يحصل في داخل أحشائه، من الممكن أن يؤثر عليه، يقول العلماء هنا: أن هذا السائل الذي كان في وقت من الأوقات حافظا وحاميا له، وفي وقت من الأوقات غذاء وطعاما له، الآن يصبح تعقيما لهذا المجرى، ويساعد على الانزلاق الذي لولاه ربما انضغط رأس الجنين، عند خروجه وتشوه أو تحطم، على أثر قوة الطلق الذي يحصل عند النساء أثناء الولادة. 

هذه الرعاية – وهذا واحد من أوجهها – ولو راجع الإنسان ما هي أنحاء الرعاية والعناية التي يحصل عليها هذا الطفل في داخل بطن أمه، لعلم كم هي نعمة الله عز وجل عليه، وكم هي رعاية الله له، من ذلك اليوم. حتى إذا اكتمل ذلك، خرج إلى عالم الدنيا. 

يقول الدعاء الشريف: "ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدى، إلى ادنيا تاما سويا"، أيها الإنسان، أيها الرجل، أيتها المرأة، أيها الشا، أيتها الشابة، وأنت تنظر الآن إلي، وتستمع إلى هذا الكلام، ضع يدك على أذنك تجد نفسك تسمع هذه الأصوات، وضعها على عينك، تجدك ترى الألوان والصور وتتمتع بجمال الحياة عبرها، وضع يدك على لسانك، تستطيع أن ترى أن من السهل عليك أن تتواصل مع غيرك بلسانك وأن تتخاطب معهم، وضع يدك على جزء جزء من بدنك، ترى نفسك خلقا تاما، سويا، وقبل كل ذلك، وفوق كل ذلك، فكر بعقلك، هذا العقل الذي أكركم الله به، على سائر خلقه. 

فلا تقل بعد ذلك: أنا شنو عندي، شحصلت من هاي الدنيا، غيري عنده وعنده وأنا ما عندي شيء، لا، كل مليمتر في بدنك هي نعمة، ونعمة ناطقة بعطاء الله تعالى عليك، أخرجك الله سبحانه وتعالى إلى هذه الدنيا تاما سويا، وكان من الممكن أن تخرج وأنت صاحب إعاقة، إعاقة حركية، إعاقة ذهنية، إعاقة تواصلية، إعاقة أجهزة داخلية، إعاقة أجهزة خارجية. 

لقد قرأت مقالا عدد فيه المؤلف 76 عنوان، وليس شيء، عنوان، 76 عنوانا عددها الكاتب عن احتمالات التشوه التي يمكن أن تحصل للإنسان عند قدومه إلى هذه الدنيا. القلب، قلب الإنسان، من الممكن أن يأتي وعضلة القلب ضعيفة، فلو بقي في هذه الدنيا، سيبقى معذبا، سيبقى ضعيفا، ثقب في القلب، من الممكن أن لا يكتشف إلا بعد سنوات طوال، في جدار القلب، في غيره، تشوهات من الممكن أن تكون، في الكلى، في العين، في الأذن، من الممكن أن التهابا صغيرا وبسيطا في الأذن الوسطى كما يقولون، يفقدك هذا السمع، بل ما هو أخطر من ذلك، يقضي على قدرة التوازن عندك. هالمصابون في أذنهم الوسطى - وقاكم الله وإيانا والمؤمنين – لا يستطيع أن يتوازن، أنت تقف الآن، وتمشي بشكل طبيعي، هل تتصور أن هذا - كما قال قارون: (إنما أوتيته على علم عندي)!، أو أن هناك برنامجا وضعه الله عز وجل لك في داخل بدنك، بحيث في هذه الأذن الوسطى، جعل تركيبا دقيقا وترتيبا عظيما، يجعلك تحتفظ بتوازنك، وإذا التهبت هذه المنطقة، يقف المصاب، لحظة فيسقط على يمينه، أو على شماله، أو من الأمام أو من الخلف. 

خلقك الله سبحانه وتعالى وخلقني وخلقنا وجعلنا في هذه الحياة تامين أسوياء، فما قيمة أن يكون الإنسان بعد ذلك قد نقص شيء عنده من المال، بعدما كمل عقله وبعدما تم بدنه، وبعدما كان سويا، ماذا لو كان هذا الإنسان على غير هذه الخلقة التي خلقها الله سبحانه وتعالى. 

يشير ربنا سبحانه وتعالى إلى هذا المعنى، في قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، لكن، قد يحصل لبعض الناس، أن تكون النتيجة (ثم رددناه أسفل سافلين)، نعوذ بالله. بالمعصية والتحدي لربه والمواجهة لإلهه الذي رعاه في الزمن السحيق، فأوجده من عدم، بعد أن لم يكن شيئا مذكورا، وراقب انتقاله عبر ملايين الحلقات، حتى أوجده ورعاه عندما كان في بطن أمه، حتى أخرجه تاما سويا، وإذا بهذا الإنسان، الضعيف المحتاج، غير القادر، الذي لم يكن ليخلق أصلا، وإذا به يقول مثلا، أنه أنا لا أعترف بوجود الله، أنا لا أصلي لله، أي قباحة وشناعة يرتكبها الإنسان المطوق بأنعم الله عز وجل من أعلاه إلى أسفله، ومن أوله، إلى آخره، ومن قبل خلقته، إلى ما بعد موته! كل هذه النعم، ثم يأتي هذا الإنسان لكي يجحد ربه ويقاوم تشريعه ويستعصي على إلهه. 

"ثم أخرجتني"، يقول سيدنا الإمام الحسين (ع): "ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدى"، أنت كنت سابقا في هدايتي البدنية، وهدايتي المعنوية، (الذي قدر فهدى). الله سبحانه وتعالى أصاب بتقديراته أكمل التقويم، وأحسن الخلق، لمن سيطيعه، ولمن سيعصيه. "تاما سويا، وحفظتني في المهد طفلا صبيا، ورزقتني من الغذاء لبنا مريا"، بعدما خلقه الله سبحانه وتعالى وحفظه في مهده طفلا صبيا، ولأنه كذلك، لأنه طفل، فهو لا يستطيع رد عاديات الزمان ولا الأشياء، لكن الله سبحانه وتعالى، جعل له معقبات من ملائكة يحفظونه من بين يديه، ومن خلفه، ورتب بدنه وأجهزته بشكل تحمي وجوده، تنمو وتدافع. أولها: دماؤه، وهذا الدم الذي يتحدث عنه العلماء في تركيبته الداخلية، بين كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء، من جهة عامل في إيصال الغذاء في جهات البدن المختلفة حتى ينمو، ولكن هذا يحتاج إلى حراسة، يحتاج إلى نظام حماية، يحتاج إلى من يقضي على الوافدين الغرباء من ميكروبات وفيروسات ومن عاديات تعادي هذا البدن، فجعل له حماية ذاتية داخلية، حفظه في المهد طفلا صبيا، مع أنه بنفسه هو موطن الضعف، ربما إذا بلغ الإنسان وصار كبيرا، يستطيع أن يدافع عن نفسه من يعتدي عليه، لكن هذا الطفل مسلوب القدرة بذاته، جعل الله سبحانه وتعالى في داخل بدنه قدرات ترد عنه هذه الاعتداءات، وأيضا جعل المحيط الذي يحيط به مدافعا عنه. 

أول ذلك هذه المحبة التي ألقاها الله سبحانه وتعالى على هذا الطفل فيمن حوله من الناس، في والديه. نحن نرى أن الإنسان إذا صار كبيرا وخرجت منه رائحة خبيثة ينفر منه، ويطرد من المكان، وهذا الطفل الذي يخرج فضلاته ونجاسته وغير ذلك، في ضمن محيط والديه تستعذب الأم عندما تقوم بذلك، تلتذ وهي تقوم بذلك، ما الذي تغير؟ إنما هو (وألقيت عليك محبة مني) كما حصل من قبل الله عز وجل بالنسبة إلى موسى وفرعون، هو حاصل بالفطرة والغريزة من قبل الله بين كل أم ووليدها وطفلها وبين كل أب وطفله. 

"ورزقتني من الغذاء لبنا مريا"، والعجيب أن هذا الرزق لكل البشر، ربما الرزق العادي، الأطعمة العادية لا تحصل لبعض الناس، بعض الفقراء، في سنواتهم المتأخرة، قد لا يحصلون على الفواكه. بعض الناس لأوضاعهم المادية قد لا يذوقون اللحم، إلا في فترات متباعدة، وأما الكماليات من الأغذية، فهناك قسم غير قليل من الناس لا يستطعمونها. لكن هذا الغذاء المريء، والمريء يعني الذي ينساب بسهولة ولا يعقبه مشاكل، الأغذية على أقسام، منها: ما هو غير لذيذ أصلا، ومنها ما هو لذيذ في أول أمره، ولكن بعد ذلك يسبب متاعب في المعدة ومشاكل للإنسان، ومنها ما هو لذيذ ومريء، لا يعقب أي مشكلة في داخل البدن، الدعاء يقول: أنت رزقتني من الغذاء، غذاء وليس شراب، كم يحتاج الإنسان في – عندما يكبر – أن ينوع في أطعمته حتى يحصل على البروتين والفيتامين والسكريات وما شابه ذلك، يحتاج إلى أصناف كثيرة، حتى يكون غذاء كاملا، ومع ذلك لا ينجو من مشاكل ما بعد الطعام. فقد يزيد السكر في جهة، وقد يزيد الدهن في جهة أخرى وقد تزيد الأملاح في جهة ثالثة، وعلى هذا المعدل. 

بينما بالنسبة إلى لبن الأم، لبن في اللغة العربية، هو التعبير المتداول عن الحليب، لا يقال حليب الأم، وإنما يقال: لبن الأم. لا اللبن الذي نشربه من البقالات والذي له طعم خاص، وإنما هو معادل للحليب، فهذا الطفل: "فرزقتني من الغذاء"، وليس من الشراب، هذا غذاء كامل، كما يقول العلماء، فيه كل احتياجات الطفل، بحسب مراحله الزمنية، ما يحتاجه في الأيام الأولى، ليس بالضرورة هو الذي يحتاجه بتمامه بعد ستة الشهر، وإنما يتكيف هذا الغذاء الصادر من ثدي الأم، يتكيف بحسب حاجة ذلك الطفل، من تركيزه في هذا الجانب أو في ذلك الجانب. ومع ذلك لا يتغير في بطن هذا الطفل، يكون مريئا لا يعقبه مشاكل، لا يسبب له متاعب، لبنا مريا. 

"وعطفت علي قلوب الحواضن وكفلتني الأمهات الرواحم"، المرأة الحاضنة هي نفس الأم، هذا من التعبير بلفظ آخر؛ لبيان جهة من الجهات، أن الأم ليست فقط مصدر غذاء، وإنما هي مصدر حضانة وتربية واهتمام ورعاية ورحمة أيضا. لولا أن الله سبحانه وتعالى عطف على هذا الإنسان بطبيعته قلوب الرواحم والحواضن من أمهاتنا – جزاهن الله خير الجزاء – لولا ذلك لكان الأمر على مستوى البشرية، كما رأينا في بعض الأخبار، عندما تنسلخ بعض الأمهات من فطرتهن، ومن حنانهن، نقلوا قبل مدة من الزمان، أن امرأة انزعجت من طفلتها، لأنها تريد أن تنام، والطفلة تصرخ، فقامت وخنقتها نعوذ بالله، هذه امرأة منكوسة الفطرة لا ريب. وإلا البشر السوي، المرأة السليمة، هي من تحنو على طفلها وطفلتها، وكما ورد في رسالة الحقوق، في حق الأم وأنها لم تبالي أن تجوع الأم، يعني، وتشبعك، أنت الطفل، وأن تعطش وتسقيك، وأن تعرى الأم، وتكسوك، هذه هي المرأة الطبيعية، ذات الفطرة السليمة، وهو ما رأيناه في أمهاتنا نسأل الله أن يبلغهن صلواته ورحماته ومغفرته ورضوانه وجنته. لقد أحسنت أمهاتنا جزاهن الله خير الجزاء، أحسنت العناية والرعاية والحضانة وبرزت منهن الرحمة في أحسن صورها. 

وعطفت علي قلوب الحواضن، كفلتني الأمهات الرواحم، سقيتني من الغذاء لبنا مريا، كل ذلك من الكائن العظيم، المسمى بالأم. 

هنا لا بد أن أشير إلى نقطة مهمة جدا، وهي أن الله سبحانه وتعالى جعل في نفس الأم حاجة للإرضاع، كما جعل في نفس الطفل احتياجا. الأم تحتاج إلى أن ترضع ابنها لتحقق ذاتها، لتشعر بالالتحام مع طفلها، لتؤدي دورها الطبيعي، تلتذ بذلك، ترتاح إلى إرضاع طفلها. كما أن الطفل يحتاج إلى أن يأخذ الغذاء من أمه، والرحمة والحنان والعطف. 

الإرضاع ليس مجرد إشباع، وإنما هو التحام بين كائنين، وبين جسدين، وبين روحين، لذلك ينبغي أن ألا تحرم الأم من طفلها، كما لا يحرم الطفل من أمه. لا يجوز للإنسان، لمشاكل بينه وبين زوجته، أن يجعل الطفل ضحية فينتزع من أمه هذا الطفل؛ تعذيبا لها وإيذاء لها، فإنه يعذب الطفل أيضا. 

كما لا يصح للأم، وللمرأة بأي داع من الدواعي، بعضهن والعياذ بالله، من أجل أن تحافظ على جمالها، كما تقول، من أجل أن تحافظ على استقامة بدنها، وقوام صدرها، تمنع طفلها من شيء جعله الله إليه، ورتب الله بدنها على أساسه، وجعل كل غدة فيه تتفاعل مع هذه الوظيفة، لا يصح ذلك أبدا، أن تحرم الأم طفلها أو طفلتها من الارتضاع، لأنها تزعم أنها تزعم أنها تريد أن تحافظ على جمال جسمها، أو أنها والعياذ بالله مشغولة بتحصيل المال، وبالعمل. هذا الدور الأعظم والأرقى، هذا إعطاء الحياة، فلا يصح للأم أن تصنع ذلك، هي بهذا تظلم طفلها، بل تظلم نفسها. ولكنها لن تستشعر ذلك إلا في وقت متأخر. 

"وعطفت علي قلوب الحواضن وكفلتني الأمهات الرواحم، وكلأتني من طوارق الجآن"، الجآن في اللغة، يعني: الشيء الخفي، الكلمة المكونة من جيم ونون ونون، يشير إلى شيء من الخفاء، لذلك قيل للجآن، أو الجن هذا، باعتبار أنه شيء خفي لا يرى، ويقال للجنين أيضا جنين، ما دام في بطن أمه، لأنه لا يرى، ويقال للجنة، بلغنا الله وإياكم إياها، لأنها الجنة في اللغة هي ما اختفى داخلها لعلو أشجار ظاهرها. 

"كلأتني من طوارق الجآن"، الأخطار غير المنظورة، التهديدات الخفية، التي تطرق الإنسان من دون مقدمات، قد تشمل حتى مثل الميكروبات والفيروسات والتهديدات الصحية غير المتوقعة، لا يعني ذلك هذا الجآن الذي هو في مقابل الإنس. 

"كلأتني من طوارق الجآن، وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمن". اللهم إنا نحمدك ونشكرك على كل نعمة أنعمت بها علينا. اللهم لك الحمد، غاية الحمد، نهاية الحمد، كما تحب ربنا وترضى، اللهم وفقنا لشكرك وذكرك وحمدك وعبادتك على كل نعمة أنعمت بها علينا أو أنت منعم علينا بها، إلى آخر أيامنا، إنك الموفق لذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين. 


 

مرات العرض: 3445
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2569) حجم الملف: 52611.46 KB
تشغيل:

لم تخرجني في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك 5
النعمة الثالثة الكبرى ألهمتني معرفتك 7