تشريع الزكاة في الاسلام 29
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 29/9/1439 هـ
تعريف:


تاريخ تشريع الزكاة في الاسلام


تفريغ نصي الفاضل عبد الأمير العجمي / عمان

 ( خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ، وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم ، والله سميع عليم )

تشريع الزكاة : كأحد الوجبات العبادية المالية في الاسلام وفي سائر الديانات ، الزكاة من العناصر العبادية المشتركة في الديانات السماوية ، الهدف الذي خلق من اجله الانسان هو احياء البرنامج العبادي والذي يأتي من ضمنها “ الزكاة “
معنى الزكاة في اللغة : اصل يدل على نمو  وتزايد  مثال : نمى الزرع اي ازداد وتصاعد ….وعندما يخرج الانسان ماله للغير يصنع ذلك نموا في نفس الانسان في اخلاقه في روحه يجعله غير اسير للمال  ، فهناك زيادة اخلاقية هناك زيادة روحيه ، هناك نفس تكبر وتسمو عندما تعطي ، و  هناك زيادة في نفس المال الذي يزكى ، فالله تكفل ان يعطي ويعوض المنفق بالزيادة وبالخلف في المال وان يعطي كل بخيل تلفا وتناقصا ،الحديث النبوي :” أن لله تعالى ملكا ينادي اللهم اعطي كل منفقا خلفا ، وكل ممسك تلفا “

الصدقة  :
نفس النص موجود في اللغة العبرية  مما يدل على ان لها تداولا في تلك الديانة ، وورد في كتاب مقايس اللغة لابن زكريا “ انها اصل يدل على تمامية  الشيء ومطابقته للواقع والصدق فيه ، ومن هنا اشتقت تعبيرات كثيرة .. منها :
- “ الصداق”  اي مهر المرأة .. لأنه تعبير عن صدق الخاطب في طلب المرأة المخطوبة يقدم مهرها .
-  “ الصدق “ : وهو الشي التام الحقيقي المطابق للواقع الذي ينبغي الايمان به .

معنى  تعبير الصدقة  في الاصطلاح الشرعي :
وهي عبارة عن تصديق الانسان بوعد الله بالثواب ، والا بدون هذا المعنى تكون هذه العملية ( الصدقة ) عمل عبثي ، لأنه في غير هذه العملية يكون هناك وصل بالاستلام ، وهل هو يستحق ؟  ولماذا اعطائه ؟ وهل تعرف الشخص المعطى ؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة اما في الصدقة تعطي من دون ذلك ابدا .” خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها “

- القران الكريم اشار الى انه كان معمولا بالزكاة  في الديانات السابقة ، فبعد ان ذكر الله تعالى في كتابه العزيز ابراهيم ع ولوطا واسحاق ويعقوب عليهم السلام قال “ وجعلناهم ائمة يهدون بآمرنا لما صبروا ، واوحينا اليهم فعل الخيرات واقامة الصلاة  وإتاء الزكاة ، وكانوا  لنا عابدين “ فالله اوحى اليهم بعمل هذه البرامج وكان عليهم فعلا وتبليغا ، وفي قضية نبي الله عيسى ، يتكلم القران الكريم بلسانه فيقول “ اوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا “ وهكذا بالنسبة لسائر الانبياء .

-   تشريع الزكاة بأنواعها المختلفة :
 - الصدقة المستحبة - الصدقة الواجبة - زكاة التي ترتبط بوقت وزمان محدد مثل زكاة الفطرة   -  والتي ترتبط بأعيان زكوية كالزكاة العامة .
-   ثلاث مراحل لتشريع الزكاة في الاسلام :
-  المرحلةالاولى : المرحلة المكية :
 في مكة المكرمة ، نزلت آيات قرانيه اقلها عددا ٥ مواضع في القران الكريم في السور المكية .
- الغالب على الآيات المكية “ الامور العقدية وشي من اصول التشريعات “
- الغالب على الآيات المدنية “ التشريعات التفصيلية والانظمة والاحكام اقرب للفقه “
- وهذا يدلنا على ان المسلمين قد تعرفوا على اصل موضوع الزكاة في مكة المكرمة ، باعتبارها انها عبادة مالية يخرجون المال من ملكهم باتجاه مصارف الزكاة المعروفة ، اما انه هل هو واجب ام مستحب : لم تفصل الآيات المكية ذلك انما جاء التفصيل في المدينة المنورة .

- اصل تشريع الزكاة:
 ورد في سورة الاعراف “ فسأكتبها للذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يوقنون “ فسورة الاعراف سورة مكية وهذه الآية أيضا مكية وقد ذكر به اسم الزكاة والصلاة ، وهذ يدل علي ان المسلمين كما اشرنا سابقا قد تعرفوا بإجمال على اصل الزكاة ، اما الصلاة فقد اشرنا ان النبي ص كان يمارس الصلاة منذ اليوم الاول للبعثة .
- في سورة النمل أيضا جاء “ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة  وبالأخرة هم  يوقنون "
- يستفاد من ذلك ان الزكاة تعرف عليها المسلمون في مكة المكرمة  قبل هجرتهم للمدينة المنورة .
شبه :
- ان ما نسب الى الدكتور احمد امين الكاتب المصري صاحب كتاب فجر الاسلام وضحى الاسلام وظهر الاسلام  (الكتب التي لم ينصف الشيعة والتشيع بها ) ، ويعتبر هذا الكاتب من الكتاب المؤثرين في الساحة العربية  ، حيث انه  لما جاء الى النجف الاشرف في زيارة ، اخذ جمع من العلماء يناقشونه في افكاره في التشيع وفيما نقل عنه ، فالسيد محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله كان عنده مناقشات مع هذا الكاتب بالنجف الاشرف ، وتم انتقاده في كثير من افكاره الخاطئة حول التشيع ، فاعتذر بانه لم يكن لديه مصادر شيعية ، فقيل له هذا “ عذر اقبح من ذنب “ لأن الفكر  يأخذ من لسان الشخص نفسه وليس عن ما يقال عنه او نقل عنه .
اما ما ورد عنه -  ان صح ذلك - انه قال “ ان خطبة  جعفر ابن ابي طالب ع لما ذهب الى الحبشة وقال هذه الخطبة امام ملك الحبشة ليست صحيحة وانما هي موضوعة “ويعل الكاتب السبب في عدم صحية الخطبة ان بها  ذكر للزكاة والصيام والصلاة ، والزكاة لم تشرع الا في السنة ٢ للهجرة في شهر شوال بقول الله عز وجل “ خذ من اموالهم صدقة تزكيهم وتطهرهم بها “ .. فاذا شرعت في السنة الثانية للهجرة فكيف جعفر بسنوات يأتي على ذكرها في الحبشة ؟؟؟؟

- الرد على الشبهة :
  1 - ان القران الكريم تحدث عن اصل الزكاة في سنوات البعثة الاولى وما اوردناه من آيات سابقة دليل  ، ربما تفاصيل الزكاة ذكرت في المدينة ولم تذكر في مكة . اما ان يقرا الرسول ص على المسلمين آيات الزكاة والصلاة وهم لا يدرون عن ماذا يتحدث ، فهذا غير صحيح منطقا .                                                    
2 -   فاذا كان الاستشكال على خطبة جعفر ، فأيضا يتم الاستشكال على الآيات القرآنية للزكاة التي يقال انها مكيه .
3 -   ورد في كتاب المسند على لسان احمد بن حنبل المتوفي في سنه ٢٤٠ ذكر هذه الخطبة عن جعفر ابن ابي طالب ع . (اذن ذلك ليس ما يقوله الشيعة فقط ) .
- اذن المرحلة الاولى لتشريع الزكاة كان فقط للاصل

-  المرحلة الثانية :
- كانت في المدينة المنورة  في السنة الثانية للهجرة في شهر شوال بعد فرض الصوم على المسلمين وبعد غزوة بدر ، هناك نزلت الآية “ خذ من اموالهم ….”
- وجاء ان النبي هو من يقوم بأخذ الصدقات والزكاة من المسلمين ، أي ان النبي ص لا ينتظر ان يأتوا  بها المسلمين ويجب على المسلمين ان يدفعوا سواء من داخل المدينة او على اطرافها ، وعليه تم تكوين جهاز لجمع الزكاة في المدينة المنورة .
- بنو هاشم منعهم النبي ص من العمل في هذا الجهاز او هذه الهيئة  ، وقد طالب بعضهم النبي ولكنه  ابى عليهم العمل في تلك المؤسسة  ، لان الزكوات الواجبة محرمة عليهم  .
- وقد تحدث القران عن صنفين من الناس :
 أ - ( المعطين المنفقين ) من ينفق طواعية قربات عند الله.
ب  - ( البخلاء الرافضين الاعطاء ) " ومنهم من عاهد الله من اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الشاكرين فلما اتاهم من فضله بخلو به " .

- تحديد لما يجب فيه الزكاة :
- الذهب.
-  الفضة.
-  الابل.
-  البقر.
- الغنم.
- الحنطة.
-  الشعير.
- التمر.
- والزبيب .

- النبي هو الذي قام بالتشريع حسب صلاحياته التي اعطاها الله عز وجل له .
- الله شرع اصل الزكاة والنبي سن موارد الزكاة ( سنن رسول الله ص )
- رواية الامام الصادق ع “ فرض الله الصلاة والزكاة في الاموال “
- نستطيع من هذه الرواية ان نقول ان الله فرضهن في وقت واحد ، ويمكن الاجتماع في اصل الايجاب  ( اصل الوجوب ) 
- التفاصيل غير موجوده بالقران . موجوده في سنة النبي ص وهذا رد على من يقول حسبنا كتاب الله ، فكتاب الله غير مذكور به تفاصيل موارد الزكاة .
-  المرحلة الثالثة : مصارف الزكاة :
نزول اية “ انما الصدقات للفقراء والمساكين …”
- نزلت في السنة التاسعة ٩ للهجرة .
- تم تقسيم  اصناف مصارف الزكاه :
(   الفقراء ، المساكين ، الغارمين عليها ، المؤلفة قلوبهم ، العاملين عليها ، عتق الرقاب ، في سبيل الله . )
- تأخر  هذا التقسيم الى السنة التاسعة امر غير واضح وغير بين .
- هذا التأخر  يمكن لنا ان نوجهه الى  ان النبي كان يعرف مصارف الزكاة وكان خلال المدة السابقة يتصرف على هذا النحو إلى ان جاء القران وأكد ذلك .
- القران الكريم احيانا يتكلم عنها بعنوان الزكاة واحيانا بعنوان الصدقة .
- الصدقة يمكن ان تكون واجبة ومستحبة
- والزكاة يمكن ان تكون واجبة ومستحبة ايضا .
- الصدقة في روايات اهل البيت ع عمم مفهومها ليشمل كل معروف مثل : الكلمة الطيبة .
- الرواية .. ان النبي ص قال “ ان على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قالو  ومن يقدر على ذلك يا رسول الله ، فقال : إماطتك الاذى عن الطريق صدقة ، وعيادتك المريض صدقة ، وارشادك الجاهل صدقة ، وامرك بالمعروف صدقة ، وردك السلام صدقة “
خاتمة البحث :
- جاء رجل الى المدينة  وسال عن باقي ذرية رسول الله ص فقالو له الامام الحسين ع : واتي الحسين ع  وانشد شعرا للحسين ع :
مْ يَخِبِ الْآنَ مَنْ رَجَاكَ وَ مَـــــنْ   حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابِكَ الْحَلَقَةَ
أَنْتَ جَوَادٌ وَ أَنْتَ مُعْتَــــــــمَدٌ    أَبُوكَ قَدْ كَانَ قَاتِلَ الْفَسَقَةِ
لَوْ لَا الَّذِي كَانَ مِنْ أَوَائِلِكُمْ    كَانَتْ عَلَيْنَا الْجَحِيمُ مُنْطَبِقَةً
 فنادى الحسين ع بغلامه ما بقى معنا .. فقال الغلام : ٤٠٠٠ .. فأعطاها الحسين ع للأعرابي ، فبكى الاعرابي  ، فقال له الحسين ع : ايها الاعرابي :
خذْهَا فَإِنِّي إِلَيْكَ مُعْتَـــــــذِرٌ   وَ اعْلَمْ بِأَنِّي عَلَيْكَ ذُو شَفَقَةٍ
لَوْ كَانَ فِي سَيْرِنَا الْغَدَاةَ عَصًا   أَمْسَتْ سَمَانَا عَلَيْكَ مُنْدَفِقَةً
لَكِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ ذُو غِيَـــــرٍ    وَ الْكَفُّ مِنِّي قَلِيلَةُ النَّفَقَةِ
 فبكى الاعرابي .. فقال له الحسين ع : يا اخا العرب لعلك استقللت ما اعطيناك فبكيت .. قال لا يا ابا عبدالله ولكن بكيت ، كيف ان التراب يأكل جود يدك ..

 

مرات العرض: 3422
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2563) حجم الملف: 52859.31 KB
تشغيل:

الخمس أسئلة صريحة واجابات  واضحة 28
عمرو بن الحمق الخزاعي أول رأس يهدى