المجتمع بين صنع القيادة و وأدها
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/5/1437 هـ
تعريف:

المجتمع بين صنع القيادة و وأدها

تفريغ نصي الفاضلة روح الخواطر / العراق

بسم الله الرحمن الرحيم * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما إمنا بالله * صدق الله العلي العظيم ..

هذه الاية القرآنية الكريمة احدى الصفات التي يسوقها القران الكريم في صفات عباد الرحمن يبدأ وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا الى ان يصل في تلك الصفات الى هذه الصفة وهي تتعلق بتطلعاتهم حيث ان الدعاء يعبر عن تطلع الانسان ما الذي يهدف اليه الانسان ماذا يريده يكشف  عن ذلك دعاءه وطلبه من الله هؤلاء المؤمنون عباد الرحمن من جملة تطلعاتهم ما يعبر عنه هذا الدعاء في الاية المباركة ، عباد الرحمن يقولون ماذا ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ، حديثنا هذه الليلة يتناول الفقرة الثانية وينطلق منها الى التفريق بين مجتمعين ، مجتمع قادر على افراز زياداته وابرازها ا والاستفادة منها ،ومجتمع اخر ليس فقط لا يبرز قياداته ولا يصنعها وانما لو كان له سيادة يجدها ويقتلها ،وهذان نمطان في المجتمع، ولكن دعنا في البداية نبين التفريق بين مسألتين ربما خفيت على قسم من الناس ، هناك عنوان حب الرئاسة وحب الزعامة ، وهناك عنوان التكلع الى القيادة انطلاقا من مسؤولية الانسان حب الرئاسة لاشك انه مذموم في نصوصنا الاسلامية عندنا تحذيرات ، اياك وطلب الرئاسة اياك وحب الرئاسة ،في رواية اخرى "ما ذئبان ضاريان في حظيرة غنم بأفتك في دين المسلم من حب الرئاسة " اذا ذئبان ضاريان متوحشان يهاجمان حظيرة غنم فيفتكان بها فتكا ذريعا اكلا وجرحا هؤلاء الذئاب اهون من فتك حب الرئاسة في دين الانسان المسلم ،وفي عقيدته ، فإذن هناك لهجة قاسية في النصوص والروايات حول حب الرئاسة وتحذير للإنسان المسلم ان يتوجه اليها ، في بعض الروايات توبيخ لماذا يكون حب الرئاسة هذا مذموما توبيخها اذا كان من غير اهلها ،انسان لا توجد عنده كفاءة ولا قابلية ولا يستطيع الارتقاء الى مستوى الرئاسة والقيادة والزعامة ، لكنه يحب ان يتأمر يحب ان يصدر الاوامر ، فيسعى اليها بطرق مختلفة ، غير طرق الكفاءة والصلاحية ، منطلق من غير منطلق المسؤولية ، هذا مغضوبا عنه ومحذر منه ، لا ينبغي ان يسعى غير التام .

وعندنا عنوان اخر هو التطلع إلى القيادة ،تطلع الانسان المسلم الى قيادة مجتمع المؤمنين و محاولة توسيع الكفاءات في نفسه حتى يصل الى ذلك المستوى ، هذا تطلع مشروع ومطلوب في بعض الحالات مسؤولية شرعية انسان يأتي فيقول ، انا اريد ان اكون ضمن مجتمع المتقين ،وهناك اخر اعلى منه همة يقول انا اريد ان اكون في طليعة مجتمع المتقين وهناك ثالث يقول اريد ان اقود مجتمع المتقين الى الفضيلة والى الصلاح والى العمل المثمر هذه درجات ، انت تدعو ربك سبحانه وتعالى فتقول في بعض الادعية واجعلني من احسن عبيدك نصيبا عندك هذا في دعاء كميل ، وفي ادعية اخرى في ليلة القدر واحياءها، واجعلني احسن عبيدك نصيبا عندك في هذه الليلة من خير تقسمه او رحمة تنزلها هاتين مرتبتين ، هناك من احسن العبيد ، لو فرضنا عشرة اشخاص انا واحد من هؤلاء العشرة الاحسن الامثل لكن الدعاء الثالث ، يقول لا انا احسن هؤلاء العشرة الذين هم احسن العبيد ، فهي طموح وتطلع من قبل الانسان وهو تطلع مشروع اذا كان منطلقا من منطلق المسؤولية وحب الانسان للخدمة الاجتماعية ، تطلع الى القيادة بهذه الصورة بهذا المنطلق امر مطلوب ومحبوب ، بل في بعض الحالات عندما يكون هذا الانسان مؤهلا وغيره ليس مؤهلا يكون مسؤول من الناحية الشرعية ان يتطلع الى هذا الموقع وان يمارس دوره فإذن هناك فرق بين حب الرئاسة المذموم وبين حب الزعامة غير المحبب وهناك تطلع الى القيادة منطلق من منطلق الشعور بالمسؤولية وتوفير امكانات القيادة في نفسه وهذا امر محبوب ومطلوب وربما كان مسؤولية شرعية في بعض الظروف ، هذه نقطة ينبغي ان نتوجه اليها.

النقطة الاخرى ان موضوعنا حول القيادة وافراد المجتمع للقيادات لا يعني الحديث عن نوع معين وانما يشمل كل الفئات ، علماء الدين فئة، الوجهاء فئة، اصحاب الكفاءات العلمية فئة ، اصحاب الادارة والقدرة الاجتماعية فئة ، وهؤلاء كلهم يشملهم هذا الحديث وان المجتمع كيف ينبغي ان يفرز قياداته ، سواء منها الدينية ، او السياسية ، او الفكرية ، او قيادات العمل الاجتماعي ،

الامر الثالث هو التفريق بين هذين المجتمعين ، هناك مجتمع قادر على صنع قياداته و ابراز هذه القيادات واعانتها والاستفادة منها ، هناك مجتمع اخر يجد القيادات في مهدها  ولا يسمح لمشروع انسان قياديا ان يرى النور ، ولذلك هذا المجتمع الثاني اما ان يتأخر باستمرار او يتوقف في مكانه ، فما هي صفات المجتمع الاول ، اول صفة من صفات هذا المجتمع الصالح للسيادات والمبرز للكفاءات ان مقاييسه في القيادة والادارة مقايس معقولة وليست مثالية ،لو فرضنا اننا نحتاج الى زي لفريق كروي ماذا نحتاج ، نحتاج الى رجل عنده كفاءة في ادارة النوادي الرياضية ، وربما تكون ايظا له قدرة بدنية ومقدار من الاخلاص والمحبة لعمله هذا ، هذا المقدار نحتاج لإدارة فريق رياضي، لو لم يكن يعلم هذا الانسان بأحكام القضاء الشرعي لا يؤثر ، لو لم يكن خبير في نظام الأمور العسكرية لا يؤثر ، لو لم يكن طبيبا لا يؤثر، لماذا ؟ لان الغرض هو ادارة هذا الفريق الكروي ، لو اردنا ادارة عمل اجتماعي ، نحتاج الى انسان لديه خبرة اجتماعية وقدرة ادارية ، ويحتاج مقدار من الاخلاص والحب لعمله ، هذا المقدار الذي نحتاجه، لو لم يكن فقيها لا يهم ، له لم يكن لديه كفاءات طبية لا يهم لان طبيعة عمليه لا تتطلب هذا الامر لعلك تقول ان هذا امر بديهي لكن في الواقع ليس بديهيا سوف يأتي ان عندنا مشكلة وبالذات مجتمعنا الشيعي ايها الاخوة ، وهي ان مقاييس القيادة عندنا مقاييس مثالية محصلة على جسد المعصومين لا غير نحن لدينا قائد وامام والصورة التي تأتي في ذهننا هي صورة علي ابن ابي طالب عليه السلام ، وهي الصورة المثالية لا غير لكن هذا بالنسبة الى الامامة العظمى والقيادة الكبرى ، لكن المشكلة ان قسما من المجتمع الشيعي لا زال يقيس تلك الامور كلها ضمن المقاييس الكبيرة التي لا تتوفر في غير تلك الثلة المعصومة من الائمة صلوات الله وسلامه عليهم ،وقي طليعتهم رسول الله صلى الله عليه واله، بينما الامر الاجتماعي يقتضي ان يكون الانسان متوازنا ومتعادلا في مقاييسه عنده مثلا ادارة عمل سياسي وهذا الادارة قد تحتاج الى وعي وخبرة سياسية ومقدار من الاخلاص ومقدار جيد من النشاط ،لكن المجتمع احيانا يتطلب في من يتقدم لهذا الدور ان يكون في وعظي بحر العلوم وان يكون في علم الشيخ الانصاري وان يكون في ادارة فلان، وهذا لا يتيسر ولا يحصل ، لذلك تبقى هذه المجتمعات ، لا تبرز فيها هذه القيادات ، المطلوب كما هو الحال في المجتمعات الناهضة ان تعطي مقاييس معقولة لكل جانب من الجوانب التخصص لهذا الانسان يتقنه ينبغي ان يتقدم فيه ، والذي لا يحتاج له ينبغي ان لا يطالب به ، هذه اول صفة من صفات المجتمع الذي يصنع القيادات ويبرزها ، انه يطالب اولا على مستوى مقاييس القيادة بمقاييس معقوله ومتوازنة تبعا للدور المطلوب من هذا القائد هذا اولا الصفة الثانية لهذا المجتمع انه يشجع المبادرات القيادية ،فاذا وجد في انسان مبادرة وهمة وحركة باتجاه الشأن الاجتماعي وتحمل مسؤوليته يشجع هذه المبادرة ويدعمها ولا يقف عائق امامها ،بخلاق تلك المجتمعات التي تلد المحاولات القيادية، ياتي ويقول لك فلان يريد ان يصبح قائدنا ، من هذا ،من اين ،وماذا يملك ... الخ ، فتقبر هذه المبادرات في مهدها في مثل هذه المجتمعات ، بينما المجتمعات الاخرى التي تتمتع بهذه الصفة عندما تلاحظ مبادرة قيادية من شخص مؤهل او قادر للتأهيل ، ندفعه ونشجعه ونحثه ونقف ورائه ، سوف يتبين بعد ذلك الاثر الذي صنعه رسول الله صلى الله عليه واله في ذلك المجتمع ، انت عندما تذهب وتراجع الى المجتمع القرشي الجاهلي تجد ان هناك جمع كبير من الناس وهناك اسماء مشدودة ، سيادات المجتمع امثال ابو جهل وابو لهب وامية ابن خلف ، عدد محدود ، واما الباقي فهم كم كبير مؤمن لا حياة فيه ولاروح ولا يرجى منه شيء ، نفس هؤلاء عندما امنوا بدعوة رسول الله صلى الله عليه واله وبعث فيهم تلك الروح ، تحول حتى العبيد الذين كانوا يساوون في الزمان الجاهلي بالحيوانات والدواب، نفس هؤلاء العبيد تحولوا الى قادة والى ساسة والى كبار والى مؤسسين ،الصفة الثانية اذا هي ان هذا المجتمع المبادرات السياسية صفة ثالثة ان هذا المجتمع يضع قوته مع قوة القائد ،بمعنى اذا المجتمع عنده مراتب دراسات اذا عنده مفكرون اذا عنده اجهزة اذا عنده خطط يقسمها لهذا القائد حتى ينفع المجتمع، انت تتصور في البلاد الغربية شخص واحد يقود خمسة مائة مليون نسمة ،نصف مليار من البشر هو هذا يقود ؟ في الواقع المجتمع بقواته بما يملك من استشاريين ومراتب دراسات ومن مفكرين ومن اجهزة ومؤسسات كلها هذه تصب في مصلحة ذلك القائد ،نتائج الدراسات ،نتائج التحليلات ، نتائج الاحصائات هذه كلها هو يستطيع البناء عليها ولذلك يتخذ قرارات سليمة بالنسبة الى مجتمعه ، هناك بعض المجتمعات القائد هو الذي يفكر ويخطط واذا وجدت مشكلة هو عليه حلها ايظا ، ليس المجتمع يتحول بقوته الى دعم الى ذلك القائد، وانما تحول الى مشكلة لابد ان يفكر القائد في حلها ، اخيرا هذا المجتمع فاقد للقيادات يعتد بقياداته المحلية ، وهذه فكرة عقلائية ، القرآن الكريم يشير اليها بالنسبة الى الأنبياء والرسل ، يقول "بعث فيهم رسول من انفسهم "من نفس القوم من نفس المجتمع ، لا ياتي النبي من خارج هذا وهو امر عقلائي يشير اليه اي عقل سليم لان هذا المجتمع نفسه خبير بأمراضه يعيش مآسيه فهو امر عقلائي، لكن احيانا قد تجد بعض المجتمعات عندما يكون من ابناء هذا لاقيمة له واحيانا من الخارج يكون لا قيمة له، رجل طبيب استشاري على مستوى عالي لكن انا لا اثق به ، يجب ان يكون رجل اجنبي حتى لو لم يمتلك نفس الخبرة ،عالم موجد على مستوى رفيع من العلم والمعرفة مادام هذا كان معي منذ الصغر ، انا اعرفه واعرف ذويه ،و ما اقر له بالتمييز ،لكن اذا احد جاء من الخارج اخضع له و اقبل من عنده مع انه قد لا يحمل نفس المستوى ،الذي ابن بلدي ، هذا المجتمع بالصفات الاربع يمكن ان يقال في حقه انه يحمله مجتمع صالح للقيادات مدرك لها مبرء لها مجتمعاتنا اليوم في عملها الديني والاجتماعي والسياسي والثقافي تحتاج الى ابراز هذه القيادات الصالحة حتى يتحرك المجتمع حركة سليمة ، لكن تجد مع الاسف ان هناك مظاهر تخالف كل ماسبق وخذا ليس من باب التشاؤم وليس من جلد الذات كما يقولون وانما هي محاوله لكي نتلمس بعض القضايا التي نعايشها حتى نصل الى طريق حلها ، نجد هذه الحالات موجودة ، من بعض احيانا قد يكون كما ذكرنا حالات مثل مقاييس غير المبررة في امر القيادة ، انا قلت هذا امر ربما له سابقة تاريخية ، غير شيعة اهل البيت عليهم السلام ربما مرت عليهم ظروف قبلوا بالقيادات من دون تلك المقاييس حسب الفكر الديني الى الان موجود ، مثلا من يتغلب هو القائد ، من يفعل كذا هو القائد ، من ينتخبوا عدد محدود من قبل اهل الحل والربط هو القائد ، في مقابل هذا كانت شيعة اهل البيت عليهم السلام عندهم تشدد في امور القيادة وفي مواصفاتها والتشدد كان في محله اذا كان الغرض هو القيادة العامة والامامة الكبرى ، في محله لا تستطيع انت في امر الامامة ات تتنازل عن المواصفات التي قررها رسول الله صلى الله عليه واله لكن هذا الجرم مع شديد الاسف ،امر الحياة العامة التي لا ترتبط بموضوع الامامة الكبرى ،واصبحت نفس المقاييس الموجودة هناك تحكم هنا ،مثلا في موضوع معين يجب ان يكون عليه فقيه معين من الفقهاء ، اذكر كلمة لشيخ الطائفة الطوسي، اقرءها لكم بنصها ، في كتابه الاقتصاد الهادي الى طلب الرشاد لشيخ الطائفة الطوسي محمد ابن الحسن رضوان الله تعالى عليه يقول " وكل من وليي ولاية صغرت او كبرت كالقضاء والامارة والجباية وغير ذلك فانه يجب ان يكون عالم فيما اسند اليه ولا يجب ان يكون عالما بما ليس مستندا اليه ، انسان اذا وليي القضاء يجب ان يكون عالم بالقضاء ،اما بقية الأمور لا يحتاج ان يكون عالما بها ،لان لمن وليي القضاء لا يلزم ان يكون عالم بسياسة الجب والحالة العسكرية ، هذا ليس عمله ، هو قاضي ، ومن وليي الامارة لا يلزم ان يكون عالما في الاحكام ، هذا امير هذا قائد سياسي ليس شرط ان يكون عالم في الاحكام الشرعية التفصيلية ، توجد اناس علماء وفقهاء يرجع اليهم وهكذا جميع الولايات في جميع الامور ، في امر من الامور نلاحظ هذا ليس عمله ، يجب ان يكون عالم خبير في ذلك الامر لو لم يكن خبيرا في غيره لا يهمه شيء ، لكن قلت مع الاسف اصب هناك نوع من شد هذه النظرية التي كانت ضمن مقاييس الامام العظمى الى امور المجتمع ،العمل الخيري والعمل الديني والسياسي والثقافي ، هذه تحتاج الى قيادات ضمن مواصفات معينة ، لا تحتاج الى مواصفات الامام العظمى ، اولا كما ذكرنا هناك نوع من المبالغة في مجتمعنا ،احيانا امام جماعة يُطالب في كثير من الأحيان بمواصفات رسول الله صلى الله عليه واله ، مع انه المطلوب من عنده ان يكون عادلا وقارئ فصيح للقرآن ، لا يغلط في قراءة القران الكريم ، لكن تجد احيانا هذا الاشتراط وهذه المبالغة فيه ، حتى على مستوى امامة الجماعة بينما هون علينا الاسلام قضية قيادة الجماعة ، هنا نموذجين فقط اذكرهما ، في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله "اذا كنتم او اذا كان جماعة ثلاثة في سفر فليؤمر احدهم "حتى بهذا المقدار ثلاث اشخاص في سفر فليجعلوا احدهم امام لهم، امير لهم، قائد لهم ، حتى يعلم المجتمع على هذه الحاله، حالة وجود قائد، في صلاة الجماعة اذا كانوا اربع اشخاص ،ثلاثة اشخاص فليقدم احدهم ولئمكم اقرئكم ، الاسلام جاء لتبسيط مثل هذا الامر لكن مثل كما ذكرت ان هناك حاله من تعقيد الامر القيادي ، هذا اولا ، وتوجد هناك مشاكل ايضا نفسية وجهات وحالات نفسية ، منها الاستصغار ،منها الحسد المبطن ، منها تصفية الحسابات ،حسد مبطن ، انا اسمع فلان في مجتمعنا سنه في مثل سني في رأيي لا يتميز عليه بشيء كثير، لكن اجد الأضواء متوجه له ،والابواب مفتحه امامه ويتحرك ويقول ويعمل ويأمر ويطاع وهكذا يعترف به ، انا الانسان اعتقد نفسي في مستواه او احسن منه لا احد يلتفت اليَّ ،فيكون هناك شيء من الحسد المبطن هذا الانسان الذي يحسد لا يقول انا احسد فلان وانما ينتزع الحسد ويلاحظ من خلال المواقف ، فيأتي ويسألني احد ، ما شاء الله فلان من الناس عنده اعمال ونشاطات ومشاريع و عنده حركة وتوجه ،اقول لا عليك هذا انسان عميل الى الاجانب والكلام عليه يكون ..الخ ، يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فظله ، انت تلاحظ الفرق بين اخوان الصفاء وبين حالة التحاسد في مثل هذه الحالات، انقل لك نموذجين ،نموذج الاول نموذج جاهلي حتى ابين لك ان القضية لا ترتبط بالدين دائما ،ترتبط بأن يكون الانسان انسانا على مستوى من الاخلاق ، يقولون حاتم الطائي واؤس ابن حارث كانا متآخين متصافين الى درجة كبيرة وكانا يدخلان على المنذر ، الحاكم اخبر المنذر على انه هؤلاء عندهم حالة من الصفاء والانسجام كبيرة ، واراد ان يُخرب بينهما ويرى انه يستطيع ذلك ام لا ، فدخل عليه في البداية اؤس ابن حارث ، فقال له المنذر اما تسمع ما يقوله حاتم الطائي ، قال وماذا، قال انه يقول افظل منك واشرف منك ، قال صدق هو افظل من عندي واشرف واحسن ، كيف اذا دخلت انا واولادي العشرة الى بيته ، يقول لي انت واولادك خذوا ما استطعتم  من البيت ، هذا اشرف وافضل من عندي ، قال عجيب، فخرج اؤس ابن حارث ، وجاء بعده حاتم الطائي ، قال له يا حاتم يا اخا طي اما تنظر الى ما يقوله اؤس ، قال وما يقول ، قال يقول انه اشرف منك وافضل منك ، قال صدق والله ، قال كيف ، قال ان اؤس له عشرة من الاولاد اخذتهم احسن مني ، قال المنذر ما رأيت اخوين متصافين مثلكما ، هذه الحالة عندما تجدها وتقارنها مع بعض الحالات المعاصرة ، عندما تجد فلان يحسد فلانا يتامر عليه ، يتحدث عنه بالسوء ، هذا انسان يفترض يتمتع بدين الهي القضية ليست قضية تدين فقط ، التدين يأتي ويكسب النفوس اضافه ، اما النفس الغير مهيئة لا تنتفع  مثال اخر من تفسير الدين ، مثال اخر من علمائنا الشيخ البهائي اعلى الله مقامه هذا الرجل العملاق صاحب الفنون المتعددة في علم الفقه والهندسة والرياضيات و .. الخ والسيد الداماد الاثنين كانا في ايام الشاه الصفوي معه وبرفقته ، فخرج الثلاثة ذات يوم على الخيول ،الشيخ البهائي كان مختصر الجسم ضعيف البدن قصير القامة السيد الداماد ما شاء الله هاشمي البدن طول وعرض واتاه الله بسطتة في العلم والجسم ،الجميع على الخيول ، الخيل التي ركب عليها الشيخ البهائي رحمة الله عليه طبيعي علية حمل خفيف ، يتقصد هذا الفرس ويمشي بسرعة ، التفت الشاه الصفوي الى السيد الدامان ، قال له اما ترى الشيخ البهائي كيف يتحرك مثل الاولاد على الفرس وهذا غير مناسب لشأن العلماء كيف هكذا ،مرة يسرع مرة يقف ،غير مناسب هذا قال يا ايها السلطان خفي عليك الامر ،قال كيف ، قال هذه الفرس علمت ان الذي عليها. اعلم العلماء الاربعة ، فلو كان بالإمكان من الفرح ان تطير في الجو لطارت ، هذا من السرور ، مرتاحة لان على ظهرها الشيخ البهائي ، قال عجيب الامر هكذا ، قال نعم ، ومشى قليل وذهب الى الشيخ البهائي التفت له وقال له شيخنا اما ترى السيد الداماد الفرس هلك ، ماتقول له يخفف من جثته ، كسر ظهر الفرس، قال لا يا ايها السلطان بالعكس هذه  الفرس لم تحمل السيد الداماد هذا ثقل علمه ، لو وضعته على الجبل لنزل الجبل من ثقل العلم ، انت تعلم كثرة علمه وثقل المعرفة ، قال الامر هكذا ،قال نعم ، انظر الى الصفاء لا هذا يعلم ما قاله عليه ولا ذاك يعلم ما قاله عليه ، انت انظر الى بعض المجتمعات قل ما تجد هذه النماذج وتقيسها ببعض النماذج الاخرى التي لا تجد فيها الا التشكيك والا التشويه والا الغيبة والحديث بالسب اذا الانسان عمل ،يقول هذا يرائي الناس ، واذا لم يعمل يقول انظر الى الاموال التي جمعت للدين والاسلام اكلها ، اذا عمل هكذا ، واذا لم يعمل مالذي يصنع هذا الانسان ، اذا تحرك لم يقبلوا عليه واذا لم يتحرك قالوا لم يصنع شيء هذه الحاله ضمن الاطار من الحالات النفسية والتحاسد واحيانا تصفية حسابات يعني القضية كما يقول المثل ليست قضية رمان وانما قلوب مليئة ، مشكلة في مكان
هنا يظهر اثرها ، المجتمعات التي من هذا النوع لا شك انها تأد القيادات في مهدها ، هذه حالات نفسية ، توجد هناك حالات فئوية ، بمعنى انا اقول هذا العمل الفلاني جيد ، الانفتاح على الاخرين الحوار النشاط السياسي النشاط الاجتماعي ظهورك انت لأهل المنطقة وللتشيع شيء جيد لكن لأنه من فلان هذا شيء مؤسف، لأنه ليس من جماعتي لأنه ليس من اسرتي هذا شيء غير جيد ، هذا ضمن الحسابات هي التي اهلكت المجتمع وهي التي اخرته سنوات ، نحن نحتاج ايها الاخوة الى ان نفكر اولا ان التطلع الى القيادة من منطلق المسؤولية فيمن تتوفر فيه الكفاءات هذه في بعض الحالات مسؤولية شرعية وواجب ديني ، ولا ترتبط بأمر الزعامة والرئاسة فان القران الكريم يقول لنا ان من جملة تطلعات عباد الرحمن واجعلنا للمتقين اماما اضافة الى عندما يلاحظ ماهي مطاليبه هل هي مطاليب القيادة العظمى والامامة الكبرى هي على حاليا وعلى مستويات تكون اذا كان دون ذلك من قيادة العمل الديني ، الفكري ، السياسي ، الاجتماعي ، الخيري ، هذه تحتاج الى مطاليب اقل من ذلك بكثير ، والا فان المجتمع سيطول انتظاره الى الابد ولم يحصل على قائد ضمن المواصفات العليا السياسية التي يطلبها على مقياس ائمة اهل البيت عليهم السلام ويجب ان نحاول ان نتجاوز ونحاصر هذه الحالات الاجتماعية التي بواسطتها وأدت القيادات السابقة واذا استمرت اتأدت القيادات الجديدة

مرات العرض: 3421
المدة: 01:06:25
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2575) حجم الملف: 7.60 MB
تشغيل:

العوامل المؤثرة في بناء الشخصية
مشاكل الشباب: البدائل - الخطاب الديني