11اخطاء زوجية تنتهي لمشاكل
المؤلف: Shaikh Fawzi Alsaif
التاريخ: 21/9/1437 هـ
تعريف:

أخطاء زوجية تنتهي إلى مشاكل

كتابة الاخت الفاضلة أمجاد حسن

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين

 

"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ، ومَوْضِعِ الرِّسَالَةِ ومُخْتَلَفِ المَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ العِلْمِ، وأهْلِ بَيْتِ الوَحْيِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الفُلْكِ الجَارِيَةِ في اللُّجَجِ الغَامِرَةِ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها ويَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها، المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ والمُتَأخِّرُ عَنهُم زَاهِقٌ واللاَّزِمُ لَهُم لاحِقٌ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الكَهْفِ الحَصِينِ وغِيَاثِ المُضطَّرِّ المُسْتَكينِ، ومَلْجَأِ الهَارِبِينَ وعِصْمَةِ المُعْتَصِمِينَ".

لا يزال حديثنا يتتابع في موضوع العلاقات الزوجية، حيث أنها تبقى من المسائل المهمة؛ باعتبار أن الأسرة هي العماد الأساسي في بناء المجتمع، ومتى ما كانت العلاقة بين الزوجين تسير في الاتجاه الصحيح، أمكن للإنسان أن يستنتج أن البناء الاجتماعي في اتجاه سليم.

وقد تحدثنا عن جملة من المواضيع التي ترتبط بهذا الأمر. ونتحدث في هذا اليوم عن بعض الجهات الأخر - هي بمثابة تنبيه على أخطاء أو عثرات في هذه العلاقة - نشير إليها بنحو متتابع.

أحد هذه الأخطاء أو العثرات ما يسمى: بلحن القول السيء. الأخطاء في العلاقة قد تكون فعلا: كالاعتداء والعنف. أن يتعدى أحد الطرفين - أحد الزوجين - على الطرف الآخر بالإيذاء أو بالضرب أو التعنيف. وهذا تقدم الكلام فيه.

وأحيانا، لا يكون هناك فعل - بهذا المعنى - سيء، وإنما قد يكون الإشكال من جهة اللفظ. هناك بعض الناس ممن لا يصون لسانه عن السوء، وأول من يصطلي بهذه النار اللفظية هم أهل هذا الإنسان: أبناؤه، بناته، زوجته، ثم بعد ذلك سائر الناس. بل في كثير من الأحيان، نحن نجد أن بعض الناس في المجتمع لسانهم حسن، ولكن في داخل البيت لسانهم سيء؛ إما لعدم الرقابة أو لعدم إمكانيات الرد.

فإذا تهجم على ابنه مثلا لن يرد الابن. وإذا سخر من زوجته ربما لا ترد. لكنه لو فعل ذلك في المجتمع ربما يجد له شخصا ملسونا أكثر منه. مثل هذه النوعية قد تجد أنها في داخل البيت سيئة اللسان واللفظ، وفي المجتمع حسنة الكلام. قد يكون ذلك من طرف الزوج، وقد يكون من طرف الزوجة.

وقد جاء في الكثير من الأحاديث ذم بهذه الشخصية والنوعية. فقد نعت بأنه مبغوض من قبل الله. ففي الحديث: "إِنَّ اللهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ". إنسان عادي بالنسبة إليه أن يطلق كلاما سيئا على ابنه، على زوجته، أو هي على زوجها. هذا الإنسان - رجلا كان أو امرأة - مبغوض من قبل الله عز وجل. وفي حديث آخر، عن رسول الله محمد (ص): "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَاحِشٍ أَوْ فَحَّاشٍ قَلِيلِ الْحَيَاءِ لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قِيلَ لَهُ". الجنة طيبة يدخلها الطيبون. الإنسان الفحاش القليل الحياء الذي لا يبالي كيف يطلق الكلام، بل أحيانا يتباهى بذلك، يقول لك: "أنا مسحت بيه الأرض"، أو تقول: "أنا مسحت بفلان الأرض، خليتها ما تسل لسانها أصلا"، "تفكرني أنا سهلة"، أو "يفكرني أنا سهل"، "قال لي كلمة ما خليته يسل كلمة ثانية"!

هذا النوع ليس محل افتخار. الإنسان الفحاش، الإنسان القليل الحياء. بعض الناس وهبهم الله سبحانه وتعالى من متانة النفس وطيب الداخل ما يجعله من الصعب عليه أن يسمع كلمة، حتى لو في غيره. صعب عليه أن يسمع كلمة خارج السياق. قسم من الناس، لا، لا مانع لديه أن يأتي بأقبح الألفاظ وأسوأ الكلمات في حق أقرب الناس إليه ثم لا شيء، يجلس يشرب الشاي، وكأنه لم يفعل شيئا. مع أنه أحيانا هذه الكلمة يكون لها من الآثار شيء عظيم جدا، لكن هو قليل الحياء، فحاش، لا يبالي ما قال، أصلا ولا يفكر بعد هذا أنه ماذا قال، ما هي الكلمة التي قالها. ولا يبالي أيضا ما قيل فيه، حتى إذا أحدهم يقول له: كلامك هذا أبدا غير لائق، غير مناسب. لا يعتبر هذا شيئا. هذا قسم ثان من الناس.

أحيانا لا يكون اللفظ سيئا. لفظ عادي ولكن لحن القول سيء. في بعض الحالات، حتى ذكر الله سبحانه وتعالى، أنت تذكر الله، لكن لحن القول من قبلك سيء. يأتي الرجل أو تأتي المرأة، يرى الوضع غير طبيعي، فيبدأ يتبرم: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، هذه: لا حول ولا قوة إلا بالله، هي ذكر من الأذكار المهمة. "أستغفر الله"، أستغفر الله شيء طيب، لكن لحن قولها لحن سيء. بعض الكلمات يقولها أناس قد تكون سيئة - كما كتبت إحداهن - وأحيانا بالعكس أيضا، منها للرجل. لكنها تقول هو اعتاد أصلا على مخاطبتي "بالقردة": "وينش يا القردة، واصعدي يا القردة، واطبخي يا القردة. أو وين البقرة"، أو وين ما أدري كذا.

طبعا هناك أيضا من النساء من تعكس المعادلة. يعني هي أيضا تهين زوجها بكلمات من هذا النوع. أو أحيانا، لا، نفس اللفظة ليس فيها مشكلة، هذه: "قردة وبقرة" وكذا، هذا شتم ونبز وغير جائز شرعا. بعض الأحيان، لا، الكلمة ليس فيها شيئا، "جا حظي"، حظ الإنسان شيء عادي، لكن لما هي تقولها، لا تقولها بشكل طبيعي. "اتصلت حظي اتصلت"، "هذا حظي من الدنيا"، ويلوي شفته بشكل معين، أو تعكف أنفها بشكل معين، هذه نفس الكلمة ليس فيها مزيد مشكلة، ذكر الله ليس فيه مزيد مشكلة، لكن لحن القول فيه.

الله سبحانه وتعالى يخاطب النبي (ص)، يقول له: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)، يمكن أن يأتوا ويقولوا: نشهد أنك لرسول الله، نحن نشهد أنت النبي، لكن طريقتهم في الكلام، لحن القول، أسلوب الإبداء في هذا الكلام، فيه شيء من التهكم، من السخرية، من الاستفهام، من التعجب. "جاء محمد رسول الله": لما تقرأ هذه العبارة كشيء مكتوب، فليس فيها لحن القول، لذلك تقول: هذا مؤمن. مكتوب: "جاء محمد رسول الله"!.

لكن عندما يقولها بطريقة معينة، تحتوي على: استفهام، تهكم، استنكار، تعجب، ترديد، يختلف المعنى بشكل كامل. في الحياة الزوجية أحيانا يحصل مثل هذا الأمر. يقول كلاما لما تراه، نفس الكلام ليس فيه محذور، لكن لما ترى طريقة الكلام، الأجواء الحافة بهذا الكلام، القرائن الحالية حسب تعبير العلماء، تراه يعطي أصلا معنى مخالفا لما كان يراد منه.

فلحن القول أيضا مؤثر. ينبغي أن يلتفت الإنسان إلى كيفية الحديث. يمكن أن يقول: "حبيبتي"، بنحو تزرع ألفة في قلبها. وأن تقول: "زوجي العزيز"، بنحو تزرع الألفة في نفسها. وممكن أن يكون كل منهما قد قال هذا الكلام بنحو يعاكس تماما المراد. "زوجي العزيز"، مع حركة معينة، مع إشارة خاصة، تعطي عكس المعنى الذي قيلت فيه. فينبغي الالتفات. القضية ليست فقط قضية أنه: أنا لا أضرب زوجتي وهي لا تضربني، ليس فقط أنا لا أشتمها وهي لا تشتمني، وإنما حتى في لحن القول من قبل كل منا للآخر ينبغي أن يكون بشكل مناسب. ويعمق المودة. هذا واحد من الأمور، العثرات والأخطاء.

هناك أحد الأمور المتبادلة بين الزوجين، حق الإذن والتعسف فيه من قبل الزوج وعدم رعايته من قبل الزوجة. من المعلوم عندنا في الفقه الإمامي أن الحقين الأساسين للرجل – الزوج – على زوجته: حق التمكين الجنسي متى ما أراد، من غير عذر شرعي أو عرفي، وقد ذكرنا هذا فيما مضى، وحق الاستئذان عند الخروج من المنزل. هذا الحق الثاني ينطلق من أمور كثيرة: من قضية القوامة على الأسرة التي منحت للرجل، من صيانة ومسؤولية هذا الرجل تجاه أسرته. وقد أعطي له هذا الحق شرعا بشكل لا يقبل الترديد؛ لكثرة الروايات وإجماع الفقهاء على هذا الأمر.

الآن الاستئذان: إما يكون أن استئذانا واضحا وصريحا أو أن يكون علما برضاه. أنا أدري - أنا الزوجة أعلم - من خلال مجموعة القرائن وعيشنا طوال هذه المدة أن زوجي لا يمانع من أن أذهب إلى أهلي. ما دام علمتُ برضاه - أنا الزوجة - في هذا الأمر، يكفي هذا المقدار: الاستئذان أو العلم بالرضا. أنا أدري أنه لا يمانع إذا أذهب - لنفترض - إلى المسجد يوم الجمعة، أنا الزوجة لا أحتاج إلى أن أقدم معروضا إليه وأضع عليه طوابع وأجعله يوقع عليه: لا مانع لدينا من خروجك إلى صلاة الجمعة. يكفي أن تعلم برضاه وعدم ممانعته في هذا الأمر.

هذا طبعا بعدما تنتقل الزوجة إلى زوجها وتعيش في منزله. هذه من المسائل التي عادة يبتلى بها بعد انتقالها إلى منزله وبعد دخوله عليها، يثبت له هذا الحق. هذا المقدار المتيقن. أما لو فرضنا مثلا بينهما عقد والآن صار لها سنتان معه ولم يدخلا، قرارهم: أن يدخلوا بعد سنتين، وهي لا تزال في بيت أهلها. وأهلها أيضا هم الذين ينفقون عليها. هنا قال العلماء في هذا الأمر: لا يجب عليها الاستئذان منه في الخروج؛ لأنها ليست في منزله، ولم يحصل بينهما دخول ولم يعطها النفقة الواجبة لها. كأنما التمكين + الاستئذان حقان متلازمان. لا أقل هذا رأي المشهور من العلماء. إلا في موارد. أحدها: إذا كان هناك اضطرار عرفي، مثل: علاج. العلاج من عناوين الاضطرار. هي تحتاج إلى أن تتعالج وإما الزوج لا يأذن أو لا يمكن الوصول إليه. هنا تستطيع الخروج من دون إذنه. يقول لها: "أنت مريضة، خير إن شاء الله! خلك تصير مريضة، ما آذن لش بالخروج". لا يجب عليها هنا أن تستأذن. وهكذا في موارد الواجبات: الآن هي مستطيعة، مالا، وبدنا، وطريقا، والآن موسم الحج. وجب عليها الحج فورا. الزوج يقول لها: "أنا ما أسمح لش أن تخرجي إلى الحج". لا يطاع هذا الإنسان؛ إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وتعطيل الواجب.

الأولى لها أن ترضيه وأن تحاول معه. لكنه لو أصر على ذلك، "حج ما في حج" – أي حج الواجب، الحج المستحب له أن لا يأذن، ويجب عليها أن تطيعه في ذلك. زيارة، يجب عليها أن تستأذن. فلو لم يأذن لها، لا يجوز لها الخروج، بل ربما لم تكن في طاعة في ذلك المسعى المستحب مع مخالفتها لما هو واجب من الاستئذان.

في نفس الوقت، الذي هذا من حقه عليها أن تستأذن إلا فيما استثني، هو أيضا ينبغي له ألا يتعسف في هذا الحق. أُعطي لك هذا الحق من قبل الشرع المقدس؛ من أجل أن تصون الأسرة، أن تحافظ عليها، لا أن تتحول إلى إنسان مستبد، لا تأذن بلا مبرر، "ما آذن إلش"، "ليش؟ أنا رح أروح إلى أهلي، والدتي، والدي!"، "كيفي أنا هالشكل، كيفي".

لما قالت لي فلان قضية: "أريد ألوي ذراعها، أكسر خشمها". هذه الحالات من الاستبداد بالحق - الذي جعل للإنسان شرعا - ما يعقب إحنة وبغضاء وكثيرا ما كان يخل بالعلاقة الزوجية.

في نفس الوقت الذي هو واجب على هذه الزوجة أن تستأذن زوجها إلا فيما استثني وأن لا تخرج من منزله مطلقا على الرأي المشهور. وفيما منع حقه الزوجي على رأي آخر. وإلا الرأي المشهور: في مختلف الحالات يجب أن تستأذن.

في نفس الوقت، ينبغي أن لا يتعسف الزوج في استخدام هذا الحق، وفي تركيز الاستبداد. وهي أيضا، ينبغي أن تلاحظ أن هذا فعلا حق شرعي للزوج. لا يصح منها أن تخرج كل يوم إلى سهرة مع الصديقات، وأخرى مع زميلات عمل، وثالثة مع قريبات أسرة، والزوج لا يهم أن يوافق أو لا يوافق. لا يجوز لها هذا الأمر. فكما ذكرنا: يجب عليها الاستئذان، وينبغي له أن لا يتعسف في استخدام هذا الحق.

من الأمور التي أشرنا إليها فيما سبق، ونعيد التأكيد عليها: ما جاء في قول الله عز وجل: (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ثم يقول: (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى). من الأمور التي تنكد العلاقة الزوجية أن يتجاوز الإنسان حده لحد غيره، سواء في داخل المنزل أو خارج المنزل.

كيف داخل المنزل؟ الزوج - مثلا – يفكر: زوجتي الآن عاملة، موظفة، لماذا لا تساهم معنا في البيت! تستلم 7000، 8000، لماذا لا تساهم معنا 4000، 5000! فيبدأ يستغرق في هذا الأمر. وقد ذكرنا فيما سبق، أن الزوج عندما يبدأ ويفكر في أن يسيطر على بعض مال زوجته ولو لأجل المنزل، هذا يصنع دافعا عند الزوجة للتمسك أكثر بأموالها. حتى إذا لديها نية أن تعطي شيئا، تبدأ تقبض يدها. (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ). إن هي جاءت بشيء عفوا، ومن طيبة نفسها، اقبله. أما أن تطلب منها، أنت تفكر في كذا، تورع قدر الإمكان. ففي الحديث عن أمير المؤمنين (ع): "احْتَجْ إِلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ" إذا قلت: ما دام لديها أموال، سآخذ من عندها. هذا له ثمن. أقل أثمانه عند بعض النساء - الحمد لله كثير من المؤمنات لسن كذلك – ولكن أقل أثمانه عند بعض النساء أنها غدا تبدأ تأتي لك بقائمة: ألست أنا التي أعطيتك! ألست أنا التي فعلت لك! ألست أنا التي كذا وكذا. وقد حكا لي أحد الشباب المتدين هذا الأمر، يقول: أنا وضعي كان بحيث أن أبني بيتنا على مدى أربع سنوات، أكثر، أقل. لكن زوجتي أتت مستفهمة لماذا أنت متأخر؟ هذا راتبي جيد، خذ من عندي الثلثين وابن. أكمل. وحتى الأشياء التي كنت مقتصر فيها على المدى المتوسط لها، هي قالت: لا، لا بد أن تأخذ الشيء الفخم والفاخر. وإذا نقصك شيء، فهذه أموالي. أكلمنا وفعلنا واشتغلنا. بعدها بمدة، سنة، قليلا، فبدأت بعض المشاكل بيننا. فأتت لي بقائمة: أنه أنت أخذت من أموالي هذا المقدار الطويل العريض. ربما أضعاف ما وضعته في هذا البيت. فتورطت، أنا ماذا أصنع الآن؟! لا ذاك اليوم الذي أتيت فيه وأعطيت وأصررت على أن هذه الستارة بدل أن تكون بهذا المبلغ، نريدها ستارة بجهاز تحكم عن بعد، ولا هذا الشح الذي أبرزتيه. فما كان له إلا أن يدخل مرحلة بيع البيت! إذا تريدين أموالك، نبيع البيت، ونسلمك إياها، ونعود إلى شقة. ليس عندي طريق آخر. هذه الحالة أحيانا تحدث عند بعضهم. وهذه حالة سلبية، وإلا فكثير من النساء، هي تعطي من طيب نفسها وتبقى على هذه الطيبة، وتخدم نفسها بنفسها، وتنفق في بيتها من دون أن تنتظر شيئا؛ لأنه بالتالي الإنسان يعمل لماذا؟ إنما يعمل لكي يصرف على نفسه وعلى أبنائه وعلى حياته. أما مسألة أن يترك مبلغا وقدره في البنك، البنك يستثمره وهو لا، هو جالس هكذا، هذه قلة عقل. الزوج ينبغي أن يكون واعيا. (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ).

قدر الإمكان استغن، تعفف. إذا عرض عليك حاول أن لا تأخذ أيضا؛ لأن لهذه كلها أثمانا. غدا، بعده، مع أي خلاف يحدث، أي مشكلة تقع، جرد حساب يأتي إليك. وهذه طبيعة الإنسان لا بد أن يكون هكذا، "اسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ" لماذا لا بد أن أعيش حياتي بأرقى شيء! ومن ثم أتورط في أن أدفع إلى زيد وعبيد. أنا حياتي والرزق الذي أستلمه هو الرزق المتوسط، ليس مطلوبا مني أن أقبض من هذه ومن تلك، حتى أحسن مستوى حياتي وحتى يصبح وجهي بهذا الحجم عندما أطالب بما دفع إلي. "اسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِيرَهُ" إذا كان بإمكانك أن تكون يدك العليا المحسنة، "أَحْسِنْ لِمَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَمِيرَهُ"، أنت صاحب الكلمة، صاحب اليد العليا، هذا إذا يمكنك. إذا لا يمكنك، لا تذهب إلى ذلك الصوب "احْتَجْ إِلَى مَنْ شِئْتَ". هاتوا أموالا حتى نشتري سيارة جديدة! لا نريد أن نبقى على هذه السيارة. لا حاجة لأن أن تطلب شيئا من أحد، هذا يعني أنه يكلفك في المقابل موقفا. ذاك الطرف سيقول لك: هذه سيارتنا، لا بد أن توصلنا فيها، فلان شيء لا بد نفعله. فـ (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) داخل الأسرة. اقتنع بالذي تستطيع أن توفره. فضلا عما كان خارج الأسرة. تنظر إلى نمط حياة الآخرين: جاءت عطلة لأسبوع، فلانة ذهبت مع زوجها فلان مكان، وفلان ذهب مع أولاده فلتان مكان، ووصلت الصور وانتشرت ولم يبق أحد في البلد إلا رآها "واحنا يا حظي قاعدين هني، واحد منا يقابل الثاني". (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) السفر ليس مصدرا للسعادة، ربما كان السفر مصدرا للمشاكل. السفر الذي يخلف وراءك دينا هذا ليس مطلوبا، ليس مرغوبا، ليس حسنا. السعادة لا تنبع من هذه الأمور. تنبع من: أنا أتفهمك كزوجة، والزوجة تتفهم الرجل وظروفه. فلان سافرت، خير إن شاء الله. أنت لا تدري أن هؤلاء من نواحي أخرى ماذا لديهم من مشكلة. ربما هم ينظرون إلينا فيحمدون حياتنا الهانئة والهادئة والمستقرة. لا تمد عينك: بيتهم كذا، سفرهم كذا، أكلهم كذا، روحتهم كذا، سيارتهم كذا، عملهم كذا. لذلك القرآن الكريم بعد هذا يقول: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى). في سورة الجمعة يقول ماذا؟ (وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، أنت اعتمد على هذا المبدأ، وكيف حياتك على هذا الأساس. (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) فكل ذاك متاع، متاع، أتدري ماذا تعني متاع؟ شيء تستخدمه مدة وينتهي. لا يبقى. يقول (زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الزهرة كم تبقى؟ الزهرة ليست مثل النخلة. النخلة تعمر معك 40 سنة. الزهرة كم؟ موسم واحد، وتذبل، تذوي. قمتها - قمة هذه الزهرة - إذا لاحظتها وراعيتها 4 أيام ثم تبدأ تذبل. إذا زرعتها أيضا هي لها موسم معين ثم تنتهي. أنت تريد حياتك الزوجية هكذا؟!

موقف المؤمنين الذين رأوا ما لدى قارون لما (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) استعراض. ذاك الوقت لا انستجرام، ولا وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تلفزيونات، هناك عرض حي. الذين لا يعلمون ويريدون الحياة الدنيا، قالوا: (يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ)، لا يدرون أن نهاية قارون: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ)، لم ينفعه. لكن الذين آمنوا، الذين أوتوا العلم، ماذا يقولون: (وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ)، (ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ). الالتزام بمنهج الله أفضل. رجاء ما عند الله أفضل. توجه ذاك الصوب. لا تمد عينك إلى الغير. إذا تريد أن تمد عينك أو يدك، فامددها إلى من بيده الرزق (وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لأن نحسن العمل والقول وأن نوفق في أنفسنا وأهلينا وأبنائنا إنه على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

مرات العرض: 3391
المدة: 00:36:32
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2559) حجم الملف: 29.1 MB
تشغيل:

( 5) شفرة اللغة الزوجية أولويات الحب و الجنس
(15)أسئلة جريئة في مسألة الطلاق