دعاء الامام الحسين في عرفة : مفدمات 1
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 12/6/1441 هـ
تعريف:

شرح دعاء الامام الحسين في عرفة : مقدمات 1


تحرير الاخت الفاضلة أمجاد حسن 

في بحار الأنوار، نقل شيخنا العلامة المجلسي، المولى محمد باقر، قال الكفعمي في حاشية البلد الأمين، وذكر الحسيب النسيب رضي الدين بن طاووس في كتاب مصباح الزائر، قال روى بشر وبشير الأسديان، أن الحسين بن علي بن أبي طالب، خرج عشية عرفة من فسطاطه متذللا خاشعا، فجعل يمشي هونا هونا، حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده، ومواليه، في ميسرة الجبل، مستقبل البيت، ثم رفع يديه تلقاء وجهه، كاستطعام المسكين، ثم قال: الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع صانع"، إلى آخر فقرات الدعاء. 

نبدأ بفضل الله عز وجل وعونه، في هذا اليوم، بالحديث عن شيء من الشرح لدعاء الإمام الحسين (ع)، في يوم عرفة. وقد سبق أن تحدثنا في إحدى ليالي محرم الفائت، عن هذا الدعاء بصورة إجمالية، فكانت رغبة عدد من المؤمنين، أن يتم شرح هذا الدعاء والإشارة إليه، لا سيما، وأن أكثر الحجاج، من أتباع أهل البيت (ع)، في كل سنة ، عندما يأتي يوم عرفة، يقرؤون هذا الدعاء، في صحراء عرفات، بلغنا الله وإياكم، حج بيته الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، بل حتى الذين لا يذهبون إلى الحج، ويوفقون إلى زيارة الإمام الحسين، في يوم عرفة، يقرؤون هذا الدعاء، بل أكثر من ذلك، حتى عامة الناس في يوم عرفة، في مناطقهم وأماكنهم، يقرؤون هذا الدعاء، ونعم ما يفعل الجميع ويصنعون؛ لأن هذا الدعاء من الأدعية الاستثنائية، في عباراته ومعانيه.

 إذ يجمع جهات متميزة منها: جهة القائل، وهو سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين (ع)، والد الأئمة، والسبط الثاني لرسول الله (ص)، فإذا نطق، لن ينطق إلا عن محض الحق، فهذه جهة القائل تكسب الدعاء، ميزة خاصة.

جهة المكان أيضا، عندما قرئ الدعاء، هو في صحراء عرفات، في ذلك المكان الذي ندب للإنسان أن يعترف بذنبه ليعرف ربه، لاحظوا أن مناسك الحج، بعد الإحرام، تبدأ بالذهاب إلى عرفات، بعد أن ينتهي الإنسان من عمرته، عمرة التمتع، يحرم للحج، بعد الإحرام ينطلق إلى صحراء عرفات، وكأن هذا المكان، هو بوابة الدخول إلى الحج، منها يعترف ثم يزدلف، ثم يبلغ مناه: عرفات، مزدلفة، منى. هكذا تتابع أعمال الحج. المكان الذي نقل أن تعارف حواء وآدم بعد افتراقهما كان فيه، في عرفات، على ما ورد في بعض الروايات. فالمكان هذا مكان شريف، "إن من الذنوب"، عندنا في الروايات، "إن من الذنوب ما لا يغفره إلا الوقوف بعرفات"، وهذا يبين أهمية هذا المكان وقداسته. 

الزمان أيضا، زمان الحج، الأشهر الحرم، ذو الحجة، في اليوم التاسع، من شهر ذي الحجة، فيجتمع في هذا الدعاء خواص القائل، والزمان والمكان، وبعد ذلك خواص في المضمون والمعنى، إذا توجه إليها الإنسان، فهذا أصل الدعاء وما يرتبط به. 

الذي نقله عن الإمام الحسين (ع)، ويظهر أن – من خلال مقدمة الدعاء – الإمام الحسين اصطحب معه أهله وأصحابه ومواليه، لم يكن دعاء فرديا خاصا مثلا، في جوف الليل، أو بعض الأدعية الإمام (ع)، الحسين أو الإمام السجاد، يقرؤها لوحده، افترض مثلا: دعاء الحزين بعد صلاة الليل، الإمام السجاد يقرؤه منفردا ليس معه جماعة، هذه اصطحبهم إياه، يعني قل لهم امشوا نروح إلى سفح الجبل، وفي هذا إبراز نوع مزية واهتمام. 

وهذا أيضا يفسر إلنا، واحد من أشكال انتقال الأدعية الطويلة عن المعصومين (ع)، وقسم من الناس يقول مثلا: كيف أن هذه الخطب والأدعية مع طولها تنتقل إلينا؟ جواب على ذلك: لا سيما في تلك العصور، أن حافظة الناس كانت حافظة قوية، لأنهم في الغالب لم يكونوا يعتمدون على الكتابة وإنما يعتمدون على الحفظ، والمجتمع، إذا صار كله هكذا، قدرة الحافظة فيه تكون كبيرة، وبمقدار ما ابتعد عن الاعتماد على الحفظ واعتمد على الكتابة تقل نسبة الحفاظ، مثالها الآن جدا واضح. قبل مثلا 40 سنة، أو أكثر أو أقل، حفظ جدول الضرب عند الناس جدا كان شنو؟ سهل، الجمع والطرح يسير، حتى الأمي كان بالنسبة إلى الجمع والطرح متيسر، الآن طالب في المدرسة، ربما متوسطة أو ابتدائية أو غير ذلك، أبسط المسائل يقول لك أروح أشوف شنو؟ الحاسبة. لا يعتمد فيها على حافظته وعلى جهده الذهني، ليش؟ لكثرة الاعتماد على الآلة. ولذلك في بعض البلاد، هناك مدارس استثنائية، تمنع على طلابها أن يستخدموا أي شيء يرتبط بالآلة، لأنه بنفس المقدار، سوف يضعف قدرة الذهن الرياضية الطبيعية. لذلك تجد أيضا في الزمن السابق حفاظ القرآن، عدد جدا كبير، ذكروا، نقلوا أنه في معركة اليمامة، في زمان الخليفة الأول أو بعدها، في زمان الخليفة الثاني، قيل إن الذين قتلوا في تلك المعركة، من حفاظ القرآن، بين مقل، يقول: 70، وبين مكثر، يقول: 700. هذا فقط الذين قتلوا من الحفاظ في المعركة، مو كل الناس، ما كان هناك ذاك الوقت مدارس حفاظ وما شابه ذلك، لكن طريقة الناس وسليقة الناس كانت نحو الحفظ بشكل كبير. وإلى الآن، تجد قدرة الحافظة عند قسم من الناس قدرة متميزة، أطفال وطفلات يحفظون ويحفظن القرآن، وبعضهم وبعضهن، يضيفون إلى ذلك نهج البلاغة، طيب. فقدرة الحفظ كانت في تلك الأزمنة قدرة قوية، نظرا لأن طبيعة المجتمع كان لا يعتمد على التدوين وإنما يعتمد على الحفظ مع أن المعصومين (ع)، كانوا يحثون دائما على كتابة العلم: "قيدوا العلم بالكتابة". قيدوه، يعني لا يشرد. ومنقول عن أمير المؤمنين (ع): "العلم علمان: مسموع ومطبوع، ولا ينفع المسموع ما لم يك مطبوع". يعني هناك شيء فقط في السمع، وهذا من الممكن أن ينسى، وأكو شيء مكتوب، مخطوط، مطبوع، على الورق، أو على الأكتاف والجلود، وهذا هو الباقي الذي ينفع.

على كل حال، الناقل لهذا الدعاء، بحسب الروايات، بشر وبشير أبناء غالب الأسديان. وهذا يتبين منه، مع أننا لا نجد ترجمة لهؤلاء، لهذين الشخصين، إلا أنهما من أصحاب الحسين وعلي بن الحسين. 

في كتب الرجال، يكتب في جانبهما، أنهما من أصحاب الحسين، وعلي السجاد. طبعا، في كتب الرجال، إذا كتبوا بجنب واحد: من أصحابه، يعني ممن عاصره والتقاه. مو بالضرورة يكون من أصحابه مثل شهداء كربلاء، لا، أي واحد من اللي رأى الحسين، كان في زمانه، عاصره، أخذ وأعطى له، يقال: من أصحابه. أكثر من هذا لا نجد. 

وهذا فيه إشارة إلى أن الذين اصطحبهم الإمام الحسين (ع)، لاستماع الدعاء، كانوا في مساحة أوسع من أسرته القريبة، وأوسع من خلص أصحابه، لا، حتى أشخاص حسب تعبيرنا الآن: عاديون، أيضا كانوا يستمعون الدعاء، وهؤلاء نقلوا هذا الدعاء. 

ينقله عنهم المرحوم السيد رضي الدين علي بن طاووس الحسني، هذا أحد علمائنا الكبار، متوفى سنة 664 هجرية، يعني بيننا وبينه حوالي 800 سنة تقريبا، دون الألف، نحن في 1441، وهو في، توفي سنة 664. هذا أستاذ العلامة الحلي، العلامة الحلي أحد أعاظم علمائنا، اللي العلامة الحلي يحتاج إله إلى حديث خاص، كان أحد المجددين في المذهب لكثرة تأليفاته وتنوعها وابتكار نظرياته في الفقه، في الأصول، في غير ذلك، رجل كان قليل النظير. وأول من أطلق – فيما يقولون – آية الله، في تاريخ الشيعة كما نقل. آية الله: العلامة الحلي. 

هذا هو ووالده الشيخ سديد الدين الحلي، كلاهما درسا على يد السيد بن طاووس الحسني، السيد بن طاووس، كان عالما كبيرا، كان نقيب الطالبيين، نقيب الطالبيين، يعني: كل السادة، مؤسسة كانت في زمان الدولة العباسية، كل السادة المفروض في العالم الإسلامي، اللي ينتسبون إلى الحسن والحسين من أبناء فاطمة (ع)، هؤلاء صار إلهم نقابة، اتحاد، تسمى بنقابة الطالبيين. هذا كان واحد من رؤسائها في ذلك الوقت، وهذا منصب لا يعطى إلا أعلى قامة علمية هاشمية في زمانها. فهو كان بهذه المرتبة وكثير من العلماء كانوا يقلون أنه كان يتشرف برؤية الإمام صاحب العصر والزمان (عج). هذا مذكور في أحوال الشهيد بن طاووس، ولذلك يتعامل مع رواياته وفتاواه تعاملا خاصا. إذا جاب شيء من غير سند، بعض العلماء يقول: لعله سمعه من الإمام صاحب العصر والزمان أو عرفه إياه الإمام (ع). 

هذا رأي بعض العلماء في شأنه، هذا العالم عنده كتب متنوعة وكثيرة، في أحد هذه الكتب نقل هذا الدعاء، دعاء الإمام الحسين (ع)، في كتابه: مصباح الزائر، عن بن طاووس، نقله الشيخ الكفعمي العاملي، الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي العاملي، من جبل عامل، جنوب لبنان، بلدة اسمها: جباع، من أطراف قراها، بلدة اسمها: كفعم، هذا واحد منها. وله قصص كثيرة، منها أنه دفن وهو حيا، فنجا، تدرون أنه أحيانا تصير لا سيما في الأزمنة القديمة، أنه يصير عند الإنسان حالة من الإغماء، وهبوط القلب، ويتصورون أنه قد توفي، فيروحوا ويدفنوه، قيل في أحواله أنه حصل له هكذا، وفعلا دفن، ثم عاد إلى هذه الدنيا، وكان له اتجاهات روحانية كثيرة، فعنده عدة كتب في الأدعية والزيارات، من بينها كتاب البلد الأمين، ينقل فيه هذا الدعاء. 

والعلامة المجلسي رضوان الله عليه، في بحار الأنوار، نقل هذا الدعاء عن الشيخ الكفعمي. العلامة المجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار، المولى محمد باقر المجلسي، الكفعمي توفي سنة 905 هجرية، العلامة المجلسي توفي سنة 1111، أربع واحدات، هذا لتسهيل حفظه، رقم مميز هذا، وفعلا كان الرجل بذل جهدا عظيما في جمع تراث آل محمد (ص)، فأنتج لنا بحار الأنوار الذي هو بحسب بعض الطبعات، الآن: 110 مجلدات، وقسم من الكتب الشيعية، القديمة، لا وجود لها الآن، وليس شيئا منها محفوظ، لولا أن العلامة المجلسي رحمه الله نقل منها روايات وأحاديث، لضاعت كما ضاع غيرها. 

العلامة المجلسي، من الطريف في الأمر، أن أجداده، لم يكونوا على طريق أهل البيت، جده الأعلى اسمه: الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، من أعلام مدرسة الخلفاء، وعنده كتاب اسمه: حلية الأولياء، متوفى سنة 430 هجرية، يعني مزامن للشيخ الطوسي رحمه الله، المجلسي أصفهاني، ذاك أيضا أصفهاني، الجد ما كان على طريق أهل البيت (ع). الحفيد العلامة المجلسي هو محيي آثار أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، وهذا يعني من الأمور التي تستوقف النظر. على كل حال، العلامة المجلسي أخرجه في البحار، وانتشر بعد ذلك بشكل واضح وواسع، باعتبار أن بحار الأنوار، نشر بشكل كبير بين أتباع الطائفة.

هذا الدعاء، يصف فيه الراويان، أن الإمام الحسين (ع)، "خرج عشية عرفة"، يعني عصر يوم عرفة، مو عشية، يعني ليلة عرفة، وإنما عصر يوم عرفة. أولا لأن عشية اليوم، هو عصر ذلك اليوم، كلما صار قريب الغروب، والآمر الآخر: إشارة في نهاية الدعاء، إلى أنه: لما وصل إلى هذا المكان لم يزل يكررها: يا رب يا رب يا رب، حتى غابت الشمس وانصرف الناس وأفاضوا. يعني خلص، بعد، في يوم عرفة، مع غروب الشمس، ينتهي النسك، لازم يروحون إلى شنو؟ مزدلفة. "فجعل يمشي هونا هونا حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه" ولده واضح، أهل بيته أيضا واضح، مواليه: قد تطلق على معنيين: معنى مواليه يعني الغلمان، العبيد حسب التعبير، الأرقاء، وأيضا قد تطلق بمعنى: الموالين له، تقول: هذا مولى فلان ومن مواليه، الذي يتولونه. كلمة مولى هي من الكلمات التي تحتمل عدة معان: تحتمل معنى السيد، وتحتمل معنى العبد، وتحتمل معنى التابع بالولاء لمن يتولاه. فهذا المعنى الأخير هو الذي يظهر. مواليه يعني: الذين يتولوا الإمام (ع)، ويتابعونه. 

"في ميسرة الجبل مستقبل البيت"، مستقبلا الكعبة المشرفة، "ثم رفع يديه تلقاء وجه كاستطعام المسكين"، إذا إنسان محتاج، مسكين، يريد أن يستطعم، يطلب من أحد، طبعا لازم تكون عليه ذلة الانكسار، المستطعم، المسكين، ما يشمخ بأنفه، وإنما شنو؟ في حالة انكسار وذلك، وكأنه يطلب الطعام، لحاجته الضرورية. 

من الممكن أن الإنسان، يصبر عن أمور، لكنه لا يصبر عن الجوع، لذلك يستطعم. هذا يصور هيئة الحسين (ع)، في قضية الدعاء، ثم قال، وشرع في الدعاء، اللي إن شاء الله، نوفق لشرحه بقوله: الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع،...، ولا كصنعه صنع صانع". 

هذا الدعاء لا يختص بالحج، ولا يختص بيوم عرفة، وأساسا الأدعية، شأن قولها في فلان وقت، ولكن لا علا سبيل التقييد، يعني مثلا: دعاء كميل، ليلة الجمعة، ليلة الجمعة، هذا مو مثل غسل الجمعة ما يصير يوم الخميس، ما يصير يوم الأحد، ما يصير يوم الاثنين، الأدعية ليست هكذا، وإنما غالب الأدعية والزيارات هي على نحو المستحب في المستحب، يعني أصل الدعاء فيه استحباب: (ادعوني أستجب لكم)، أي وقت، أي زمان، على أي كيفية، بأي لفظ، هذا استحباب أصل الدعاء. 

لكن هناك استحباب في داخل هذا الاستحباب، من المستحب أن يكون الدعاء في أماكن يحبها الله، مثل: المسجد، مو معنى ذلك إذا كنت برا المسجد، لا تدعو به، لا، وإنما إذا دعوت برا المسجد لك ثواب أصل الدعاء، وإذا دعوت داخل المسجد، لك ثواب الأصل، وثواب المكان. وأن يكون أيضا بخشوع وبكاء، هذا أيضا استحباب آخر، مو معنى ذلك إذا ما بكيت، لا تدعو، لا، ادع، حتى لو لم تبكي فيه، ولكن لو دعوت في المسجد ببكاء وخشوع، ذاك الوقت سويت مستحب في داخل مستحب. أن يكون ليلة الجمعة، هم زمان مستحب، مكان مستحب، زمان مستحب، هيئة مستحبة، ولكنها ليست قيودا وإنما إضافات تعزز الثواب في مثل هذا الدعاء. 

كذلك هذا، مستحب أصل الدعاء، الخطاب مع الله سبحانه وتعالى، بهذه الألفاظ، مستحب أن يكون زمانا في يوم عرفة، مكانا في صحراء عرفات، لكنه ليس معنى ذلك أنه إذا لم يتوفر الزمان ولم يتوفر المكان لا تقرأه، لا، وإنما غالب المستحبات من الأدعية هي على نحو المستحب في المستحب، إضافة في الاستحباب، زيادة أجر. 

لذلك لو أن إنسانا حفظ هذا الدعاء وقرأه في أوقات مختلفة، في أمكنة متعددة، طوال السنة، فنعم ما يصنع. لو حفظ بعضه هذا شيء طيب، فإن فيه من أعظم المعاني، كما سنتعرض إلى ذلك إن شاء الله تعالى. 

نسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعلنا من الداعين إياه وأن يجعلنا ممن يستجيب لهم دعاءهم، وأن يقربهم الدعاء إلى ربهم درجات بحق محمد وآله الطاهرين.

مرات العرض: 3424
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2565) حجم الملف: 42545.24 KB
تشغيل:

عواقب التهرب من تسديد الديون
الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع 2