في بيتي مراهق .. ماذا أصنع ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 11/6/1436 هـ
تعريف:

في بيتي مراهق ..... ماذا افعل ؟  


 تفريغ نصي الفاضلة أم رضا الدبيسي
في كلمة نقلها ابن ابي الحديد عن امير المؤمنين  شارحا لها في نهج البلاغة قال بعد انصراف امير المؤمنين من صفين وجه رسالة و وصية الى ابنه الحسن المجتبى عليه السلام وهي طويله قال : "  فيها و وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا لو اصابك اصابني وكأن الموت لو اتاك اتاني ، فعناني من امرك مايعنيني من امر نفسي ، فكتبت اليك مستظهرا به ان انا بقيت لك او فنيت فاني اوصيك بتقوى الله  يا بني  ، ولزوم امره ، وعمارة قلبك بذكره، والاعتصام بحبله ، واي سبب اوثق من سبب بينك وبين الله بحبل بينك وبين الله ان انت اخذت به "
سأبدأ بنموذجين : الاول ربما حدثني عنه والده قبل شهرين حاكيا معاناته مع ابنه الكبير عمره حدود 18 عاما وان هذا الاب انتهى به الامر على اثر عدم قدرته توجيهه بالنحو الذي يريد الى ان يطرده من المنزل ، الابن خرج منه مع بعض الشباب الى بعض المزارع وتكون حياته هناك وترتب على ذلك عدد من الانحراغات الاخلاقية الجنسية وتوجه يخشى عليه من استعمال الحببوب المخدرة وماشابه ذالك ،
كان الطرد وهو اسوء اسلوب يمكن تصوره في علاقة الوالد مع ابنه المراهق وحرمانه من البقاء فيه هو اختيار الوالد لمثل هذه العلاقة
ونموذج اخر : ايضا للاسف انتهى لهذه النهاية وهي من اسوء العلاقات التي يمكن تصورها بين شاب كان لايرغب بالدراسة ويرغب بالعمل بخلاف والده الذي يريد ان يرفع راسه بتكميله للدراسات العالية ، الابن يريد الزواج ويستشعر الحاجة اليه والوالد لا يرى ان الزواج مهم في هذه المرحلة بالنسبة له وان عليه ان يدرس ويترك التفكير بالزواج، فانتهى الامر بعدم القدرة على التفاهم والحوار المناسب فكان ان غضب الاب  وطرد الابن من المنزل
هذان نموذجان من نماذج كثيرة تشعر الانسان  بان عدم القدرة على ادارة حوار واحتواء من قبل الوالد لابنه والوالدة لابنتها في مرحلة من المراحل الصعبة والمتوترة وهي مرحلة المراهقة وتدعونا كاباء الى الاستثمار الكبير في هذه الفترة لاولادنا وبناتنا لان هذه المرحلة تترافق مع ظروف استثنائية ، تترافق مع ظرف في الغالب يكون في فترة تعب من قبل الوالدين الغالب هكذا ، اي الان الاب والام غالبا في هذه الفترة يكونوا قد تخطو سن الاربعين ويكونون قد ربوا عدد من الابناء من بنبن وبنات
مر عليهم مثلا على زواجهم عشرون سنه وهذه استهلكت شيئا من قوتهم وطاقتهم النفسية على الاقل كلما تقدم الانسان بالسن كما تضعف طاقته العضلية تضعف ايضا في الغالب طاقته النفسية وقدرته على التحمل وفي هذه الحالة يصادف ان يكون بعض ابناءهم في مرحلة المراهقة ، يعني الولد الاكبر بعد عشرين سنة من الزواج غالبا مايوجد ابن او بنت يمرون بهده المرحلة وربما اكثر من واحد لا سيما ان كان الانجاب متتاليا مما يعظم المساله ، هذا على مستوى الابوين .
اما على مستوى الاولاد ذكورا واناثا ، فقد ورد في القران الكريم التعبير عنهم بالاولاد اي ان الولد يقال للانثى والذكر وان كان المتعارف يقال ولد وبنت لكن الصحيح يطلق على الطرفين ، هذه الفترة فترة لمراهقة التي يمكن ان تبدا من سن الثانية عشر او تتاخر الى سن العشرين وقد تتاخر ايضا فيها عدد من الجهات التي تكسبها حالة استثناية :
اولا / هي فترة عواطف ملتهبة سواء عند الشاب او الشابه نجد مثلا عادةعند سن 15 16 17 ،فترة عواطف ومشاعر حتى في الصداقات العادية ويتعجب الاباء والامهات كيف ان هذا ابني متعلق بصديقة هذا التعلق الذي يقدمه على والديه ومستعد ان يقضي نهاره كله معه دون ان يملا بينما اذا جاء الى المنزل كانه دخل الى القفص  وهكذا حال الفتاة مع صديقتها ، فتقول هي طول الوقت معها في المدرسة وبعد المدرسة عصرا تذهب معها ،و بعد عودتها للبيت ايضا تتخاطب معها عبر الواتساب مثلا وغيره من البرامج وبالتلفون ، ماهذه العلاقة الشديدة والعاطفية القوية ؟؟ ، مع انه في راي الام هذه الفتاة لا تستحق مثل هذه  العواطف ، وهذه غفلة عن ان من ميزات هذه المرحلة انها مرحلة عواطف ملتهبة في الجانب العاطفي والعلاقات الاخرى وغيرها من الجوانب ، نلاحظ مثلا في حالة الانتماءات فعندما ينتمي شخص الى جهة معينة في هذه الفترة يكون ملتهبا شديدا عنيفا مندفعا بكل قوته  ، استغلت بعض الجهات وبعض الحركات والجماعات مثل هذه الحالة وهؤلاء هم بالغالب يكونون وقود التفجيرات حيث تكون عنه حالة حماسية شديدة فوق التعقل هذه فترة التهاب وعواطف في مختلف المجالات اذا اصبح متدينا فهو متدين بعنف وشدة وقوة ويندفع اندفاع كبير ، مثلا في علاقة زميل منه او زميلة منها  ايضا هي بنفس المقدار وهذا ينبغي ان يلتفت اليه الابوان ، فهي فترة من الفترات ايضا التي تتميز بالعناد والتمر ، هذه الفترة الشاب والشابة يربيدان ان يثبتان شخصيتهما في وقت من الاوقات كانا يتلقيان التلقين اي  ربما من سن 6 سنوات الى سن 12 13 وهو يتلقى ويتلقن ياخذ ويستقبل الن يريد ان يثبت لنفسه وجودا ومكانا وطريقة ذلك ان يرفض احيانا حتى بلا مبرر ، ان يعاند بدون حكمة ، ان يتمرد على بعض الاشياء حتى لو كانت مفيدة ، وهذه ليسخاصة بابني او بابنك لا بل من خصوصيات هذه المرحلة ، هي فترة عناد وتمرد ورفض واباء ، ايضا فترة تقلب ومزاجية ، فرضا شخص اصبح متدينا لا تفتكرانه سيبقى هكذا للاخير ، او انه اصبح غير متدينا لا تتصور بقائه هكذا ، او انه يحب او يبغض لن يبقى هكدا ، هناك مجموعة من الامور تتعارض في داخله ، فهو يريد ان يخرج من مرحلة الطفولة الى مرحلة الرجولة في نفس الوقت عنده نقاط ضعف تعيقه في ان يخرج منها خروج كامل ، يريد ان يستقل بذاته ان لا يشعر بالحاجة الى والديه لكن هو يبقى رهين الحاجة ، حتى مصروفه لا يستطيع تامينه ، هذا النزوع عنده ان يستقل وان يقول انا وان يستشعر بوجود شخصيته ، يعارضه في انه لابد ان يحتاج الى امه في مصروف و ابيه في غيره من الاشياء ، حالة الاستقلال من جهة والتبعية من جهة ، حالة الطفولة من جهة ومحاولة الانتقال الى مرحلة الرجولة من جهة اخرى هذه تجعل مزاجه متقلبا ومتغيرا كل يوم هو في شأن ، يوم يرى نفسه في المسجد وو وبعد مده ينقلب حاله ، فهو في حالة تقلب ومزاجية ، قسم من الاباء والامهات لايدركون هذه الحالة فيتعجب الاب ؟؟ انت كنت بهذا الشكل واليوم شخصا اخر مالذي حدث ؟ مالمرض الذي اصابك ؟حتى صرت هكذا ؟ بالامس كنت تصلي الليل والان ترافق زيدا من الناس ؟؟ بالامس كنت حنونا ورفيقا داخل البيت تريد الخدمة والمساعدة واليوم لا نراك حتى خمس دقائق؟؟
هذه الحالة من التقلب والمزاجية ينبغي ان يلاحظها الابوان ، ايضا احيانا قد تكون شعور بالغربة من بعض المراهقين ، هناك شكوة موجودة عند قسم من الفتيات والشباب ، لا احد يفهمني ، لا احد يفهم ما اريد هذا دائما ما يتكرر عند الحديث عن مشاكلهم ، في الواقع هذه حالة من حالات الشعور بالغربه ، لم يجد مكانا يستقر فيه ، فهو يشعر باغتراب في المجموع ، لا هو ضمن الاطفال فلا يقبل على نفسه ولا ضمن مجتمع الرجال فيجد مكانا له ، فهو باق في المنتصف لذلك يشعر بالغربة ..
مالذي نستطيع ان نفعله في هذه المرحلة ؟؟
اولا / لابد ان نلاحظ ملاحظة ، وهي ان في مثل هذه الامور ليست وصفة جاهزة للتطبيق على كل الناس ، لان الافراد شخصياتهم وتوجهاتهم تختلف ، لكن هناك نقاط عامة يمكن للانسان ان ينتفع منها بما يناسب هذا الابن ،مثلا مشكلة ما عند ابنته وليست عند ابنه ، حالة موجودة اكثر عند ابنته وليست موجودة بنفس المقدار عند ابنه ، فهو لابد ان يلاحظ بحكمته كيف تطبق القواعد العامة على مواردها المختلفة .
الامر الاول : ان يستشعر الوالد ان الاهتمام والحنان امر لازم له من بداية المراهقة الى اخر مدى ممكن ، نلاحظ في كلمة الامام امير المؤمنين في رسالته لابنه الامام الحسن بعد منصرفه من صفين اي بحدود سنة 37 /38 سنة ، بينما ولادة الامام الحسن كانت سنة 4  للهجرة على المشهور ، معنى ذلك ان الامام الحسن لما جاءته الرسالة كان عمره في حدود 34 سنه وهو في هذا السن قد تزوج وخلف له من الابناء واصبح رجلا كاملا حسب التعبير لكن مع ذلك نلاحظ دفقة الحنان والرعاية والعناية من الامام الى ابنه الى ذلك الوقت خلافا ماهوعند قسم من الناس ، الابن تزوج واصبح رجلا  وتوفق واشتغل وعنده اولاد كانما انتهى الامر ، لا / الحاجة الى العناية والرعاية والحنان من جهة الابن بالنسبة الى اعطاء ابيه اياه هذه حاجة مستمرة وينبغي ان يشعر الاب ان ابنه لايزال يحتاج الى الرعايه والعنايه والاهتمام والتوجيه وكل هذه الامور حتى وان كان كبيرا ، لا يتعامل معه على انه طفلا ولكن يعطيه حنانا واحتراما محبة ويشعره بالعناية فهذا امرا ضروريا .
عندنا بعض النقاط نقدمها في جهات  الحل والتجاوز لهده المرحلة الزمنية الحرجه من تلك النقاط :
1/ الا نعتقد ان هذه حالة استثنائية خاصة في هذا البيت بهذا الابن او البنت او بي انا ، فالبعض يتعجب مالذي فعلته من ذنب حتى يصبح ابني بهذا الشكل معي لايستطيع التفاهم معي لا يسمع الكلام يتعالى علي انظر لفلان وفلان ، مال اعطيته تربية ربيته ، فهذه ليست قضية خاصة بك وليست خاصه بالابن او البنت هذه سمات مرحلة انت ايضا مررت بها ربما لو سالت والدك سيخبرك بها اما  شديدة عنيفه او هينة لينة ، لايوجد احد خلال فترة النمو لم يمر بمرحلة المراهقة ،فقط الاختلاف في انه ممكن ان تكون ثقيلة عند بعض الاشخاص وخفيفة عند بعضهم ،ولكن الاختلاف في كيفية التعامل  والتصرف معها وكيف يتعامل اهله معها والمقومات الشخصية تحدد اما ان تكون ثقيلة وصعبة واما ان تكون اقل من ذلك
2/ طريق الحوار والانفتاح مع الابناء ، استمعو ايها الاباء ولنستمع لابناءنا كثيرا لا سيما في مرحلة المراهقه هناك حالات يستشعر الانسان انه لايوجد استماع له ،حتى لو فرضنا زيد من الناس اراد ان يحاور ابنه ، كيف يحاوره ؟ يقول له تعال حتى افهمك تعال لاعلمك انت حتى الان لا تعرف مصلحتك الشخصية عقلك لايزال قاصر عن ادراك المصالح ، هذا ليس حوارا بل يعمق المشكلة ، او احيانا تاتي البنت او الابن للحديث فنجده يستمع على مضض شارد الذهن تفكيره بمحلِ اخر اويلعب بتلفونه اثناء حديث الابن او ماشابه ذلك فهذا ليس حوارا ، حقيقة لابد ان يستمع الاب والام لابنيهما المراهق يعطيا اهتماما لذلك ينظر الى كلامه قصصه قضاياه تطلعاته وتوجهاته ، ماذا يريد ، لا ان يعد الدقائق منتظرا اياه ان ينهي حديثة غهذه اساليب تقطع التواصل بين الابوين وبين الابناء والبنات ، هكذا من قبل الام مثلا قولها لايوجد عندي وقت لسماع كلامك ، كلامك لايفيد ولا ينفع ومن هذا الكلام وبذالك يصبح الامراكثر تعقيدا ، ليستثمر الانسان بشكل اساسي في ابناءه بدلا من استثماره في البورصه وجلوسه في هذه الصالة مراقبا صعود الاسهم ونزولها حتى اربح فيها ولكن انت بهدا تخسر ابنك ليس فقط تخسره ،بل تخسر من الجانب المادي فضلا عن الجانب الروحي والتربوي ،ذاك البعيد تخسر ابنك فلا تستطيع التواصل معه، يخرج فيعمل له مشكلة من المشكلات ومن ثم تذهب لاخراجه من السجن حتى لا يبات ليلة بالسجن انت مضطر لان تدفع مبلغا من المال كفالة له غير الفضيحة ، هذا عندما نحسبها بالحساب المادي من غير الحساب الديني والتربوي والاخلاقي ، الاستثمار في الابناء بالانفتاح  والحوار والكلام والصداقة ، ان يتحدث الاب مع ابناءه كصديق ان يستمع اليهم ان يمتص هذا العنف والشده والحدة عند الابن ويستقبلها ويستوعبها، ويحولها الى قوة ايجابية  .
وفي اثناء الحوار لاينبغي ان يكون هناك املاءات قسم من الناس يتصور بان الحوار ان يجلس مع الابن وينبهه ماذا يفعل ومالذي لا يفعله ، فمثلا ياتي الاب ويقول لابنه ان هذا الزواج الذي تريده لا يحصل الان وانا ارى ذلك ولا اثني كلمتي ، فهل هذا حوار ؟؟ بل هذا مايعقد المشكلة ويزيد من حدتها ،  لو بقيت صامتا افضل لك من هذا الحديث
في الحديث " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت " ان لم تستطع قول كلام جيد ونافع ومعقول فلا تتكلم ، الاملاءات والاوامر في هذه الازمنة غالبا لاتنفع ،فنمط الحياة الذي يعيشه الشباب الانفتاح الاعلامي الكبير الواسع كان له اثارا من ضمنها انه لم تعد هذه الاوامر و الاملاءات نافذة المفعول في كل الاحيان لابد من ايجاد طرق اخرى نافدة اكثر لكي يوجه الابن الى مايراه من الصالح .
3/  اترك مجالا للاختلاف بينك وبين ابنك لا تنتظره ان يكون نسخة عنك،  الاستنساخ في الشخصيات غير ممكن ،  لو اختلف ابنك عنك بمقدار معين ضمن الدوائر الاخلاقية العامة لامانع من ذلك ، تريد ان يلبس مثل لبسك ؟ لايمكن ، ان يتحرك ويمشي كما انت ابن الخمسين ؟ فهذا تكليف امامك يفعله ولكن من خلفك فلا يقوم به ، لابد ان يكون هناك مقدار معين يختلف فيه ابنك عنك دعه يحافظ على القيم العامة واترك له مجالا ان يكون مختلفا عنك لايكون نسخة منك ، ولعل هذا هو المعنى الذي اُريد فيما نقل عن امير المؤمنين عليه السلام نقله في شرح النهج ، تحت عنوان ومن الحكم المنسوبة الى امير المؤمنين " لا تقصرو اولادكم على اخلاقكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"  ليس المقصود من ذلك القيم الاخلاقيه فهي لا تتغير فالامانه في زمن رسول الله حسنة ومطلوبة وفي زماننا حسنة ومطلوبة ، الخيانة في ذاك الزمان مذمومة وقبيحة  وفي وقتنا ايضا مذمومة وقبيحة هذه الاخلاقيات بمعنى القيم لاتتغير ولكن اساليب الحياة طرق المعيشة من الممكن ان تتبدل وتتغير لذلك افسح له المجال في هذه الجهة .
4/ الا تسعى الى المقارنات بينه وبين غيره وهذه من المشاكل التي يقع فيها الكثيرون ، فمثلا انا اريد ان احمس ابني واعاتبه اقول له ليش ماتصير مثل فلان انظر اليه في المدرسه ناجح ودائم الحضور الى المسجد محترم بين الناس يعزي ويهنئ الناس لماذا لاتصبح مثلة ؟؟ هذه المقارنة ضارة الى ابعد درجة مع ان الانسان غرضه ان يحفزه ان يكون مثله لانها تغفل الخصوصيات الشخصية لكل فرد ، فتجد ذلك الذي تحدثت عنه ان اخاه الذي هو شقيقه لا يعمل مثل هذه الامور لان كلاهما له شخصية مستقلة ،على انهما تربيا في بيئة واحدة في بيت واحد من اب واحد وام واحدة ، لكنهما مختلفان هذا تفوق في الدراسه لكن ذاك اتجه للعمل ، هذا عنده حالة اجتماعية منفتحة  ويذهب وراء المناسبات الاجتماعية بينما ذاك عنه حالة اجتماعية منكفئة ، فهل تريد شخصا من اسرة ثانية من جهة ثانيه من بيئة مختلفة  ان يكون مستنسخ منه ، ثم لو ان ابنك فكر بذهنه وقال انت لماذا لم تصبح مثل داك التاجر الفلاني او مثل داك الدكتور فهو ممكن ان يقلب المقارنة عليك حتى لو لم يقلها لك بمجرد ان فتحت باب المقارنه هو سيبدا بالمقارنه ،
فقضية المقارنات هي من الامور الغير حسنة والغير صحيحة ولها اثار سلبيه .
5/ لاتُدخل معادلة الاخرين في حل مشاكلك اوقضايا ابنك مثلا /  ابنك يريد الزواج من العائلة الفلانية ، وهذه قضية واقعية اتصل علي الشاب وقال : انا عمري كذا وضعي المادي جيد اعمل واريد الزواج وعينت الفتاة ايضا ، عرضت الامر على والدتي فتاة متدينة من اسرة متدينه اخلاقها جيدة ، فشهقت امي .كيف تتزوج هذه ؟ ماذا يقول الناس ؟سالتها لماذا ؟؟ قالت لان نحن من العائلة الفلانية في المنطقة الفلانية وهم من اهل القرى ، بالتالي ليست من مقامنا ماذا اقول لاهلي وللناس ان ابني تزوج من هذه العائلة ؟ فكلمة ماذا يقولوا عنا تكون بمثابة السوط تلهب ظهر الوالدين وتلهب ظهر الابناء ، دع الناس تقول ماتقول ، ان قالوا خيرا جزاهم الله خيرا وان قالوا شرا يرتد عليهم ، اما ان احرم نفسي من الزواج ممن اريد وممن احب لان الناس سيقولون كذا وكذا واتزوج من اخرى التي لن يقولون الناس فيها شيئ بذلك تركت الناس وقولهم هو الذي يختار لي ،
مثلا / انا طبيب كبير ابني يشتغل بيده في مكان من هذه الاماكن انا ابني لابد ان يكون طبيبا ماذا يقول الناس عني ؟ ماذا يقول زملائي عني ؟ هذه المعادلة معادلة غير صحيحة ، هذا الابن فرضا لايحب الدراسة لايحب الطب لايستهويه هذا المجال ، فليقل سائر الاطباء مايقولون هل انا اتركهم ان يعينون مسار ابني ؟؟ واعمل مشكله معه لهذا الغرض ؟؟ هذا ليس صحيحا ، فلا ينبغي الاعتناء بهذا الجانب كثيرا وليكن الموضوع بينك وبين ابنك مايصلحه ومايرتاح اليه في نفس الوقت، فليقل الناس مايقولون لاتقارن قدر الامكان ولا تجعل الاخرين هم المقياس .
5/ اترك مجالا للتراجع في الاخطاء ، نفترض ابنك عمل شيئا انت لست مرتاحا له ،مثلا انتخب تخصصا انت لاتريده،  فكر ان يتزوج من عائلة انت لاتحب هذا الامر ، عمل في مجالا انت تفضل غيره الى غير ذلك من الامور ، تارة يستشعر الاب او الام ان هذا تحديا اما ان ترجع عن هذا الامر واما لا اعرفك ولا تعرفني ، اما ان تستجيب واما ان تخرج من البيت ، وتارة يترك مجالا للعودة ، اخطأ خطاأ دعه يتراجع وينسحب افسح له المجال ،نجد مثلا ا بالجيوش حال هاجم جيش جيشا اخرا ، فالمهاجم لا بد ان يكون ذكيا فيجعل لذاك الجيش مجالا للهرب والهزيمة من الغلط ان يحيطه من كل الجهات لانه ان حاطه فداك الجيش سيستأسد ويستبسل فهو مقتول مقتول فدعني اقتل بقدر مايمكن ، وربما ارتد على الجيش المهاجم وهزمه وهذا له شواهد تاريخيه كثيره لكن اذا ترك له مجال للهزيمة والفرار فذاك الجندي يقول لماذا اترك نفسيي للقتل دام ان هناك مجال للتراجع فاذهب للانهزام وبذلك يتحقق غرض الجيش المهاجم وهو هزيمتهم ،، هنا  ايضا اترك مجالا اترك فرجة ، ثغرة لهذا الابن لتلك البنت ، لاتجعله في زاويه اما هكذا واما لا ، اما تنقض ماغزلته واما ان تخرج من البيت ، لا اعرفك ولا تعرفني ، بعض النساء تقول { لبني حرام عليك } وهذا من كيفها ، هناك حديث عن امير المؤمنين عليه السلام " اذا عاتبت الحدث اي {حدث السن بين 12 13 سنه اكثر او اقل } فاترك له موضع من ذنبه لألا يحمله الاحراج او الاخراج مروية بالطريقين على المكابرة ،، ابنك فعل شيء اخطأاتخذ قرار خاطأ اترك له موضع اترك له خيار لا تحاصره من كل الجهات لاتجعله مكسر عصاة اما كذا والا فلا ، لماذا ؟؟ لانك لو فعلت هذا الاخراج او الاحراج الذي مارسته في حقه ، هذا الاخراج له من حياتك من بيتك من تحت رعايته فهذا يحمله عللى المكابرة ، فهو في مرحلة عناد وتمرد والتهاب عواطف فانت الحكيم الذي مرت عليك سنوات من العمر ومررت بهذه التجارب ، ينبغي لك ان تتعامل معه بحكمة ، فهو يتعامل معك بانفعال بردود فعل قوية غير محسوبة ، فانت ان اصبحت مثله فما الفرق بينك وبينه ؟؟ فانت ابن الخمسين مثلا الذي مررت بهذه التجارب لاينبغي ان تحرجه في هذا الجانب وتضغط عليه فهذا  امرا ليس صحيحا .
بعض الاسئلة من الحضور :
س / كيف اجعل البيت مكانا مناسبا لابني في هذه المرحلة ليقضي اطول وقت فيه ؟
ليس مطلوبا ان يبقى الابن فترة اطول داخل البيت ، من يقول ان البيت دائما هو افضل من غيره ؟؟ نفترض لو انني وجدت له وساعدته على تكوين رفقة طيبة واصدقاء جيدين يقومون بنشاطات اجتماعية حسنه فبقائه في البيت غير مناسب اصلا بالاساس هذه الفترة ليست فترة البقاء بالبيت ،الخوف هو ان يكون خارجا قد يلتقي برفقة غير حسنة فيميل معهم الى اللهووالعبث وامور غير حسنه ، ولكن لو ساعدته ان يسعى في تكوين علاقاته مع الاخرين اي يدخل على الخط ، هناك طرق مختلفة ، بحيث يشوق ابنه الى زيد من الاصدقاء ، ويقرب هؤلاء منه وياخذه ويعينه في التحاق باحد المجموعات بالتالي ستكون هذه الرفقة مامونة ، في بعض الاحيان قد تكون رفقة مجموعة شباب المسجد مثلا اذ كانت لديهم نشاطات واعمال اجتماعية وتوجهات علمية  ،  الى غير ذلك فهذه رفقة طيبه دعه يذهب ليس شرطا ان يبات في المنزل
نحتاج الى ان نفكرهل البيت هو الانسب للبقاء او لا ؟؟ فالانسب هو ان يكن مع جماعة يعينونه على طريق الفضيلة وعلى اجتياز هذه المرحللة بشكل جيد ، اذا لم يستطع  الانسان في ذالك ياتي دور البيت او العلاقات العائلية ، ذلك الوقت كل ماينفق الاب من وقت داخل البيت ينتتج ذالك الامر ، اي يحول الاب بيته الى مكانه المفضل ، اما ان اتصور مثلا ان احضر للبيت بعد العمل وان اخرج مع اصدقائي بس هذا الابن يبقى في البيت فهذه معادلة معكوسة حتى لو اطنبت في مدح البيت ، فمثلا يقولون في التربية التربية القدوة والنظر اكثر من التربية باللسان والكلمة ، فهذا الابن يرى لوكان البيت فعلا واحة استقرار ما كان والدي طوال وقته خارجا ،وبرامجه خارجا
فالامر الاول في تقديرنا / الافضل ان يوفر الشخص الحالة الطبيعية من العلاقات الاجتماعية لان البقاء في البيت ليس الخيار الاول فهذا يكون درجة ثانيا ، وهنا لابد ان ينفق الاب مقدار من وقته يوجد اشياء مشتركة بينهما سواء امور عمليه ام حديثا اوماشابه ذلك بحيث لو جاء الابن لايقول انني مللت لا اعرف ماذا اعمل لا بل عندي شيئا انشغل به .
س / كيف امنع ابني المراهق من مرافقة ابناء السوء ؟ المسألة ليست سهلة كثيرا مايلحظ الانسان انه يربي ابنه في البيت بشكل جيد حتى اذا ذهب الى المدرسة بدأ من الصف السادس او الخامس فصاعدا فجوُ المدرسة في كثيرا من الحالات جوا غير جيد يلتقط كلمات غير حسنة وسلوكيات غير جيدة ، في هذه الجهة اذا استطاع الاب من البداية ان يعينه على تكوين حلقة اصدقاء فهذا جيدا بدأ من الابتدائي او حتى فيما بعد، وان لم يستطع اقلا ان ينبهه ان كان يعرف اشخاص بخصوصهم غير جيدين فالاب يجب ان يكون حازما بلين ،ان فلان وفلان بحسب المعلومات عنهم ان سيرتهم غير حسنة وانا لا يعجبني ان ترافقهم  ، فيكون الانسان واضحا اذا كان هناك اشخاصا معينين وبالفعل يكون بالفريق فلان محقق عنه انه شخص غير جيد في هذه الجهة فلا نجامل فانا لايعجبني ان تذهب معه وترافقه وتسايره وبالتالي يحاول ان يعوضه اما بصداقات داخل العائله او من ضمن الفريق من جهات اخرى .

نجد من الاشياء الجيدة التي رايتها في بعض الدول الاسلامية  وهي تحريك المسجد خارج اطار المحدود ، غالبا المساجد لها دورا محدود وهي صلاة الجماعة واداء المناسبات الدينية ، احد المفسرين المعروفين شيخ محسن قرائتي وهو مفسر متقن ، فقد كُلف بمؤسسة اطلقو عليها مؤسسة اقامة الصلاة لهم اكثر من 25 سنة ،عندهم مجموعه كبيرة من الاقتراحات فيما يرتبط بالمساجد قرات قسم منها فوجدت القسم الذي يرتبط  بتشكيل حالة اجتماعية في المساجد فهو يحمي الشباب ، اي ان يكون في المسجد اكثر من نقطة جذب لمختلف المستويات العمريه ، فلا يكون مثلا ان تفتح المساجد قبل الصلاة بنصف ساعة وتغلق بعهدا بنصف ساعة ، لا بل تتحول الى مكان اجتماعي وكما كان في عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم فقد كان المسجد مكان الحكومات  والاجتماعات واخبار الناس ، فلو كان بالامكان ان نفعل دور المسجد بهذا المعنى نبدأ مثلا بالدراسه ان يكون هناك دروس تقوية مثلا لمختلف المستويات ناخذ من شبابنا المعلمين في مختلف المجالات لو ساعة في الاسبوع لتدريس المنهج المقرر فبهذه الطريقة نكون جذبنا مجموعة من الطلاب الى هذا المكان ، فالمسجد كبناء يعطي طاقة ايجابية ما بال ان كانت توجد فيه مثل هذه التوجيهات ،نجد ان الناس الحاضرين في هذا المكان  بطبيعة الحاضرين ان يكون لديهم شيء من الاستقامة والتوازن الديني ، كذلك ممكن ان يكون يوم مخصص يحضر فيه شخصا لقياس السكر  ، مثلا عمل زيارات للمرضى ، عمل تكريم لجماعة من المتفوقين في المسجد ، كذلك عمل مساعدة لجماعة من الطلاب يحتاجون الى مساعدات دراسية او اجتماعيه
اذا استطعنا جذب هذه المجموعه الشابة من عمرالابتدائية الى نهاية الثانوية واقمنا لهم برامج مختلفة ومتنوعه بين تشجيع وتعليم وتدريب وعلاقات اجتماعيه بالتالي استطعنا تحريك المساجد في مختلف الاتجاهات تدريجيا والتي تنفعنا في تربية الشباب .

 

مرات العرض: 3398
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2559) حجم الملف: 56158.41 KB
تشغيل:

العقل عند الامام علي : تنميته وآثاره
نساء خالدات في الأديان لسماوية 11