منافع الموسم الحسيني في الأمة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 21/2/1439 هـ
تعريف:

منافع الموسم الحسیني للأمة

تفريغ نصي الفاضلة فاطمة الخويلدي

روي عن سيدنا ومولانا  رسول الله صلى الله عليه وآله (إنه قال إن الحسين  مصباح هدىً وسفينة ُ نجات وإمام  خيرٌ ويمن وعز  وفخر وعلم وذخر) صدق سينا  ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله  وسلم.

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول موضوع المنافع العائدة على الأمة والطائفة من الموسم الحسيني من الواضح أنه تحدث حركةٌ مع بداية  كل محرمٍ في جسم هذه الأمة  في قسمها الذي ينتمي في منهاجه إلى أهل البيت عليهم السلام بمجرد أن يأتي موسم المحرم من كل عام  تتغير  حياة الناس وبرامجهم  ويلحظ أي ناظرٌ إلى وضع هذه الطائفة  وإلى شيعة أهل البيت هذا الأمر بوضوح  ويستمر هذا التغير من نمط الحياة إلى العاشر من  شهر محر  وفي بعض المناطق إلى الثالث عشر  وفي بعضها الآخر إلى نهاية شهر صفر حيث يبقى الجو الحسيني مخيمٌ  وحاكماً على هذه المناطق التي يعيش فيها شيعة أهل البيت عليهم السلام  تتعدد مظاهر هذا التغير ولكن أوضح مظهرٍ فيها  هو مظهر المنابر الحسينية والمجالس الحسينية التي تقام في  أغلب بلاد شيعة أهل البيت عليهم السلام لو لم يكن في كلها البعض منها  كبيرٌ وحاشد  والبعض الآخر متوسط وبعضها صغير ولكن  في كل هذه المناطق نحن  نلحظ هذه الظاهرة وهذا العمل قائماً في كل مكان  يضم إلى ذلك بعض تجليات العزاء والمواساة  بأشكالها  المختلفة وبطرقها المتعددة  يضاف إلى هذا بعض مراسم الضيافات  التي يقوم بها الخيرون في الإطعام على حب الإمام الحسين  عليه السلام وتقرباً  إلى الله عزوجل ومودة لرسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا تشتمل هذه  المناطق على نشاطاتٍ ثقافية من طباعة كتبٍ مثلاً  أو غير ذلك من الأنشطة الثقافية  سوف نتعرض في هذا الحديث الذي يجسد  بركة من بركات الإمام الحسين عليه السلام   ومنفعة لهذه الأمة من منافعه إلى بعض النقاط التي  نعتقد أنها مؤثرةٌ ومهمةٌ  في النظر إلى فوائد هذا الموسم ما هي المنافع والفوائد المترتبة على الأحياء  في هذا الطريق  وعلى إظهار شعار الحسين عليه السلام  في هذه المناطق هناك كثرٌ من العناوين يمكن أن تبحث لكني أشير آلى بعضها المهم   المنفعة الأولى الأساسية إعلان شيعة أهل البيت عليهم السلام هويتهم  للعالم قضية الهوية والإعلان عنها  في كل العالم قضيةٌ  من القضاية الأساسية هوية كل مجموعة بشرية  عبارة عن سماتها المشتركة خصائصها ثقافتها ممارساتها  هذه تعبر عن هويتها للمسلمين هوية تتجلى في عباداتهم  كسلوك  وفي عقائدهم كأفكار وفي ممارساتهم

  غير المسلمين أيضاً كذلك فقد تكون هوية المجموعة البشرية  هويةً دينية كالهوية الإسلامية أو الهوية  اليهودية  أو الهوية المسيحية وأحياناً  قد تكون هويةً مرتكزةً على عنصرٍ أو لغة  كهوية  البربر هوية الأكراد هوية العرب هوية  الإنجليز لديهم خصائص معينة في لغتهم  أدبهم ثقافتهم تاريخهم تجعلهم متمايزين إلى حدٍ ما عن غيرهم  كل مجتمع بشري يحب أن يعلن عن هويته بما هو المسلمون  يحبون أن يعرفهم الناس الآخرون  على هويتهم جماعة يؤمنون بالله عزوجل وبالنبي الصطفى  وبيوم القيامة  ويمارسون صلاتهم وصيامهم وحجهم  ويريدون من الآخرين في كل مكان أن يتعاملوا معهم على أساس هذه الهوية  وأن لا ينتقصوها وهذا واحد من المشاكل  الآن والتي هي في بعض البلاد الغربية

بعض البلاد الغربية  تفهمت هوية المسلمين فأعطت لهم مجالاً لممارساتهم ولعباداتهم  ولم تضيق عليهم في هذا الجانب بينما بعض الدول الأخرة حجبت و    وحجرت على المسلمين  شيئاً من  هويتهم مثل معركة الحجاب  مثلاً في  فرنسا    هذا المسلمون يعتبرونه نوع من التعدي  على الهوية الإسلامية فكل مجتمع بشري يحب أن يعلن عن هويته  وأن يعرف الناس على نفسه بما يحمل من أفكار وأراء و ممارسات المشكلة هنا هي في كيفية  الإعلان عن هذه الهوية  في بعض الأحيان يكون الإعلان  عن هذه الهوية إعلاناً صاخباً   قوة عسكرية مقاومة  مظاهرات أعمال سياسية  عنيفة وغير ذلك   وقد تسمعون  في هذه الفترات الآن دعوات للإنفصال في بعض من  بلاد أوربا وفي بعض من بلاد إسلامية  وقد تجر أحياناً بالإضافة إلى الصدام السياسي  صدامٌ عسكريٌ   خلاصة هذا ما هو  إن فئة تريد أن تعبر عن هويتها ولكن بطريقةٍ صاخبة بطريقةٍ  شديدة بطريقةٍ عنيفة  نحن نعتقد أن شيعة أهل البيت عليهم السلام إنتهجوا منهجاً   في التعبير عن هويتهم هو أكثر المناهج سلميةً لا يعتدي على أحدٍ بل لا  يطلب  شيئاً من أحد وهو الإعراب  عن هذه الهوية من خلال موسم محرم الحرام وإحياء ذكر الإمام الحسين عليه السلام  بالرغم من أن الإمام الحسين ليس إمام الشيعة فقط وإنما هو إمام المسلمين  كافة  وبالرغم من إننا ندعو سائر المسلمين  بإحياء قضية الحسين والتفاعل معها بل للحياة  قضية الحسين أحياناً نقول نحي قضية الحسين وفي الواقع  هي التي تحينا هي التي تعطينا الحياة  نحن ندعو سائر المسلمين إلى الإنتفاع بعطاء الإمام الحسين عليه السلام وإنه ليس إماماً للشيعة  فقط وإنما هو إمامٌ للأمة مع ذلك نقول أن شيعة أهل البيت عليهم السلام  يعلنون عن هويتهم بإحياء مراسم الإمام الحسين عليه السلام وقضيته وما يرتبط بشأنه  فإن هذه القضية  أي إعلان قضية التشيع من خلال قضية الإمام الحسين  في كل سنة في بداية محرم تريد أن تقول للبشر من أنه هناك إمامٌ معصومٌ  أستشهد  لأجل العدالة والإصلاح  ونحن شيعته وأنصاره  وأتباعه  نخلد ذكراه  ونقف أثره أعرفونا أيها الناس  هذا الإعلان إعلانٌ سلميٌ ليس صاخباً لا يتعدى على أحداً لا يهاجم أحداً   لأنه في البداية هو عواطف  ومشاعر في البداية هو حزنٌ على الحسين هو تفاعلٌ معه  هو تحرك القلب  هو دمعة العين هو لطمة الصدر  هو أمورٌ عاطفية خاصة بالإنسان نفسه  لا  يطلب الإنسان  من الآخرين لا يعتدي عليهم  لا  يأخذ  منهم  لا  يسلب منهم شيئاً شيعة أهل البيت عندما  يقومون بهذه الأعمال  لا يطالبون الآخرين بشيئ هل طلبوا منهم أرضاً إضافية ؟ كلا

 هل طلبوا أموالاً يأخذونها؟ كلا

هل طلبوا مهم مثلاً إمتيازات ؟ كلا وإنما هي عبارة  عن عواطف  ومشاعر وأحزانٍ في قلوبهم  عبروا عنها بهذه التعابير المختلفة لكنها هي أيضاُ  إعلانٌ لهوية شيعة أهل البيت أيها العالم نحن  نحي ذكر الحسين نحن نحب الحسين نحن نحزن للحسين نحن  نقفوا أثر الحسين هذا أمرٌ لو توجهنا له يشكل إعلاناً سنوياً بهوية شيعة  أهل البيت  عليه السلام للعالم كله  وهذا غير موجودٌ في سائر المذاهب ولا في سائر القوميات بل ولا في سائر  الديانات نعم عندنا في الحج  فيه استثناء بالنسبة للمسلمين إعلان لهوية المسلمين  عموم البشر في حج بيت الله الحرام يقول المسلمون ولو بطريقٍ غير مباشر للبشر إننا  المسلمون نعبد الله وحده لا شريك له ثم  نتبرك بزيارة النبي محمد  صلى الله  عليه وآله  وهذا أيضاً إعلان لهوية المسلمين  في  هذا البشر في هذا الجمع من العالم وهذا في محرم  بالإضافة إلى أن الشيعة جزءٌ من المسلمين يعلنون هويت الآسلام من خلال  عباداتهم ولا سيما من خلال الحج فإنهم يعلنون عن هويتهم الخاصة  الموالية لأهل البيت عليهم السلام التأثرة بأهل البيت   من خلال عاشوراء وموسم  الحسين وأيام محرم وهذا في القيمة السياسية  كما يراها باحثون قيمة عظيمة جداً قسمٌ من الفرق لا  تستطيع أن تعلن عن نفسها بشكلٍ خاص ومتميز شيعة أهل البيت  في شهر محرم  والعشرة منه بالذات إعلانٌ لهويتهم أمام العالم  وتعريفٌ لأنفسهم أمام غيرهم من البشر   هذه أول فائدة ومنفعة يحققها الموسم الحسيني الفائدة الأخرى أنه في هذا الموسم  الحسيني نحن نلاحظ نشاطاً ثقافياً وعلمياً ومعرفياُ  من الناحية الدينية لا نظير له في العالم كيف؟ نحن لو قلنا أن شيعة أهل البيت عليهم السلام في هذه الأزمنة يعادلون مثلاً خمسمائة  مليون إنسان  لو فرضنا هذا العدد كما هو ليس ببعيدٍ حسب بعض الأحصائيات ولو فرضنا  أن نصف هؤلاء وليس كلهم يشاركون في أيام    محرم بالحضور إلى مجالس  الحسين والندوات التي تعقد والمنابر التقي تقام لو فرضنا  نصفهم يشاركون  وهو عددٌ قليل الغالب أن الناس يشاركون بنسبة  أكبر وأختبر ذلك في نفسك في أسرتك مثلاً في أيام محرم هل يحضر  نصف الأسرة أو أكثر الأسرة غالباً أكثر الأسرة يحضرون إلى مثل هذه المجالس   إن كانت مجالس نسائية أو مجالس رجالية   أو مجالس تضم هؤلاء وهؤلاء كلٍ على حدا فلو فرضنا النصف على أقل التقديرات معنى ذلك  إن هناك  مئتين وخمسين مليون إنسان يشاركون  على مدى عشر ليالي يعني هناك عشر ساعات على الأقل يكتسبون فيها  من المعارف  الدينية من تفسير القرآن الكريم ومن الأحكام  الشرعية ومن قضاية التاريخ ومن علاج المشاكل الإجتماعية  ومن التوصية  بالأخلاق والسلوك الطيب هناك مئتين وخمسين مليون إنسان   مثلاً يشاركون على مدى عشر ليالي يعني على مدى عشر ساعات هؤلاء  وهذا يعني  إن مليارين وخمسمائة  ساعة ثقافية  ملياران  وخمسمائة ساعة ثقافية لو أرادت  أن  تقيمها أعظم الدول لا تستطيع أن  تحقق هذا الأمر  ولو تم الإنتفاع بهذه الساعات المليارية  من الثقافة  والعلم والمعرفة  والتوجيه والوعظ والتفسير والأحكام  والعقائد لو تم الإستفادة منها إستفادة كاملة  لرأيت شيئاً عجيباً وعظيماً  هذا بالإضافة  إلى سائر الجهات الثقافية نحن نتحدث الآن عن خصوص  العشرة الأيام من المحرم وإلا كما  ذكرت لكم  بعضها في كثير من المناطق يستمر هذا  الموسم إلى نهاية شهر صفر يعني ستين يوم وفي بعضها عامة الناس  يحضرون أكثر من مناسبة وأكثر من مجلس وأكثر من منبر فلك أن  تتصور الحجم الثقافي  الهائل الذي يوفره الموسم الحسيني نعم تختلف في بعض  المنابر في درجة عالية  جداً  وفي بعضها  أقل وفي بعضها في درجة أدنى وهكذا كما ان الناس  أيضاً هم مختلفون في مستوياتهم ومدى استيعابهم  وهذا التنوع هو أيضاً يعطي غناً لهذا الموسم لو كانت كل المجالس في نفس المستوى  المعين  وفي موضوعٍ  معين لما كانت الفائدة  عامة بهذا النحو فهناك إذن في هذا الموسم يتوفر عملاً  ثقافيٌ لو حسبناه على مستوى عالمي شيعة أهل البيت عليه السلام  لرأينا عدداً هائلاً وعظيماً جداً  بالإضافة إلى غير ذلك من النشاط الثقافي في هذه الفترة تجد أن الأدب والشعر والمقالة الهادفة والخاطرة  الجيدة  والقصة والرواية والتعليقة وغير ذلك  ينتشر إنتشاراً كبيراً في نفس هذه الأيام تجد بروز شعراء  مهمون تجد جماعة ممن لم يكن لهم أصلاً سابقة في الشعر   يتفاعلون مع هذه المناسبة يتأثرون بها  فتنطلق قرائحهم  وآنذٍ ينشئون  قصائد  الجميلة   فلا يخلو  شاعرٌ من قصائد أو قصيدة جديدة في هذا  الموسم ولذلك توفر لشيعة أهل البيت كمٌ هائلٌ جداً من الأدب   أدب الطف سيد جواد شبر رحمه الله ألف كتاباً  لم يحط فيه بكل الشعراء وإنما بقسمٌ منهم  ولا بكل شعر أولئك الذين ذكرهم ومع ذلك  أتى في أثني عشر مجلد و غيره في أكثر من هذا وأما الذين لم يكتب شعرهم ولم يحفظ  ولم ينقل فشيئاُ جداً كبيرٌ وعظيم هذا النشاط  الثقافي هذا النشاط الأدبي هذا النشاط البلاغي هذه الحيوية التي يصنعها  الموسم الحسيني في مجال الثقافة والأدب والشعر وما شابه ذلك   يتجدد في كل سنة  وهذا من بركات أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه  إذن هذا الموسم يوفر فرصةً ثقافيةً  عظيمةً جداً  بالنسبة إلى شيعة أهل البيت عليهم السلام   في التلقي بل وفي الإنتاج أيضاً كم من الكتب بعثها  نفس الموسم شابٌ عنده حماسٌ للقضية الحسينية يبدأ بالتأليف محققٌ  تسترعي نظره  بعض القضاية  والأحداث فيؤلف في ذلك  شاعرٌ تثيره صورة من صور الحزن  والألم فيكتب قصيدة وقصائد وهذا ليس بلغة واحدة بلغات  متعددة عندنا أشعار كثيرة جداً باللغة الفرنسية  حول الحسين عليه السلام أشعار كثيرة باللغة  الألمانية  أشعار كثيرة باللغة الألبانية  باللغة  الأندنوسية بالفارسية شيئ  هائل  باللغة التركية وهكذا في  كل مكانٍ  يبعث الحسين عليه السلام من خلال موسمه حركة  الناس الثقافية  والعلمية والأدبية لكي ينفع هذه الأمة  بإنتاجاتهم هذا أمر  ثاني يحقله الموسم  أمر ثالث يحققه التواصل الإجتماعي  لا سيما في هذه الفترة  هذه الفترات على أثر مجيئ هذه الإجهزة   وبرامج التواصل  التي سميت التواصل الإجتماعي وهي في بعض الحالات  برامج  تفاصل إجتماعي وليست تواصل   في وقتٍ من  الأوقات كان من الطبيعي إن الإنسان يذهب إلى أرحامه  وإلى أصدقائه وإلى جيرانه ولو مرة بين عدة يام  أصبح اليوم   عنده قائمة لا يعلم من فيها يهنئهم ويعزيهم بتلك  الكلمات التي قد  لا يكون فيها روحٌ كما في الحضور الشخصي أصبحت  هذه الأمور  بل نظام الحياة المدنية الآن وانشغال  الناس بقضاية المعاش وتباعد المدن حتى البيت الذي كان في السابق سبعين وثمانين متر اليوم  أصبح سبعمائة   أكثر وأقل وهو هذا نفسه  هالنظام المدني يصنع شيئاً من البعد والتميز والخصوصية فأصبح في كثيرٍ من المجتمعات حالة الإتصال الإجتماعي  المباشر قليلة يوماً  بعد يوم

   الموسم الحسيني يوفر  من خلال عقد هذه  المجالس والمنابر والإجتماعات يوفر فرصةً  للقاء الناس أنت لا تحتاج فيها إلى مواعيد  ولا تحتاج فيها  إلى إستئذان ولا تحتاج فيها إلى بذل مجهود   المجلس الفلاني والموكب الفلاني   والمنبر الفلاني  مفتوحٌ لكل أحد وتستطيع أن تذهب  لكي ترى من لم ترهم خلال سنة كاملة من جيرانك ومن أصحابك ومن  أهل بلدك ومدينتك  وهذا أمر نحن نلحظه في قضية الموسم الحسيني فهو يجمع الناس  يلم الناس

يستقطب الناس إلى بئرٍ  معينة وهذه تصنع مزيداً من التواصل والتماسك بين أبناء المجتمع لو بقية الناس على الحالة  العادية لا سيما مع  الثقافة الجديدة أنا لا أذهب إلى بيت أحدٌ إلا بعد أن   أخذ موعد وظروف الناس أصبحت  منظمة بشكل خاص لابد فيها من أخذ مواعيد ربما قد تستغرق أشهراً حتى يتمكن الإنسان من زيارة  أصدقائه  أو جيرانه أو أهل بلده  موسم محرم هو مناسبة لإجتماع الناس في مجالس  ومواكب   وعزاءات ٍ  وأماكن وحسينيات  لا تحتاج إلى تشريفات ولا إلى مواعيد  وهذا مما يساعد على  التماسك الإجتماعية والاواصل المباشر وهذا من بركات هذا الموسم أيضاً  ومن بركات هذا الموسم ما نلاحظه من تحريك أبناء الطائفة من  أعمالٍ تطوعية خيرية وتنشيط المجتمع المؤمن  الذي يعيش فيه شيعة أهل البيت عليهم السلام تلاحظ بمجرد  أن يقترب موسم محرم ترى  كثيراً من الطاقة الشبابية  في حالة إنشغال هذا يعمل في هذا الموكب وذاك  الذي يهيئ للمجلس وهذا  الذي يرتب الامور الفنية وذاك التاجر الذي يفكر في الإنفاق  وهذا  الإنسان الذي يفكر  كيف يصرف أوقاته هنا وهناك  هذه الحركة التي تعم أبناء المجتمع الشيعي قبيل الموسم الحسيني هي  حركة مباركة وهي من الأمور التي تستقطب طاقات الشباب في أمورٍ خيرة في أمورٍ طيبة  عندنا مشكلة يعالجها التربويون  وهي مشكلة طاقات الشباب وحماسهم وقدراتهم  المعطلة  شاب عنده حماس  وعنده قوة وعنده فراغ أين يذهب هذا الشاب حتى يفرغ طاقته ثلاثة أمور هم متحمس وعنده قوة   وعنده مزيداً من الوقت  بعض المجتمعات توجهها في أمور على سبيل المثال في الرياضة   فبتشجيع اللاعبين إلى أن يذهب صوته عندك قوة تصارع مع  مشجعي الفريق الثاني عندك فراغ تابع هؤلاء  أنا لا أقول إن الرياضة شيئٌ  غير حسن وإنما أقول  هذا مجال توفره بعض المجتمعات  وبعض المؤسسات بعتبار إنه يستوعب طاقات الشباب الهائلة والكبيرة  البعض الآخر لا سمح الله يوجهها في دروبٍ فاسدة  طيب

 من بركات الموسم الحسيني إنه قادرٌ على إستيعاب طاقات الشباب  وحماسهم وقدراتهم  وفراغهم في أمرٍ دينيٍ في أمرٍ  فيه  الحماسة أنت لاحظ  بعض الشعائر  الحسينية فيها من الحماس الشيئ الكثير  تحتاج إلى شابٍ قوي البدن بعض الأعمال التي ترتبط  بالموسم تحتاج إلى فراغ وقت  عنده يأتي ويصرفه  في أمكان  التي تنتهي إلى  نفعه الدنيوي  وإلى أجره الأخروي   هذا  يوفره لنا الموسم الحسيني  هو قادرٌ  على إستيعاب وإستقطاب الاطاقات الكبيرة  وهي موجودة في أي مجتمع كما أنها موجودة لدي شيعة أهل البيت عليهم السلام  لاحظوا حماس الشباب في المواكب مثلاً لاحظوا حماسهم في الإعداد  في  المآتم والمنابر وما شابه ذلك  لاحظوا تفاعلهم مع البكاء والعواطف والحزن  وما شابه هذه كلها   طاقات  إستقطبها الموسم الحسيني ووجهها  في ناحيةٍ دينيةٍ حسنة لا ضرر فيها ولا خوف  منه كلما  تستطيع أن تعطي في هذا الجانب أعطي   فهو خير وفيه الأجر الكبير  فإذن عندنا أيضاً هذا الموسم  بالإضافة إلى إنه إعلان هوية الطائفة لهوية شيعة أهل البيت  وإعلام الناس لهذه الفئة لهذه الطائفة كم من الناس أثارهم مشهد شباب شيعة أهل البيت عليهم السلام مواكب  شيعة أهل البيت  مراسم شيعة أهل البيت  فدفعهم إلى التفتيش عن عقائد هذه الجماعة  التي تتفاعل مع قضية الحسين دفعهم إلى التعرف عن  نهج الحسين سلام الله عليه  بالآضافة إلى ذلك كما ذكرنا  هي مناسبة لكي يظهر هذا الفعل  الثقافي العظيم  ولو حسب الإنسان مقدار الجهود  التي تحصل في كل سنة لرأى شيئاً خيالياً  أنا أقول لك شيئاً بسيطاً  لو أن إنساناً  يجمع الخطب   التي ألقيت في هذا الموسم  كمثال ثم أن  يكتبها لتألف  من ذلك مجلدات   كثيرة في بلد واحد في منطقة واحدة  فما ظنك على مستوى الطائفة  في كل مكان  وهذه كما ذكرنا تختلف في مستوياتها وتوجهاتها  فلو أن إنساناً صنع هذا في بلدٍ واحد لخرج  بمجلداتٍ كثيرةٍ جداً في مجال  القضية الحسينية فكيف لو  حسبت  على مستوى كل الطائفة  وأيضاً  لو لاحظ الإتصال الإجتماعي   بين أبناء المنطقة  يتزاور فيها  الناس يتواصل فيها الناس  يتعرف فيها الناس على بعضهم يتفقدون  من خلال الحضور  بعضهم البعض وهكذا الفائدة الإجتماعية  و يمكن أن نعنونها  الفائدة السياسية والدعوية   الفائدة  الأخرى الفائدة الثقافية الفائدة الثالثة الفائدة الإجتماعية  الفائدة الثالثة كما ذكرنا الفائدة الشبابية  إستقطاب هذه الطاقات  العظيمة  والمناسبة في خير  مجالٍ يمكن أن يستغل فيه هذه الطاقات  لعلى شخصٌ يقول وقد قال بعضهم  هذا الأمر من غير شيعة  أهل البيت عليهم السلام قالوا  إننا نلاحظ  الوتس في موسم محرم تحريضاً وخطاباتٍ شديدةً  هذه لا تخدم الوحدة  وكأن كل عامٍ  أنتم تقومون بشحن الناس طائفياً وتحرضونهم   على سائر  المسلمين من خلال قضية تاريخيةٍ مضت  فما الحاجة إلى ذلك وما الداعي آلى الصرف فيها بكل  هذه الجهود  وهذه الأموال قال بعضهم هذا الكلام 

توجه هذا السؤال  نحن نعتقد  إن هذا  الكلام إنما أتى  مبتسراً وناظراً  آلى جزءٍ صغيرٍ  لا يشكل نسبةً إلا  أقل النسبة كيف  يعمى الإنسان عن آلاف الخطب  أو عشرات الآلاف  من الخطب الأخلاقية  كيف يعمى  الإنسان عن عشرات الخطب  في تفسير القرآن   كيف يغفل الإنسان عن آلاف وعشرات الآلاف من الخطب  في حل المشاكل الإجتماعية  في الموعظة في  الإرشاد في الدعوة إلى  الخير في الأمر بالمعروف  في النهي عن المنكر  لكي يتعامى عن كل هذا ويركز على خطبة أو خطبتين  أو ما شابهها من زيدٍ أو عمر مما يصنفه   هو في التحريض وفي اشعال  القضية الطائفية  بالعكس نحن نلاحظ  أن الشعارات  الأساسية في شهر محرم هي شعارات الإمام الحسين  عليه السلام

 ماذا قال الإمام  الحسين عليه السلام

إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي فالعنوان الأكبر  هو عنوان  الإصلاح  عنوان الأمر بالمعروف عنوان النهي عن المنكر عنوان  محاربة الذلة إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا  برمة  وأمثال ذلك  هذا هو الجو  المهين على كل المو سم الحسيني نعم لو كان  هذا الشخص يعتقد  أن انتقاد بني أومية أو تأثيم يزيد على ما قام به   وقام به قادته  وعسكريوه من قتل الحسين عليه السلام بتلك  الصورة المفجعة لو كان يعتبر هذا تحريضاً طائفياً فهذا أمرٌ عجيب فمثل هذا   يزيد لا ينبغي أن يتشرف  بالإنتماء إليه مسلمٌ من المسلمين لا ينبغي أن يحسبه أحدٌ  على فئة من فئات المسلمين  لا نحسب أحد من المسلمين يعتقد  أن يزيد هو ممثلٌ لطائفة من الطوائف الإسلامية أو أنه رمزٌ  من الرموز المقدسٌة عندهم  وأن انتقاده  أو الكلام ضده يعني  إنتقاد تلك الطائفة أو الحديث عنها  بشكل غير  مناسب    لا نعتقد أن أحداً من المسلمين يعتقد بيزيد هكذا أو ينسب الطائفة  الفلاني إليه وإلا لو فعل هذا يحتاج أن يغير نظرته ووجهته ورؤيته للتاريخ  الإسلامي إذا كان هكذا فنعم  لا يوجد نوعٌ من أنواع التحريض الطائفي  وإذا  وجد أيضاً فهو صوت نشاذنٍ  لا يمثل الرأي العام  في طائفة أهل البيت وشيعتهم ولا  يمثل إتجاه مرجعياتهم ولا يمثل إتجاه مفكريهم   ولا يمثل إتجاه  عامتهم أيضاً نعم قد يوجد متحدثٌ متشنجٌ  أو سامعٌ  متشنج وهذا موجودٌ في كل مكان سواءاً في محرم أم غيره سواءاً في  المسلمين  أو غير المسلمين سواءاً في الشيعة أو غير الشيعة  كل هؤلاء لا يحسب  لهم حساب ولا يقام لهم ذكرٌ ولا ينبغي أن  يجعل هؤلاء في واجهة الصورة  إحياء امر الحسين عليه السلام بشتى الوسائل يخلق  النفوس ويحي القلوب  ويصنع فيها الخير للناس وهذا الذي ذكرناه شيئٌ  من منافع الموسم الحسيني  الخبر الذي  قرأناه عن رسول الله صلى الله عليه وآله  عن  النبي محمد أنه قال مكتوبٌ  على ساق العرش إن الحسين مصباح هدىً وسفينة نجاة  هذا الحديث هكذا طبعاً ساق العرش هذا معنى رمزي  ليس  لدينا عرش  مثل هذا مثلاً كرسي أو منبر  واحد يجلس عليه  وهناك له ساق وله جلسه إلى آخره وإنما  هي معانٍ رمزية لما قام به العلماء من  براهين  عقلية على إن إدعاء  أن يكون العرش بتلك الصورة يؤدي إلى تجسيم الله عزوجل  ومحدوديته  ومحسوبيته في مكان وإنما هذا نوعٌ من  انواع التشريف مركز الكون الإلهي والإدارة للكون كله هذا  العرش في ذلك المكان  مكتوبٌ عليه إسم الحسين عليه السلام تشريفاً وتكريماً له

 إن الحسين  مصباح هدىً وسفينة نجاة  وإمام خيرٍ ويمن وعزٍ وفخر  وبحر علمٍ وذخر

هذه كلها من نتائج الإمام الحسين عليه السلام  ومما يلحقه من الصفات ولذلك لا غرابة ان تكون فيه هذه المنافع العظيمة   التي ذكرنا جانباً منها ولذلك أيضاً  كانت الخسارة بفقده هي  بعظمة هذه المنافع  مثل ما كان وجوده عظيم المنفعة بل حتى  شهادته  استمرت منافعه ومنافع موسمه  كذلك  فإن حياته وبقائه وشرفه كان في أعلى  الدرجات لذلك كان فقده فقداً أليماً جداً  وعظيماً  جداً على قلوب الأنبياء والأوصياء  والأئمة  والشرفاء والمؤمنين لا توجد غرابة إذن أن  نسمع في الأحاديث  أو نقرأ إن  آدم نبي الله قد بكى الحسين عليه السلام  وأن نوحاً  بكى الحسين وان إبراهيم بكى الحسين  وأن موسى وعيسى وأن النبي محمداً صلى الله عليه وآله أيضاً بكى الحسين  يقول  الشاعر

بكاك آدم قدماً   عند توبته   وكنت نوراً بساق العرش قد  سطعَ

ونوح أبكيته شجواً  وحق بأن يبكي بدمعٍ حكى طوفانه    دفعَ

كلمت قلب كليم الله فنبجست  عيناه دمعاً  غدا مندفع

 وبعد ذلك يقول ولو رآك  بأرض الطف منفرداً  عيسى لما  اختار أن ينجو ويرتفع

  وبكاه رسول الله قبل مقتله صلوات الله عليه وعلى آله  وبكاه أصحاب رسول الله 

جابر إبن عبدالله الأنصاري في مثل  هذا اليوم هو  الخطيب هو  السائل عن مصيبة الحسين والإمام السجاد عليه  السلام هو  القارئ لمقتل الحسين سلام الله عليه وقد قرأ  الإمام السجاد مقتل  الحسين مراراً في رحلته الأربعينية منها ما قرأه في  ديوان يزيد   عندما بدأ بقوله أنا إبن المقتول ظلماً أنا إبن  الظمآن  حتى  قضى  أنا إبن العطشان حتى مضى 

أنا إبن من ناحت عليه ملائكة السماء

أنا إبن من حرمه  إلى الشام تسبى

مرات العرض: 3392
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2571) حجم الملف: 32282.14 KB
تشغيل:

حين ذهب الأئمة لزيارة الحسين ( الأربعين )
من شهداء صفين وأصحاب أمير المؤمنين