8شريكي الزوجي غير مستقيم ..ماذا أصنع
التاريخ: 1/1/1437 هـ
تعريف:

شريكي الزوجي غير مستقيم .. ماذا أصنع؟

كتابة الاخت الفاضلة أمجاد حسن

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

لا يزال حديثنا في موضوع العلاقات الزوجية ومحاولة اكتشاف بعض مسببات التعثر في هذه العلاقات أو محاولة حل المشاكل والتوجيه إليها. وعنوان حديثنا لهذا اليوم: شريكي أو شريكتي الزوجي غير مستقيم.. فماذا أصنع؟

يحدث أحيانا أن الإنسان بعدما يتزوج، يستيقظ على: أن طرفه الآخر، الزوجة مثلا، أو الزوج، ليس شخصا مستقيما. أو ليست امرأة مستقيمة. فماذا يصنع في هذه الحالة؟

في البداية لا بد أن نشير إلى أن الخيارات في مثل هذه الحالة أمام الزوج هي أكثر من الخيارات المتاحة أمام الزوجة. إذ أن الزوج يستطيع بسهولة ضمن الوضع الاجتماعي، بل والشرعي أحيانا، يستطيع أن يقرر الفراق والطلاق وفي ظنه أنهى المشكلة. بينما قد لا يتيسر للزوجة نفس هذا المقدار من تعدد الخيارات وسهولتها. وعلى أي حال، هي قضية من القضايا المهمة التي ينبغي الالتفات إليها، أي عندما يلتفت أحد الزوجين إلى أن الطرف الآخر، شخص غير مستقيم، شخص منحرف، بادئة ذي بدء ينبغي أن نشير إلى أن الوقاية خير من العلاج. وأن التدقيق في الاختيار يقلل من فرص هذه المشكلة.

إذا الشاب بحث بحثا جيدا عن هذه المرأة التي يريد أن يتزوجها، فإنه يقلل من احتمالات أن تكون منحرفة أو غير مستقيمة فيما بعد. سواء ببحثه عن أسرتها، محيط صديقاتها، ومحاولة التحقق في هذا الأمر، وعدم الاستعجال، وعدم إيكال الأمر برمته إلى مثل الأم أو الأخت أو من يشبه؛ باعتبار أن هذه الحياة تخصه. وأن هذه المرأة ستصبح زوجته. فينبغي أن يكون هو مطمئنا إلى أن الخيار الذي حصل والتدقيق والبحث عن أخلاقياتها وسلوكها كان كافيا بالحدود المتيسرة والممكنة. لا أن يقول: أنا كلفت أمي بالموضوع وانتهى، أو أختي وانتهى، أو أسوأ من هذا وذاك، أنا استخرت عليها وجاءت الخيرة جيدة، أو ما شابه ذلك.

وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة. وربما وقعت الفتيات في مطبات من هذا النوع أكبر وأعظم؛ إما لأن الفتاة قد انتظرت فترة من الزمان والآن تخشى لو تتقيد وتتشدد وتسأل وتفحص فإن فرصتها تذهب. فإذن أول طارق: بسم الله. أو إنه إذا تزوج سيتعدل ويتعقل، حتى لو الشاب لديه أمور غير حسنة وغير طيبة، يقولون: الرجال هكذا، قبل الزواج ليسوا زينا، بعدما يتزوجون يتعقلون. هذا تفكير خاطئ.

عندنا في الروايات ما يفيد معنى: أن الزواج رق فانظر إلى من ترق ابنتك. أنت الآن لديك بنت وتريد تزويجها، الزوج سوف يمتلك هذه المرأة في قرارها، في حياتها، طبيعة الوضع الاجتماعي هكذا، ستتقيد هي إلى حد كبير بحياته، فيقول: فانظر إلى من ترق هذه، يعني: إلى من تعطي قيادها وزمام أمرها. واحد لا يعرف تقوى الله سبحانه وتعالى، أو ليس ذا أخلاق، ليس ذا أمانة. التساهل في مثل هذا الأمر، كثيرا ما يكون بمثابة الجناية من قبل الأب على ابنته، ومن قبل البنت على نفسها. تقول: ما شاء الله عنده أموال كثيرة وبيت وسيارة وخير ونعمة، وإلى آخره، ولكن إذا كان فاسدا منحرفا، ماذا تصنع به؟

نحن إذا لدينا قليل من المال، فلا ينبغي أن يعطى لشارب الخمر، فكيف تعطيه ابنتك! في الرواية، أن إسماعيل بن الإمام جعفر (ع)، الإمام الصادق، ابنه إسماعيل توفي في أثناء حياة والده، وإسماعيل يذهب الإسماعيلية - وهم فرقة من فرق الشيعة إلى إمامته - مع أنه توفي في أيام أبيه، الإمام (ع) رأى إن إسماعيل قد أعطى ذاك الرجل مبلغا للاستثمار، فقال: "بَلَغَنِي أَنَّكَ أَعْطَيْتَ فُلَانًا مَالًا، قَالَ: نَعَم، الآن هو ذاهب إلى اليمن، يبيع ويشتري، فأنا أيضا أعطيته مبلغا من المال يتاجر لي فيه. يأتي بضاعة، يذهب ببضاعة، فقال الإمام الصادق لابنه إسماعيل: أَمَا بَلَغَكَ أَنَّهُ يَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قال: الآن، حتى لو يشرب الخمر، ما لي أنا وما يشرب، أنا أعطيته مالا، وبيننا حساب، قال: "فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا). وَأَيُّ سَفِيهٍ أَسْفَهُ مِنْ شَارِبِ الْخَمْر"ِ.

السفيه الذي يبذر ماله. هذا الذي يقوم بتضييع عقله بماله، بمعنى يعطي مالا لأجل ذهاب عقله، هل من سفه أشد من هذا السفه! قال: هذا الذي حدث. فذهب ذلك الرجل الذي يشرب الخمر، فلا رجعت ولا رجع الحمار. لا رأس المال رجع، ولا الربح أيضا حصل عليه، ...، فنحن إذا لا نأمن مبلغا من المال، 1000 درهم، أو 2000 درهم عند شارب خمر، أترى من الصحيح أن تأتي أنت وتعطي ابنتك - ثمرة حياتك هذه - لشارب الخمر. من البداية لا بد أن الواحد منا مدققا في أمر الانتخاب. لتتأخر عن الزواج أفضل من أن تعطيها لمن يعذبها ويعلها ويأسرك بها. يصنع لك مشكلة - وهذا حصل أيضا - شخص من الأشخاص أتى، وبعضهم ينتخبون أيضا، هذه النوعية من الناس ينتخبون، رأى امرأة موظفة وعندها ميراث لكنها متأخرة في الزواج، يعني بحسب المقاييس المعهودة متأخرة، عمرها 35 سنة وكذا، فذهب وتقدم إليها. لا بأس. أيضا تلك الفترة، أخذ يذهب إلى مسجد من المساجد لعدة أيام، لزوم الشغل كما يقولون، وأنه إذا نفترض سألوا عني، اسألوا أهل المسجد الفلاني، هذا تربة مسجد. فمثل هذه المرأة، رأت أنه تأخر أكثر من هذا، ما ينبغي، وربما لم تعرف حقيقته، فتزوجها، بعد شهر العسل تكشفت حقيقته، رجل لعاب، ذو علاقات غير مشروعة، غير ملتزم. فذهلت هذه الفتاة، وطلبت منه أن يتفارقا، فقال: لا مانع نتفارق، لكني لا أطلق، أنت من تريدين الطلاق وتكرهين الحياة معي، فتفضلي إلى الخلع، الخلع بكم؟ أنت ذات نعمة، وراتب في الوظيفة كذا، وميراثك كذا، نتناصف، أنا لي 800 ألف والباقي لك. أخلعك بشرط أن تعطيني 800 ألف.

فتعال ابدأ مشاوير الدعاوى والمحاكم والأب والأهل، وسِّط هذا، وتحدث مع ذاك، وأن تعيش المر. لا شك ولا ريب أن هذه الفتاة لو استقبلت من أمرها ما استدبرت وعلمت ما سيجري عليها، لا شك ولا ريب ستفضل أن تبقى غير متزوجة على مثل هذا الأمر. هذا يحتاج إلى أن الإنسان سواء امرأة أو رجل، أن يدققا في الاختيار، صحيح أن الزوج الأمر أسهل بالنسبة إليه، فلو تبين أن زوجته لنفترض كذا وكذا، لكن من غير الجيد أن يقوم الإنسان كل كم يوم بتطليق إحداهن والإضرار بحياتها، لا سيما مع احتمال الحمل في الأيام الأولى. يعني هذه لنفترض تزوجها فلان، وفي الشهر الأول حملت، ثم تبين له أنها امرأة غير طيبة، فيطلقها، لكن ماذا عن ابنه أو ابنته الذين في بطنها؟ ماذا سيحصل لهما؟ فأول أمر قضية التدقيق في الاختيار والانتخاب.

الأمر الثاني، على فرض وجود هذا الانحراف الذي قد يحصل حتى فيما بعد. من الممكن أن يدقق الإنسان وينتخب بشكل جيد، لكن فيما بعد يقع هذا الحدث. إحدى النساء كتبت: أنه زوجي كان من أفضل ما يكون، وعشنا ولدينا أولاد، حتى رأيته دفعة واحدة يتساهل في قضية الصلاة. يصلي خارج الوقت، بعض الأحيان، يتركها تفوته، يتفوه بكلمات تشير إلى من صلى على ماذا حصل نتيجة صلاته، أو ماذا فعل وصنع وأنتج؟، هل صعد إلى سطح القمر باعتبار من لم يصل صعد أيضا. تقول: بعد فترة من الزمان، انتبهت إلى أنه قد صادق شلة من هؤلاء المشككين والمنحرفين وغير المصلين فأثروا عليه.

أحيانا الإنسان إذا لا يمتلك إيمانا راسخا وحصانة قوية، فالجو الاجتماعي قد يؤثر عليه. فهذا انحراف طارئ فيما بعد، هنا لا بد من تحديد مستوى ومقدار الانحراف الذي هو حاصل. مثلا شريكي في هذا الحياة، ما هو مستوى الانحراف الذي لديه؟ هل هو ضمن مستوى عبث علاقات، كلام ورسائل وما شابه ذلك، وهذا شيء سيء، لكن هذا بالقياس إلى العلاقات بمعنى الممارسات الجنسية فيعتبر أقل سوءا وأهون شرا. هذا الذي - على سبيل المثال - يصلي قضاء وإن كان مسيئا في ذلك، ولكنه بالقياس إلى من يترك الصلاة رأسا من دون أن تطرف عينه، أقل سوءا، ذاك أكثر سوءا. هذا الذي - نفترض - يصاحب شلة شباب منحرفين غير ذاك الذي يتعاطى المخدرات. وهذا الذي في بعض الأحيان يقوم بأعمال منكرة، غير الذي يقبل بزجاجات الخمر والعياذ بالله في بيته، وتقول إحداهن: ويأمرني أن آتيه. قلت لها: لا تطيعيه، وليضرب رأسه بالجدار؛ لأنه بالذات في موضوع الخمر، نحن عندنا أمر اللعن الوارد في ثمانية أو تسعة أصناف، غارسها وعاصرها وبائعها وشاريها وناقلها وشاربها ووو، إلى آخره. حتى الجلوس على مائدة يشرب غيره فيها الخمر غير جائز. طبعا هذا أيضا وضعه أسوأ، عندما يكون ممارسة الانحراف بهذه الصراحة وبهذا الشكل في داخل منزله فتحديد مستوى الانحراف شيء مهم حتى يتم العلاج المناسب له. فرق بين واحدة - مثلا - يقول لها زوجها: أنا لا يعجبني الحجاب ولا أرتاح له، وبين أن يجبرها على نزعه في حال أرادت الخروج معه، هذا أكثر سوءا من ذاك.

الخطوة الثالثة هي: قضية التدرج في أمر علاج هذه الأمور. التدرج بأن أولا: الطرف المستقيم يؤكد موقفه الثابت على الاستقامة وأن لا يجاري بأي نحو من الأنحاء الطرف الآخر. زوجها لا يصلي، طبعا الزوج يحب أن تصبح زوجته مثله، حتى لا يستشعر بالوحشة. أي إنسان منحرف غالبا يريد الجو الذي حوله مثله أيضا، حتى لا يشعر بالوحشة. يدري في داخل نفسه أنه مخطئ. ضميره نصف الليل يستيقظ يؤنبه، نفسه اللوامة تعاتبه، وجدانه لا يدع له راحة. فإذا أصبح الجو المحيط الذي حوله أيضا منحرف مثله، هنا يشعر بالأنس. كأنما كلنا في الهوى سواء، ولست أنا فقط، وذاك غيري يفعل أكثر، وهذا المحيط المنحرف معه يؤنسه، لذلك يحاول أن يوقع بغيره معه. المنحرفون عادة يحاولون أن يستقطبوا إلى جانبهم أشخاصا، لا سيما في داخل البيت. لا يريد أن يشعر في داخل بيته أنه مأسور ومحاصر؛ فلذلك يحاول. ترى مثلا إذا أحدهم يتعاطى المخدرات، يحاول قدر الإمكان جعل من في بيته يتعاطون أيضا. إذا أحدهم يشرب المسكر، يحاول قدر الإمكان جعل الأمر طبيعي وغير مستنكر. هات هذا وخذي هذا، وإذا تشرب معه لا يشكل عليها. هنا، أول خطوة ينبغي أن يتخذها الإنسان المستقيم في هذه العلاقة أن يرفض رفضا باتا أن ينساق في هذا الأمر. أنت لا تصلي هذا على حسابك، على جنبك، أنا لا علي منك، أنا زوجتك لكن لا شأن لي بك. هنا محل (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)، هنا يثبت موقفه، أو موقفها في طريق الاستقامة، والجادة الصحيحة، ويرفض المستقيم الانسياق مع ذلك المنحرف، هذا أمر أول.

الأمر الآخر، القيام بالمسؤولية عبر منحيين: إما منحى إرشاد الجاهل، وإما منحى الأمر بالمعروف، وهذا واجب شرعا. إرشاد الجاهل بمعنى: أن الطرف الثاني لا يعرف الحكم الشرعي المرتبط بهذا الموضوع. لنفترض: لا يدري أن المخدرات حرام، لا يدري أن نزع الحجاب أمر غير جائز. هنا يأتي الطرف المستقيم الذي عليه مسؤولية إرشاد ذلك الجاهل لهذا الحكم الشرعي ويبين له أن هذه القضية من الناحية الدينية غير مقبولة، ترك الصلاة غير مقبول، فيه عقوبات، هذا في حالة إذا ما كان ذاك الطرف واع وعارف إلى المسألة. أما إذا كان عارفا بذلك ويدري أن هذا منكر، ويدري أن شرب الخمر غير جائز، ويدري أن ترك الصلاة إثم، ويدري كذا، هنا يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر. إذا الزوجة مثلا ترى في زوجها هذا الأمر، لا بد أن تتكلم معه، تقول له: أنه اتق الله، الصلاة هي عمود الدين، ليس مطلوبا منك - لنفترض أن تصلي النوافل – فقط الاقتصار على الفرائض، هذا واجب، علامة الإيمان، علامة الإسلام، ما بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة. يعني: مستحلا لتركها، أما إذا لم يكن مستحلا، يصبح فاسقا، بهذا المقدار الذي تتوفر فيه شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من احتمال التأثير، التدرج من اللسان الهادئ إلى اللسان الأشد، إلى التقطيب في الوجه، على النحو الذي ذكر في الفقه.

أمر آخر، قلت نحن نتحدث عن الزوجة نظرا لأن خياراتها خيارات محدودة، إمكانات عملها إمكانات محدودة، الزوج كما قلنا إمكانات عمله كثيرة بحسب الوضع الاجتماعي الذي نعيش فيه، هو المسيطر في البيت. فلو أن الزوجة - والعياذ بالله - انحرفت في جهة من الجهات، يمكن إلزامها بشيء، فإذا ما التزمت يمكنه أن يسرحها ويطلقها. فالخيارات أمامه أسهل مما هي في حال المرأة.

هنا في المرحلة الثالثة، المرأة تشعره بأن استمراره في هذا الأمر مما ينكد عليها ويصنع لها التعاسة وبالتالي هي أيضا لن تستطيع أن تحبه ذلك الحب المطلوب. لا تستطيع أن تحب إنسانا لا يصلي، لا تستطيع المرأة، وهذه حقيقة وقد ذكرته بعضهن. إحداهن كتبت رسالة بالإيميل أنه: أنا تبين لي أن زوجي لديه علاقات، وعلاقات تصل إلى الممارسة الجنسية، فالآن لا أستطيع أن أتنفس إلى جانبه، لا أستطيع أن أستشعر يده على بدني فضلا عن سائر الأمور. لأنه كلما أتصور أن هذا يمارس العمل المحرم، أنفر - هذا لو كان متزوجا بشكل شرعي، ذاك له مجاله الخاص - لكن إنسان يقوم بعملية الزنا، ويرتكب هذا المنكر الفظيع، الفاحشة، مقت، ساء سبيلا، لا أتحمل حتى أن أشم نفسه إلى جانبي ولا رائحته إلى جانبي.

ينبغي هنا أن تشير إليه، أنه أنت تصنع التعاسة في هذه الجهة، وأنا لا أستطيع أن أتحمل هذا الأمر. وهنا نشير إلى نقطة وهي بعد ذلك: إدخال أهل الرأي، سواء كانوا أشخاص أو مؤسسات. أشخاص على سبيل المثال إذا كان هناك من أهل الحكمة من الوالدين. لا أنصح كثيرا بإدخال الأمهات. الأمهات غالبا تغلبهن الحالة العاطفية، وربما زادت بعضهن الطين بلة سوءا، طينته أكثر. وليس كل الآباء أيضا مؤهلين، لذلك أقول أهل الحكمة من الآباء؛ لأن الأقارب في كثير من الأحيان أول الذي يفكر فيه أن يأتي ليدافع عن قريبه. إذا الزوج مخطئ يأتي ويصف معه، أو مع والد الزوج. أو إذا الزوجة مخطئة، والد الزوجة يأتي يعاضدها، وأن هذا هو السبب وهو الأساس وهو الفاعل وهو التارك. هذان ليسا حكيمين. نتحدث عن أهل الحكمة، إما من الأهل أو من خارج الأهل. ونشير هنا إلى أهمية تقوية المؤسسات الأسرية. هناك مؤسسات أسرية لدينا في البلاد، مثل: جماعة تعزيز الصحة النفسية، وبعض المشرفين على مؤسسات البيت السعيد، وأمثاله. وفي كل بلد توجد مؤسسات تعنى بهذا القضايا، مثل: لجان إصلاح ذات البين. إدخال بعض هؤلاء في الاستشارة وأخذ الرأي أمر مهم. من الخطأ بالنسبة إلى الزوجة، أن تقول: هل نذهب إليهم ونقوم بفضح أمورنا بين الناس. هذا خطأ. تارة أنت تستطيعين أن تسيطري على المشكلة وتحلين الأمر، وهذا جيد. فلا تفصحي عنه خارجا. مرة أخرى لا تستطيعين ذلك، فاستعيني. وكثير من أهل هذه المؤسسات لديهم خبرات جيدة ولديهم أيضا رعاية للخصوصيات بشكل طيب، ويستطيعون الإعانة.

ماذا ينفع المرأة أو الرجل، أن يجعلا أمورهما مستورة، لكنها مثل السرطان يتمدد في البدن؟ أو أنه لا، ليكن 10 أشخاص يدرون عن مشكلتي ولكن هذه المشكلة على أثر المشاورة والمذاكرة والحديث فيها مع المتخصصين يتم علاجها وحلها بعد مدة من الزمان. يدرون بها 10 وتحل أفضل من لا أحد يدري عنها وتظل تفتك بي وبأسرتي مثل السرطان، إلى أن يتفجر هذا البناء وينتهي. فنؤكد على هذا المعنى.

وكل انحراف له مسار معين. ذاك المدمن على المخدرات له مسار معين، هذا الذي لديه علاقات له مسار، هذا الذي يشرب الخمر أو غيره له مسار، ذاك الذي يترك الصلاة وأمثالها له مسار، وعلى هذا المعدل.

آخر نقطة، وننهي بها الحديث إن شاء الله، تحييد باقي الأسرة عن انحراف المنحرف فيها. إذا الزوجان كانا لديهما أولاد، أو بنات، أولاد: ذكور أو إناث، ينبغي أن يتفقا وأن يكون هذا الأمر حازما أن يحيد الأولاد. أنت تشرب خمر، يوم القيامة ينتظرك العذاب، لكن لا تشرب أمام أبناءك. تلك لا تصلي، لا تصلي. ذنبها على جنبها، لكن لا تتظاهري أمام البنات بأنك لا تصلين. هذا وذاك لديهما علاقات أو مشاكل، ليظل الملف ضمن حدوده، لا ينزل إلى باقي الأسرة، لماذا؟ لأنه قد يحدث أن تحل المشكلة عند الرجل بعد مدة من الزمان، يلتفت إلى هذا الأمر، تحصل له نصيحة، يحصل له جو اجتماعي مناسب، يحصل له رفقة صالحة، تدركه الهداية، أو بالنسبة إلى الزوجة يحصل لها هكذا، تنتهي القضية. لكن هذه الطفلة التي تشبعت بأن لا تصلي، ستنمو على هذا. ذاك الشاب الذي رأى والده والعياذ بالله يشرب وذهب في هذا المشوار، ليس معلوما يحصل له نفس الانعطاف إلى الحق. فأنت تدمر أسرتك بيدك. ومن الممكن أن تتراجع أنت بينما الأبناء لا يحصل لهم هذا التراجع. فلا بد من تحييد باقي الأسرة عن انحراف الشخص، حتى إذا الواحد لديه أمور غير حسنة غير مستقيمة ينبغي أن يحرص على إبعاد الأبناء إبعاد البنات عن هذا الجو. لأن أول من سيتأثر وسيبقى هذا التأثير هم هؤلاء، حتى لو هذا الزوج وهذه الزوجة تغيروا فيما بعد، الذي تربى من صغره على شيء سيء قد لا يتغير ولا يتبدل.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وأسرنا وذرياتنا من المستقيمين الصالحين وأن يجعل ذرياتنا طيبة إنه على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

مرات العرض: 3381

الحاجة إلى الدين في عصر العلم
أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام