آثار البغي اجتماعيا
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/8/1436 هـ
تعريف:

آثار البغي إجتماعيا"

تفريغ نصي الفاضلة هديل الزبيدي 

في الرواية عن أمير المؤمنين علي صلوات الله وسلامه عليه يقول…

 {إياك والبغي فإنه يعجل بالصرعة ويحل بالعامل به العبر}

إياك من الاستعمالات في اللغة العربية التي تفيد التحذير احيانا واحيانا تاتي في صورة ضمير منفصل يفيد الحصر مثل اياك نعبد يعني نعبدك منحصرا اياك نستعين نستعين بك منحصرا هذا احد الاستخدامات للدلالة على الانحصار يأتى بالضمير منفصلا بدل مانقول نعبدك (نعبدك) ليس فيها اشارة الى الانحصار لكن اذا قال اياك نعبد فقدم المفعول به اللي هوالضمير المنفصل صار فيه دلالة واشارة على الانحصار يعني نعبدك ليس سواك لانعبد الا انت .

الاستعمال الاخر لها الذي هو محل الشاهد اياك وكذا هناك ليس عندنا واو (اياك نعبد) لكن اذا جاء الاستعمال بهذه الطريقة جاء اياك (اياك والكذب) (اياك والبغي) (اياك والظلم) هذا من الاستعمال الذي يراد منه التحذير والتخويف ، اياك والبغي يعني احذر البغي إخشى من البغي لاتذهب وراءه ، امير المؤمنين سلام الله عليه يقول اياك والبغي يعني احذر البغي لاتقترب منه لماذا ؟ لان له اثار كثيرة الامام امير المؤمنين عليه السلام يذكر هنا أثرين لماذا يجب ان يجتنب البغي ؟ لانه يعجل بالصرعة ، يصير الانسان مصروع نقول فلان وقع صريعا هذا يعجل بالصرعة هذا اول اثر ، والاثر الثاني ويشل بالعامل به يعني الباغي العبرة او العبر يجعل هذا الباغي عبرة لغيره بالنسبة الى الاثر الاول الذنوب والمعاصي والصفات الرذيلة بعضها ليس لها اثر دنيوي واضح ، يوجد لها اثر لانها لو لم يكن لها اثر سلبي لما حرمت لكن ليس اثرا واضحا وبعض الذنوب والاخلاقيات السيئة لها اثر ولكن اثر اخروي ودنيوي لكن متأخر الدنيوي يعني من الممكن ان الواحد بعد سنوات طويلة جدا الى ان يلقى اثر هذا الذنب الذي ارتكبه اثاره ليست عاجلة ، ويوجد هناك من الذنوب والصفات السيئة مايكون اثره عاجلا وسريعا والبغي من ذلك النكث في روايات ايضا من ذلك ان الانسان ينكث عهده وبيعته واتفاقه ايضا يلقى اثرا سريعا في ذلك والبغي ايضا من هذا القبيل هذا اول اثر والاثر الثاني انه يحل بالباغي العبرة يجعله عبرة لغيره ، الناس يشوفوه يقولون شوفوا هذا صار اثرا بعد عين انتهى زمانه لاتصير مثل هذا اللي نتيجته كذا وكذا والبغي تارة يكون في اطار فردي ان الانسان يبغي على من عداه شركاء اثنين يبغي احدهم على الاخر كما في القضية التي يذكرها القران الكريم واللي احتكم فيها الى داوود قالوا { خصمان بغى بعضنا على بعض } في شركة مشتركة فيأخذ احد الطرفين السهم الاكبر الاكثر من حقه هذا بغي يأخذ ماليس له به حق ماهو اكثر من حقه هذا بغي، يستوفي اكثر مما ينتج هذا بغي حين ان يعطي يعطي قليلا وحين يأخذ يأخذ كثيرا هذا بغي ،وهذا موجود في حياتنا بنسبة او بأخرى في بعضنا يوجد هذا الامر، يبغي على زوجته يأخذ منها اكثر من حقه ولايعطيها مقدار حقها هذا بغي ، والد على ولده او ولد على والده يريد شيئا اكثر من حقه هذا بغي تجاور ، فإذن هناك في المحيط الفردي حالات بغي معاشة من الممكن ان يلحق بالانسان اثر هذا البغي وهناك بغي على مستوى مجتمعات وشعوب وامم فرد يبغي على امة اوامة تبغي على امة اخرى او طائفة تبغي على طائفة اخرى تاخذ اكثر من حقها تتجاوز حدودها ، الاستعمار ماهو حالة بغي من قبل نظام سياسي او امة من الامم على امة اخرى ياخذ اكثر من حقه او ليس له من حق اصلا بغي هذا او احيانا طائفة على طائفة اخرى تستقوي طائفة مذهبية طائفة قومية تستقوي بشيء من الاشياء فتأخذ اكثر من حقها او ليس لها من حق اصلا هذا ايضا بغي واحيانا يمارس شخصا بغيا على امة او على طائفة او على مجتمع وهذا مانلاحظه في زماننا هذا بشكل واضح في بعض بلاد المسلمين عندما يصل الامر الى ان يقوم بعض هؤلاء الباغين الظالمين بقصف شعوبهم بالطائرات ، هذه الطائرات اساسا معدة الا لقتل الاعداء في حالة مواجهة عسكرية شاملة واولئك الطرف الاخر مسلح فاذا بهؤلاء الظالمين والبغاة يستعملون مثل هذه الاسلحة في مواجهة اناس قالوا نحن لانريد هذا الشخص فقط هذا كله جريمتهم انهم قالوا نحن لانريد هذا الانسان مايجري حولنا يعلمنا دروسا او يؤكد لنا دروسا من هذه الدروس ان الظلم والظالمين من الممكن ان يطول بهم الامد ولكنه لايبقوا ، حكمة من الحكم تقول (الملك او الحكم يبقى مع الكفر ولكن لايبقى مع الظلم ) كفر بالله عز وجل ولكن من الممكن ان يبقى حكم كافر بالله عز وجل غير مؤمن ويستمر 

لكن حكم مع الظلم لايبقى لماذا؟ لان قضية الكفر وان كان ظلما ايضا الكفر هو نوع من انواع الظلم ولكن ليس ظلما لله عز وجل ولا ظلم للاخرين الله لايظلم انما ظلم الانسان لنفسه { وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون }يعني بكفرهم يظلمون انفسهم يضعونها موضعا غير مناسب ، الكفر الذي لايقترن بظلم الاخرين من الممكن ان يبقى هذا الحكم وهذا له شواهد كثيرة لكن الحكم القائم على ظلم الاخرين هذا ماله بقاء لماذا؟ لانه على خلاف الطبيعة على خلاف الفطرة مثل ان تخلي بناية على مائلة يوم من الايام لابد ان تقع ، ممكن ان يعمر شخص مدة اربعين سنة او خمسين سنة او ثلاثين سنة اكثر او اقل ولكن بالتالي تتضيق الدائرة التي حول الظالم لان الظالم اول شي يبدأ يظلم البعداء والمخالفين بعد ذلك تقترب الدائرة فالظلم من حوله الي ان يبقى في ضمن مجموعة محدودة جدا من الناس الذين يشتركون معه في الظلم اما عامة الناس او عامة البشر هم مظلومون في عهده ، في احد الايام هذا المظلوم لايجد عنده شيئا لكي يخسره يقول انا مالذي بقى لي كي اخسره فأقوم (انتفض) بوجهه ليس لي حاضر ولا مستقبل ولا افق بالتالي يواجه هذا الظالم ويقولك انا الذي سوف اموت موت بطيء دعني اموت سريعا  مالفرق ؟ ليس عندي مستقبل اخاف عليه ولا حاضر انا متمع فيه فلماذا اذن اتوقف عن ذلك !!! 

فعاقبة الظلم هي النهاية مهما طال بهذا هذا الكلام احيانا نقوله على مستوى التاريخ القديم الظالمون الذين كانوا في تاريخ البشرية كيف انتهت بهم الامور ومرة اخرى نراها رأي العين ، الانسان احيانا يحتاج كما يقولون الى حق اليقين بل عين اليقين يعني نراه امامنا ، اما اذا واحد قال لك في التاريخ الظالمون انتهوا لايستيقن بها لكن اذا رآى احد امامه انموذجا يتابع خطوطه بعد ظلمه يوم بيوم يصبح عنده علم اليقين بهذه الفكرة حق اليقين بها .

يفقد الظالم والباغي هذه الفكرة بالتدريج الفئة الاعظم يتقلص حجم التأييد له وهو يعيش في سكرة لايزال يتصور انه هو محل التأييد ومحل المناصرة من قبل الناس ويغذيه هؤلاء المحيطون به من الكذبة الصحفيين ومن المرتزقة المحيطين به ويزينون له الاعمال ، ان كل الناس حاضرة تفديك بارواحها وان الناس في رضا تام والاوضاع بخير وان وان …. بينما هذه بمراحل بعيدة عن الواقع وعن الحقيقة 

عجيب كل هالجماهير والشعوب  والناس اين كانت طول هذه المدة كان يعنون له ان الناس معك ، هذا مثال من الامثلة الحاضرة والواضحة بالنسبة الى هذه الفكرة ، يبقى هناك فئة ما في القران الكريم لفتتني فئة جدا عجيبة سماهم عبدة الطاغوت عبيد الطاغوت وهذا المورد الوحيد الذي انا رأيته في القران الكريم الذي يقول ان هؤلاء اسوء من الفسقة يوجد عندنا مسخين حسب التعبير مسخ تكويني قردة خنازير ، ويوجد عندنا مسخ معنوي وفكري وهذان ياتي بهم بمكان واحد يقول القران الكريم بعد ان يقول {ان اولئك لفاسقون}{ قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله} اسوء من هذا اخبركم من هو ؟ {من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت اولئك شر مكانا واضل عن سواء السبيل}  

البعض من المفسرين قال ان عبدة الطاغوت يعني عبيد الشيطان لكن الظاهر ان الامر ليس كذلك اكثر المفسرين الاخرين يقولون عبدة الطاغوت يعني عبدة الكبراء وعبدة السلاطين واصحاب الشيطان عبدة الطاغوت يعني هذه الفئة هذه الجماعة هؤلاء يخليهم مسخ مثل مامسخ اولئك تكوينا قردة وخنازير هؤلاء ايضا مسخوا في افكارهم اي بدل مايكونوا عبدة لله عز وجل يصيروا عبدة الطاغوت ، والطاغوت غالبا في القران الكريم اشارة الى شخص متنفذ يمنع الناس عن عبادة الله عز وجل هؤلاء هكذا يزينون للشخص انه لولا انت نحن كنا بأي حال البعض منهم يصدقون هذا ، احد هؤلاء ظهر على التلفزيون قال اذا فلان ماموجود كيف ترسلون ابنائكم الى المدارس ،كيف تعالجون انفسكم ، وكيف تخرجون البترول بس باقي يقول كيف تاكلون وكيف تشربون ماي  من دون وجود هذا الانسان ، وهذا عند قسم من الناس يحصل قناعة انه لولا فلان كنا كيف كان وضعنا  بعضهم وان كان تزييف ، هذا يقول لولا الله ثم فلان يكذب ليس لو لا لان الله موجود قبله وبعده ،قبل هذا الطاغوت موجود الله  بعده ايضا موجود ،مالفرق صار كيف ستاكلون وتشربون وتطلعون البترول وكيف وكيف والى اخره ،مثل ماكان حال الناس في زمان هذا الطاغوت الله سبحانه وتعالى هو الذي انعم عليهم هو الذي اعطاهم هو الذي فجر الخيرات من تحت ارجلهم هو الذي اعطاهم العقل اذا وضعهم مو احسن راحيصير قطعا مارحيصير اسوء لكن يحصل من هؤلاء من يزين للطاغيه انه انت اذا انت لست 

موجودا نحن خلاص نحن لانستطيع ان نصنع شيء ليس عندنا دين ولا عندنا ذهن ، هذه الفئة تبقى اما لاتفاق المصالح اما لمسخ فكري يصير عندها بحيث لاتعتبر ان من يتوكل على الله فهو حسبه ، لاتعتبر ان الله بالغ امره ، لاتعتبر ان الله هو الذي يسبب الاسباب هو الذي يرزق ويحفظ ويحرس وووو  لايعتقد ان فلان هو .

هذا يوجه رسالة الى كل شخص في حياته هو والى كل حاكم في حكومته انه بالتالي البغي وخيم مصرعه اياك والبغي فانه يعجل بالصرعة ،ماذا يعني يعجل بالصرعة هنا هذا الحاكم صار له ٤٠ سنة هذا في الزمان ليس بشيء ٤٠ سنة !!! انا الانسان الذي بالنسبة في اللحظة لحظة كبيرة اما في امر الزمان ٤٠ سنة شنو قرن من الزمان شنو فضلا عن الزمان عند الله عز وجل ، لا الزمان العادي في تاريخ البشرية ٤٠ سنة ليس بالكثير بالتالي ينتهي فانه يعجل بالصرعة ويحل بالعامل به العبر او العبرة يصير عبرة هذا الانسان ، جيد ان يكون الانسان عبرة لكن في الاتجاه الحسن يقال اعمل صالح اعمل خير تلقى خير مثل فلان ،فز بالدارين مثل فلان هذا يصير عبرة ولكن عبرة في الاتجاه الايجابي لايصير عبرة بذلك المعنى الذي يضرب به بالمثل السوء اياك والبغي فانه يعجل بالصرعة ويحل بالعامل به العبرة ، يمكن ان يستيقظ الانسان له المجال سواء على مستواه الفردي او على مستواه العام يستدرك امره ويسترضي الطرف الاخر، انا بغيت عليك في امر من الامور تعال خلينا نتراضى ونتصالح، انا حاكم سرت فيك بسيرة سيئة تعال خلينا نشوف مجال طبعا وليس ان بلغت الحلقوم وليس بعد ان توصل لاخر الامر وتقول فهمتكم       وانتهى الموضوع خلاص  { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان } حتى الله في ذلك الوقت توبتهم لاتقبل منهم والله غفور رحيم فكيف اذا كان في عامة الناس .

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيينا على انفسنا بما يعين الصالحين على انفسهم ان لايجعلنا ظالمين لغيرنا لان احيانا الانسان هو ينتقد ذلك الظالم لشعبه بينما هويظلم من تحت يده من زوجة وولد ،طالب وعامل ،ماشابه ذلك يعيننا على انفسنا حتى لانظلم من هم تحت رعايتنا وان لانطغي عليهم نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلطف بأمتنا و بمجتمعاتنا حتى يتوجه رعاتها وقادتها الى ترك البغي وسلوك الانصاف والاعتدال انه على كل شيء قدير وصل الله على سيدنا محمد واله الطاهرين .      


مرات العرض: 3425
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2585) حجم الملف: 3239.24 KB
تشغيل:

الامام علي بين الجحود والغلو
كيف تحب أن يعاملك الله ؟