بين رحمة النبي وعقوبات الشريعة الاسلامية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 28/2/1441 هـ
تعريف:

بين رحمة النبي وعقوبات الشريعة الإسلامية

 

تفريغ نصي الفاضلة فاطمة

قال الله العظيم في كتابه الكريم   بسم الله الرحمن الرحيم " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "

 و روي عن سيدنا ومولانا رسول الله صل الله عليه وآله أنه قال إنما أنا رحمة مهداة أنا نبي الرحمة صدق سيدنا ومولانا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم

  

"وما أراسلناك إلا رحمة للعالمين"

خطاب من الله  عز وجل  لنبي ومنه إلى البشر في صياغة فريدة يقول العلماء هي تقع بين السلب الكلي و الاستثناء وهذا يفيد أقصى درجات الحصر والتحديد يعني تارة تأتي الآية وتقول مثلا وأرسلناك رحمة للعالمين هذه طريقة

ومرة أخرى تقول وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

الفرق في الصياغة بين النحو الأول والنحو الثاني فرق كبير جدا

الطريقة الأولى :هي أثبات أرسلناك رحمة للعالمين   لا يمنع أن يضاف إليها أشياء أخر

إما إذا قال وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين : معنى ذلك أنه لا يوجد شيء أخر كأنما من هدف إرسالك ومن غاية بعثتك إلا أن تكون رحمة فكل شيء يرتبط بك هو الرحمة رسالتك رحمة شخصيتك رحمة سياستك رحمة عقوبتك رحمة كل شيء يرتبط بك هو رحمة لأنه لا شيء فيك غير الرحمة وهذا يعطيه معنى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ومثل هذا التعبير ويشابهه ما روي عن النبي نفسه صلوات الله وسلام الله عليه عندما قال أنما أنا رحمة مهدآت وهذا" إنما" فيها حصر يقول العلماء فيها تحديد يعني أن لا شي إلا الرحمة لا يوجد شي أخر إلى جانبي إنما أنا ذاتي شخصيتي رسالتي عملي حركتي سكوني سفري حضري كلها هذه إنما هي رحمة وهذه الرحمة مهدآت من الله عزوجل فهذا في صياغة الكلمتين الآية المباركة والحديث الشريف

وإما إذا جئت إلى نفس    كل كلمة الآية المباركة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

العالمين هنا : جمع عالم يقولون جمع لكلمة عالم تصبح عالمون ومع الجر تصبح للعالمين

العالمين :تارة ينظر فقط البشر في البشر هناك أنواع مختلفة وأصناف كثيرة في فترات   زمنية متعددة فيها الجنس الأبيض والأسود والأصفر و غيرها وكل هؤلاء داخلون في عالم البشر لغاتهم مختلفة أشكالهم   مختلفة أزمنة حياتهم مختلفة هؤلاء كلهم عندما يجتمعون يصبحون عالمين بالقياس إلى البشر مرة نقول الآية المباركة فيها دائرة أوسع من دائرة البشر وإنما هي فوق ذلك تشمل الجن  والأنس البشر وعالم الجن هذا عالم وذاك عالم آخر وبتالي النبي المصطفى محمد مرسل إلى هذه العوالم كلها البشر بجميع أصنافهم في   اختلاف فتراتهم التاريخية   بأشكالهم وأجناسهم ولغاتهم وأيضا الجن بأعدادهم الهائلة النبي مرسل لهم ومرسل رحمة لكل هؤلاء

من آثار رحمة رسول الله صل الله عليه وآله:

الكثيرة جدا التي أخبرنا عنها هي أن الله سبحانه وتعالى منع عن البشرية عقوبة الإستأصال والعذاب الذي كان في حق الأمم السابقة قبل النبي صل الله عليه وآله كانت الأمة إذا خالفت نبيها وعصت رسولها ينزل عليهم عذابه  إذا استمرت في عصيانها وارتكبت مخالفة ربها   قوم بعث عليهم الطوفان قوم بعث عليها الجراد والقمل والضفادع قوم خسف الله بهم قوم أرسل عليهم العواصف المدمرة فانتهت كل تلك الأمم هذا عذاب نسميه عذاب أستأصالي على أثر عصيان   هذه الأمة لنبيها الله يرسل عليها عذاب ماحقا ساحقا

بالنسبة إلى هذه الأمة بعد مجيء نبينا المصطفى محمد صل الله عليه وآله وسلم أكرم الله البشرية ببركاته هذا النبي العظيم   بعد مجيئه أن منع هذا العذاب الاستأصالي بمجرد جاء النبي إلى هذا الوجود منذو ذلك الوقت لا يوجد شيء من العقوبات التي تستأصل البشرية أو تستأصل الأمم الكافرة والفاسقة وإنما يعذبون في يوم القيامة     وينظرون في هذه الدنيا ينسى لا تنتهي وجوداتهم وهذا لعمري من أعظم المنن على هذه البشرية ببركات هذا النبي العظيم

كل شيء كما قلنا يتصل برسول الله هو من الرحمة هنا يأتي بعض الأسئلة من قبل متسألين إما بدافع الاستفسار والاستفهام وإما بدافع التشكيك ونحن نشير إليها باعتبار أن قسما من أبنائنا مثلا وبناتنا عندما يذهبون إلى خارج البلاد في قضايا الابتعاث من الممكن أن يتعرضوا إلى مثل هذه الأسئلة بالفعل في من التحديات التي ينبغي أن يلتفت إليها المؤمنين هذا التحدي أن يذهب أبني إلى الخارج لتكملة الدراسة هذا ليس خير مطلق ليس فيه خطورة فيه جانب تحصيل علمي ارتقاء في الدرجة وهذا معلوم واضح لكن هناك أيضا   هناك خطورة أن تزعق عقائده وأن تخلخل درجات إيمانه إذا أنفصل

أحدى المؤمنات اتصلت وهي تبكي وتقول أنا أبني سافر إلى الخارج وبعد سنتين قال أنه تحول إلى المسيحية لأنه عنده أسئلة تطرح عليه وهو رجل وهذا مهم أن نشير إليه قال أيام شبابه لم يكن يحضر في هذه المجالس ولم يكن يختلط ولم يكن يسأل كانوا يعيشون في منطقة أخرى هذه المنطقة كانت قليلة المجالس الحسينية وجلسات الذكر وما شابهه ذلك أصبح في الثانوية وذهب بعد الثانوية إلى الخارج تعرض لمجموعة أسئلة حول رسول الله صل الله عليه وآله من قبل مدرسي ولا يملك إجابات صارت شبهة وإشكالات عنده لا يوجد عنده جواب عليها وما أن فتح أيضا على من يجيب عليها كرست هذه إلى أن تغير في إيمانه فاياأيها الأب المؤمن يا أيتها الأم المؤمنة   بمقدار ما أنت تحرص أيضا على أن تبتعث أبنك إلى الخارج لمواصلة الدراسة وهذا شيء مهم وضروري ولابد من الاستفادة من هذه الفرصة أيضا ليكن حرصك عليه أشد في قضية حماية إيمانه وتدينه   اجعله يرتبط عندما يذهب إلى تلك الأماكن   ببعض المراكز الإسلامية الهادفة والصحيحة ببعض العلماء أو أن تكن متواصل معه بشكل مستمر لا تترك الابن         هكذا مادام ذهب أنا انتهت مسؤوليتي منه

وهناك جهات في مثل هذه الأماكن أيضا تعبي الإشكالات والاسئلة و الشبهات وتطرحها على هؤلاء الشباب الذي قد لا يكون عنده خلفية كاملة عن أجوبتها

من جملة مايثار في مثل هذه القضايا يقول له كيف أنتم تقولون أن النبي هو رحمة هو مع ذلك يأتي بنظام للعقوبات فيه قطع اليد وفيه القتل وفيه الجلد وفيه غير ذلك كيف تكون رحمة هذه الرحمة حقوق الإنسان لا تتناسب مع هذا الأمر فإذا لا يكون   هذا الدين رحمة ولا الشريعة رحمة ولا النبي رحمة

الجواب على ذلك يطول لكن أنا أشير بعض الإشارات إليه واحدة من تلك الإشارات أن الإسلام قبل أن يصنع نظام للعقوبات يهيئ المجتمع بشكل يسعى فيه إلا يكون هذا الشاب أو تلك الشابة وراء ما يوجب عقوباتهم عنده شهوة جنسية أهلا وسهلا له طريق محلل يحرض الأب على أن تسعى في تزويج أبنك   متى ما كانت حاجته قائمة ويقول للمجتمع هيئوا تسهيل أمر الزواج خير نساء أمتي أقلهن مهرا لا يكون هناك مبالغات في قضية المهور اشتراطات كبيرة جدا إذا جاءكم من ترضونه خلقه ودينه فزوجوه لا تشترط اشتراطات   عالية أن يكون عنده من الثراء كذا وكذا ومن الشهادات كذا وكذا   فهيئي المجتمع لكي لا يتورط هذا الشاب وتلك الشابة في ما يوجب عقوبة إذا صار أمر الزواج يسير بالنسبة للبنت     أصبح أمر زواجها يسير سهلا لا تجتاح تنظر إلى عمر 30 سنه حتى تحصل زوج والشاب أيضا لا ينتظر يدور إلى كأنما يبحث عن ضالة إلى أن يحصل له امرأة يتزوجها أشبعت شهوته هنا ليس بحاجة إلى اتخاذ طريق الحرام هذا الإنسان الذي يربى على هذا الأساس يربى على أساس القناعة ويحمل والده وأهله مسؤولية الأنفاق عليه والصرف لن يجد في نفسه حاجة إلى أن يسلك طريق السرقة حتى تقطع يده يعلم على أن حل المشاكل في الدنيا ليس بتصفية الطرف الأخر ليس باليد تحل المشاكل وإنما بالكلمة الطيبة بالتفاهم الحسن بمنع الغضب بمنع الانفعال عند آن أذن ا لن يجد هذا الشاب أو ذلك الرجل نفسه مسوقة لكي ينتقم منه من يخالفه عن طريق القتل والجرح وما شابهه ذلك أولا : يهيئ المجتمع هكذا   ويحمله مسؤولية

2 :يشترط الإسلام اشتراطات جدا كبيرة ومفصلة في أمر ثبوت الجريمة ليس بمجرد قالوا فلان فعل             عمل خلاف وخاطئ ذهبوا وأمسكوا به وأقاموا عليه الحد بعض الأحيان يصعب جدا أثبات الجناية والجريمة على هذا الإنسان وأكثر من هذا يقول له   لنفسه أنت استتر أن الله يحب   الستر أن الله ستار يحب الستر فعلت ذنب من الذنوب أستغفر بينك وبين ربك وغير حالك ولا تمشي في   وآن إذن حتى لو أخذت وكان الحق حقا إلهيا لا تعاقب إلا الذين تابوا من قبل أن   تقدرو عليهم قبل ما تعمل ليس مطلوب منك أن تذهب وتعترف أمام أحد بينك وبين ربك       أستغفر الله سبحانه وتعالى وتب إليه وآن أذن ليس مطالبا إلا إذا كان حقا من حقوق الناس زيد من الناس سرق مثلا الآن تاب عن السرقة لا يكفي هذا وإنما يحتاج إن يوصل المال إلى صاحب المال ليس شرط أن يقول له أنا سرقت من عندك مال ليس شرط أن يعلن عن ذلك المهم أن يوصل إليه بأي طريقة من الطرق ولو بطريقة غير مباشرة ويستغفر ربه والله يتوب عليه يشترط الإسلام اشتراطات كبيرة في هذا الجانب حتى لا تثبت الجريمة فإذا مع كل هذا ومع تربية الدين والمجتمع لهذا الإنسان بذلك النحو ثم تشدد الكبير جدا مثلا في قضية الممارسة الخبيثة من الزنة يشترط لك اشتراطات ينذر أن تتوفر لازم أن يكون أربعة شهود ولابد أن يروا العملية بشكل مباشر ولازم كذا وصورة ووفيديوا وكل هذا لا يكفي هذا أين يكون و كيف يصير وأين يمكن لماذا الغرض أن لا يصير قضية التهمة والشبهة شاعة على مثل هذه اشر إلى الشمس أنت ترى الشمس على مثل هذه فشهد وإلا فدع تراه مثل الشمس واضحة نعم وإلا فلا فإذا بالرغم من كل ذلك صار وأصر هذا وستعلن بخطيئة وجريمة وجب عليه أن يعاقب

هنا العقوبة صعبة قتل واحد يقتل ماذا نصنع له في مثل هذه الحالة قاتل قتل إنسانا عمدا مع سبق الإصرار" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"

رأفتك به في هذه الحالة فتك بالمجتمع وتخريب للمجتمع آن أذن   لا أحد يأمن على دمه إذا كان واحد يقتل إنسان ثم يترك هكذا   بعدها يقتل الثاني والثالث والرابع والعاشر من يأمن على نفسه في ذلك الوقت   لا أحد يأمن

السارق جاء سرق ثم بعد ذلك ترك هكذا أي واحد يأمن على أمواله وعلى ما يمتلك لا يستطيع أحد

لنعمل هذه   الطرق الجديدة التي تعمل الآن أكثر شيء شائع في الدنيا من العقوبات هو السجن واحد قتل يسجن سرق يسجن هرب المخدرات يسجن وأمثال ذلك أنت هنا ماذا صنعت صنعت أنه حملت المجتمع جعلت المجتمع يصرف على إنسان مجرم قاتل أو مهرب للمخدرات أو غير ذلك الناس يصرفون عليه من أموالهم وهو عايش هكذا فندق مجاني أكل شرب مجاني والناس لابد أن تصرف عليه لأنه هذا عندما يسجن كم من المباني التي لازم أن تؤسس له كم من الأفراد التي لابد أن يشغلون عليه حارس وبواب وأداري وغير ذلك كل هؤلاء يخدمون في الواقع هذا الإنسان المجرم هؤلاء لا تأتيهم الأموال من السماء إنما هي من أموال الناس ففي الواقع غير هذا النظام الذي جاء به الإسلام وهو معاقبة المجرم وإنهاء ملفه وإذا عمل شيء يبقى مثلا لغيره أي واحد بعد لا يفكر أن شخص  قطعت أصابعه على أثر السرقة إلى أخر حياته لا يوجد أحد يفكر أن يسرق مرة ثانية ويرى أصابعه مقطوعة

القاتل يقتل لا يوجد واحد يفكر أن يستسهل القتل فيما بعد ذلك لأنه سوف يكون مقتولا

ففي الواقع حتى عقوبات الدين في تشريعاته هي من أنحاء الرحمة بالمجتمع ككل وإن كان فيها قسوة ظاهرية على نفس المجرم بل هي ليست قسوة الآن   واحد لنفترض إذا أخذ للمستشفى أبعدكم الله عن الأمراض جميعا قالوا له هذا لازم يوجد لديك غدة هذه لا بد أن تبتر وتستأصل لابد أن تستخرج يأتي الجراح ويشق يد هذا الإنسان وبعد ذلك يستخرجها يخرج الدم يتألم هذا الذي يشرح على   منصة الطبيب لكن هذا الألم هذا التشريح هذا التجريح في مصلحة باقي البدن وإلا هذه الغدة تفتك بسائر البدن فهذا العمل هو الرحمة بهذا المريض   وإن كان في ظاهره استخراج لدم وأن كان في ظاهره جرحا كذلك بالنسبة لعقوبات الدين الأمر كذلك   هذا مما يذكره أولئك الذين     يشيرون ببعض الإشكالات على ما جاء به رسول الله صل الله عليه وآله من تشريعات للبشر ولو كان فيها مشكلة لكان الإشكال على الله سبحانه وتعالى لأنه الذي جاء بالتشريع في الواقع هو ليس النبي وإنما النبي أوحي إليه     وأرسل به وبلغ إياه فالله سبحانه وتعالى هو الذي جعل هذه الشرائع     وجعل هذه الأحكام لأنه يعلم   سبحانه وتعالى مالذي يصلح عباده ومالذي لا يصلحهم هذه واحدة من الأمور التي تذكر في قضية رسول الله ورحمة

فضية أخرى :

أشير إليها أشارة سريعة وأنهي بها حديثي إن شاء الله وهي ما نقله بعض المؤرخين من تعامل رسول الله صل الله عليه وآله مع يهود بني قريظة اليهود في تاريخهم كان شأنهم الخداع والإجحاف أول سكنهم في المدينة المنورة لم يكونوا في المدينة وإنما كانوا في اليمن وأطراف الجزيرة العربية وكان قسم منهم في فلسطين فقبل بعثت النبي صل الله عليه وآله بفترة من زمان عندهم في كتبهم أن هناك نبي يبعث في مكة ويستقر في المدينة وهو نبينا محمد صل الله عليه وآله هذا يقرؤونه في كتبهم من جملة البشارات رسول الله صل الله عليه وآله فهؤلاء ظن أن هذا الرجل منهم من بني إسرائيل ولكن سيكون في مكة والمدينة أتوا إلى المدينة باعتبار أنها هي التي ستكون مستقر لهذا النبي ومحل هجرته وبناء دولة وبقوا هناك ثلاث قبائل       قبيلة تسمى بني قنينقاع والقبيلة الثانية بني النظير والقبيلة الثالثة بني قريظة ثلاث قبائل كبيرة أتوا إلى المدينة واستقروا فيها وعندما بعث رسول الله صل الله عليه وآله وكانوا من قبل يقولون للكفار سيأتي نبي يبعث ويكسر الأصنام يهد الأوثان   هذا يدعو ا إلى التوحيد وكانوا يفتخرون فيه ولما جاءهم ماعرفوا من الحق جحدوا رسول الله       وأنكروا أن يكون هذا هو النبي المبعوث       كانوا يتصورا واحد من بني إسرائيل وعلاماته ثابتة عندهم لكنهم قوم جحدا فأنكروا رسول الله وقالوا لا ولا نقبل هذا الكلام من عنده ولما جاء النبي إلى المدينة ودعائهم إلى الإسلام وقال لهم أنتم تجدون في كتبكم صفتي هذا خاتم النبوة عند كتفي تعرفون صفاتي قالوا له لا نحن لا نقبل ولا نؤمن بك النبي لم يكسرهم على ذلك وإنما قال أنتم تبقون في المدينة والمدينة أصبحت كلها مؤمنة فلابد من أن يكون هناك اتفاقية بيننا وبينكم تنظم العلاقة لا نحن نخونكم ولا نتم تخونوننا لا تخدعونا ولا نخدعكم وأي واحد الذي يفعل ذلك يحق عليه النكال

قالوا لا مانع وهناك وثيقة تسمى وثيقة المدينة حوالي خمسين مادة إلى الآن موجودة في الكتب اليهود كما قلنا قوم جاحدون   فصار عندهم أول مشكلة بني قينقاع ذهبت إلى حيهم امرأة مسلمة فعتدوا عليها وكشفوها ومارسوا معها أمورا لا تناسب المرأة المسلمة المحتشمة أدى ذلك إلى أن رسول الله صل الله عليه وآله يقول لهم هذا بمقتضى الوثيقة التي عقدت بيننا هذه القبيلة لابد أن تخرج هذه قبيلة مجحفة معتديه قبيلة خائنة لا بد أن تطلع من المدينة قبلوا ذلك وخرجوا هذه القبيلة الأولى

القبيلة الثانية : بني النظير

بني النظير   هؤلاء ذهب إليهم رسول الله صل الله عليه وآله في قضية من القضايا فقالوا جاءت والله جابها بحسب التعبير مادام محمد ولم يكونوا يسمونه بالنبي مادام محمد جاء ألينا برجله نجلس معه ثم من فوق الجدار نلقي عليه بصخرة كبيرة ويموت وينتهي من موضوعه بالفعل بينما النبي صل الله عليه وآله جالس حسب خطتهم هم أخبروا أشخاص يلقون صخرة كبيرة يحتاج إلى ثلاثة أو أربعة رجال يلقونها وهذه فيها القاضية النبي نزل عليه الوحي أن قم يا محمد من هذا المكان وأرجع إلى المدينة فورا الله سبحانه وتعالى يحمي نبيه والله يعصمك من الناس أي قانون من البداية فقام النبي صل الله عليه وآله كأنه رايح إلى شغله ورجع إلى المدينة وبعد أن صارت هكذا مؤامرة لاغتيال رسول الله ولقتله في بلادهم أعلن عليهم الحرب وقال لهم أنتم أناس لا وفاء عندكم ولا عهد لكم لابد أن تخرجوا نحن جئنا وأردنا أن نتفق معكم بشكل حسن ولكن لم يكن أنتم ليس أهل وفاء ولا أمانة خرجوا

القسم الثالث هم بني قريظة :

هؤلاء عندما اقتربت غزوة الخندق وكانوا في المدينة اتفقوا مع قريش ومع غطفان ومع غيرهم أنه أنتم تعالوا من فوق ونحن من تحت من أطراف المدينة نهاجم محمد وأصحابه ونحتل المدينة وأنتم تقتحمونها وننهي قضية هذه النبوة والنبي إلى الأبد رسول الله صل الله عليه وآله بتدبير هذا الرجل المخلص المؤمن سلمان المحمدي أمر أصحابه أن يعملوا قضية الخندق وحفروا ذلك الخندق بجهود عظيمة جد الخندق في ذلك الوقت خمسة كيلوا مترات هذا عرضه يأخذ من طرف إلى طرف من الجبال في المدينة نفس الخندق عمقه ثلاثة أمتار وبعرض 3 أمتار   وطوله    خمسة كيلوا متر إذا تحسبها قريب من 45 ألف متر مربع من التراب والحجر   أخرجوا منه ليس بالشيء القليل بتلك الأساليب والوسائل البدائية التي كانت ولكن عملوه و  النبي صل الله عليه وآله في مقدمتهم كان المهم هؤلاء اتفقوا معهم بني قريظة   قالوا نحن تأتي ونقتحم المدينة من هذه الجهة الله سبحانه وتعالى دخل حسب تعبيرنا على الخط ونصر رسوله وأرسل الرياح على جيش الأحزاب والكفار فكانت الريح إلى حد تكفى القدر الممتلئ مثل القدر الكبير الذي به ماء   يحتاج إلى ماء أو طعام   يحتاج إلى أربعة أشخاص لحمله الريح كانت بدرجة التي تطير هذا القدر وبالتالي لم يستطع الكفار القرشيون أن يبقوا في ذلك المكان فهزموا وانقلبوا صاغرين وكفى الله شر القتال عن المؤمنين كفى الله المؤمنين القتال هؤلاء كانوا يحاولوا أن يحتلوا المدينة ودفعوا بعض اليهود إلى قسم الذي كان النساء حتى يذكر أن صفية أبنت عبد المطلب نزلت من مكان مرتفع المسلمين جعلوا نسائهم على أماكن مرتفعة خوفا من اليهود   لكي لا ينتهكوا أعراضهم حتى جاء بعض كفار اليهود يدورن حول هذه الأماكن فنزلت صفية أبنت عبد المطلب   وقتلت واحدا من اليهود       صفية قالت إلى حسام ابن ثابت أذهب وقتله وقال لها أنا ليس   تبع   القتل حسب التعبير لا أستطيع أن أقاتل فأخذت عودا ونزلت إليه والتمست غرته وقتلته أخت أبي طالب سلام الله عليه وعليها الآن انتهت المعركة من تلك الجهة اليهود تربصوا بقتل رسول الله وبالهجوم على المؤمنين وبالهجوم على المؤمنات فجاء النبي صل الله عليه وآله وحاصرهم على أساس يخرجوا

طبيعي هنا أن أحد يخونك يخدعك يحاول قتلك ويحاول تشريد أهلك وهو معك في اتفاقية الآن مستسلم فأمر النبي صل الله عليه وآله كما ذكروا أن يؤخذ من حزب ومن شجع وتضرب أعناقهم فأخذ في روية أربعين شخص من هؤلاء الرؤساء الذين خانوا العهد والميثاق وتأمروا مع كفار قريش أربعين واحد أمر بضرب أعناقهم إلى هنا القضية لا يوجد بها شيء لما يأتي الآن مستشرقون وغربيون ولا سيما من اليهود يقولون لا الذين قتلهم النبي محمد   كانوا 900 شخص وهذه مجزرة ومقتلة وهذه إسالة دماء وكيف هو رحمة وإلى غير ذلك والحقيقة التي تشير إليها القضايا التاريخية أن النبي أمر بقتل أربعين واحد منهم ممن كان حرض وحزب وقاد المسألة من الكبار والرجال

النبي هنا إنما عمل ما كان ينبغي أن يعمل مع كل خائن لكن هؤلاء عندما يأتون ويبثون هذا الأمر يهول لك 900 واحد جرت الدماء في المدينة كذا وكذا هذا خلاف الرحمة الحقيقة ليست كذلك وإنما نبينا صل الله عليه وآله أجرى عليهم أقل الإحكام التي ينبغي أن تجرى على هؤلاء جماعة ورؤساء وجماعة محرضين جماعة محزبين أرادوا احتلال المدينة عقوبتهم ماهي ؟ أن يقتلوا وبالفعل صنع النبي ذلك

فيأتي من هؤلاء المعاصرين مستشرقون أو غربيون أو غيرهم وللأسف يجدون في بعض كتب المسلمين روايات غير دقيقة حول هذا الموضوع كلا النبي صل الله عليه وآله كان ممثل لرحمة بأقصى درجاتها ولو خيرنا بين أن نصدق ماقاله الله عنه وبين ماقال عنه سائر الناس نحدث مؤرخ مستشرق الله يقول "ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"

هذا المؤرخ والمحدث يقول لا لم يكن رحمة عند رسول الله أي الطرفين نصدق لا ريب أن نصدق القرآن الكريم وخطاب الله المجيد في حق سيدنا محمد صل الله عليه وآله من جملة رحماته صلوات الله عليه ما شهد عليه القريب والبعيد والقاصي والداني لما دخل إلى مكة المكرمة فاتحا أهل مكة     كفارها حاولوا قتل النبي في مكة ثم لحقوا إلى المدينة غزوات حصلت بدر جهة المدينة أحد جهة المدينة خندق جهة المدينة يعني كانوا يلاحقون النبي لقتله والقضاء عليه

الآن النبي دخل فاتحا فينادي أولا واحد من الأنصار من أهل المدينة اليوم يوم الملحمة اليوم يوم تسبى حرمه فالنبي صل الله عليه وآله أمر علي هذا الناطق الرسمي أمير المؤمنين باسم رسول الله   قال له أذهب وخذ من عنده اللواء والراية وقل اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة نحن لم نأتي للعنف ولا لشدة ولا للملاحم والقتل وإنما جئنا لرحمة فأخذ علي اللواء والراية وأعلن بين كفار قريش اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة ثم أن النبي بعد أن اجتمعوا وكأن على رؤؤسهم الطير قال لهم ماذا تظنون أني صانع بكم أنتم قتلتو أصحابي شاردتوني طاردتموني   قتلتم عمي حمزة وأصحابي في المعارك ماذا تتصورا أن أفعل بكم هؤلاء يعرفون من هو النبي قالوا نظن خيرا أخ كريم وأبن أخ كريم قال فأذهبوا فأنتم الطلقاء حتى عتاب لم يعاتبهم   ليس عقاب العتاب لما يعاتبهم فضلا عن العقاب مثل هذا الرجل   لا ينتظر شيئا بعد الرحمة لا ينتظر إلا العفو والصفح من رحمة صلوات الله وسلامه عليه أنه كان حريصا على هداية الناس إلى حد إيقاع نفسه في الأذى أنا وأنت عندما نتكلم مع إنسان ولم يسمع الكلام نقول أتركه على راحته ليس لنا دخل فيه النبي صل الله عليه وآله القرآن يخاطبه الله يخاطبه يقول له فلعلك باخع نفسك على أثارهم أن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا

يعني أنت جالس تقتل نفسك   لهدايتهم خفف على نفسك الله الرحيم يشفق على رسول الله يقول اله لا يحتاج أن تذهب أكثر   ما يحتاج تقتل نفسك لأجلهم خفف من أمرك لكن الرسول رحمة مهداة على الكفار الذين آذوا يرفع يده   بالدعاء لهم وليس يدعوا عليهم وإنما يقول اللهم أهدي قومي فأنهم لا يعلمون وهذا ليس من آخر زمانه وإنما من أول أيام إلى أخر لحظاته.في مثل هذا اليوم وفي مثل يوم أمس وبعد أن مرض رسول الله صل الله عليه وآله وثقل حاله   على أثر ما نقل أنه سم من سم اليهودية إياه ولا نستبعد فعل اليهود الخونة في مثل هذه الأمور فقد دس إلى رسول الله سم في كتف شاة ولعل هذا أثر في سوء صحة ومرضه بل حتى لو لم يكن النبي مسموما الذي رآه رسول الله صل الله عليه وآله من خلاف أصحابه ومن استنكار لأعمالهم بل ولما كان أن يتوقع حصوله بعده هو هذا يسم الإنسان ويمرضه ..

مرات العرض: 3402

21 الجواري وأمهات الأولاد في كربلاء
عن ولاية الله والمعصومين والفقهاء