ماذا جرى على فاطمة عليها السلام ولماذا ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 6/6/1436 هـ
تعريف:

ماذا جرى على فاطمة عليها السلام ؟

 

 

تفريغ نصي الفاضلة نور المجتبى

تصحيح الأخ الفاضل أبي محمد

 

   روي عن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ( كأني بها - اي فاطمة - وقد دخل الظلم بيتها والذل دارها فتستغيث ولا من مغيث وتستجير ولا من مجير) .

   وعن أمير المؤمنين سلام الله عليه أنه قال: ( وستنبئك ابنتك بتضافر امتك على هضمها فاستخبرها الحال واحفها السؤال فكم من غليل معتلج في صدرها  لم تجد الى بثه سبيلاً ) .

 وعن فاطمة سلام الله عليها انها قالت فيما ينسب إليها من الشعر: 

 

صُبـّت عليَّ مصائب لو أنها             صبت على الأيام صرن لياليا

 

   وعن سيدنا أبي محمد الحسن الزكي مخاطباً المغيرة: ( وأنت ضربت فاطمة بنت رسول الله حتى أدميتها وألقت ما في بطنها استذلالاً منك لرسول الله ومخالفة منك لأمره وانتهاكاً لحرمته).

   وعن سيدنا جعفر بن محمد صلوات الله عليهما أنه قال: عندما أُسري بالنبي الي السماء قيل له: (وستمتحن في مواضع وأما ابنتك فتظلم وتُحرَم ويؤخذ حقها غصباً وتضرب وهي حامل) .

   وعن سيدنا أبي الحسن الكاظم عليه السلام،انه قال: ( قال النبي: فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي فمن هتكه فقد هتك حجاب الله ثم بكى موسى بن جعفر وقال ثلاثا: قد والله هتك  حجاب الله) .

   وعن سيدنا أبي الحسن الرضا عليه السلام، و قد استدعى ابنه الجواد فوجده ينظر الى السماء مفكرا طويلا ،  فقال: فيما تفكر يا بني ؟ قال: أفكر فيما صنع بأمي فاطمة...)

 

   هذه الكلمات المتفرقة وهي على سبيل الاستشهاد لا الحصر تبين لنا جانباً من اهتمام المعصومين عليهم السلام  بذكر مأساة فاطمة الزهراء عليه السلام ومصيبتها وما جرى عليها والتذكير بذلك.

  قبل وقوع هذه الحادثة كما نرى ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الإمام الصادق عليه السلام الذي يتحدث عن أن موضوع مصيبة الزهراء كان من جملة امتحانات ربنا سبحانه وتعالى لنبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وآله

  وهكذا الحال في حديث الامام موسى بن جعفر عليه السلام الذي نقل حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وآله أن باب فاطم هو باب رسول الله و بيت فاطمة هو بيت رسول الله وأنه يشير في ذلك إلى قول الله عز وجل ( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم )[1] هذا الاهتمام الواضح والصريح في  ذكر مأساة الزهراء عليها السلام وما سيصيبها من الاذى والالم، استلمه ايضاً شعراء أهل البيت عليهم السلام، فصوروه شعراً كثيراً وربطوا بين المصائب والمشاكل التي حلت في الامة فيما بعد والمآسي التي جرت على آل البيت عليهم السلام  فيما بعد وأهمها قضية الحسين وعاشوراء.

تشابه ما جرى على الزهراء عليها السلام وما جرى على أبنائها:

   ذكروا أن هناك ارتباطاً بين ما جرى على فاطمة سلام الله عليها وما جرى بعد ذلك على أبنائها وذريتها  بل وعلى عموم المؤمنين ولاسيما في كربلاء، ويصور ذلك  الأمر ما قاله الشاعر:

لولا سقوط جنين فاطمة لما                 اودى لها في كربلاء جنين

وبكسر ذاك الضلع رضت                 أضلع في طيها سر الإله مكين

وكذا علي قوده بنجابه                     فله علي بالوثاق قرين

وهذا الأمر ليس غريباً فإن الخلل لا يتسع ولا يلاحظ ولا ينظر الى شناعته الإ بعد مرور أجيال.

 

     الحسابات الخاطئة بوادر نذر كارثية:

   تعلمون أن الميلان الموجود في برج بيزا في إيطاليا . والذي يشكل خطورة فيما ذكروا، إنما كان على اثر حساب هندسي خاطئ[2] ربما تقاس بالدرجات البسيطة عند الانشاء ، ولكن مع امتداد الزمن ومع مرور الأيام  تبين هذا الخلل واتضح هذا الميلان وهذا الاعوجاج .

    كذلك في أيام فاطمة عليها السلام ربما لم يتبين للجميع  مقدار الخلل الذي سيطرأ على  الأمة ولكنها هي أخبرت صلوات الله وسلامه عليها  ( أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً وذعافاً مبيداً هناك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الأولون )  يعني الآن الفتنة والانحراف انعقدت نطفته، مثل ما تلقح الناقة فاذا لقحت وانعقدت النطفة، ينتظر النتاج، ينتظر الوليد ما هو ذلك الوليد؟ تقول بدلاً ان تحتلبوا الإبل التي تحمل بالتدريج ويمتلىء ضرعها لكِي تعطي وليدها فيما بعد، تقول لن يكون النتاج هذا لبناً سائغاً، وإنما سيكون سماً ودماً تتجرعه هذه الأمة ، ولقد صدقت صلوات الله عليها

 

   من هو إمام الزهراء عليها السلام التي يتوجب عليها مبايعته؟

   فإذن هناك اهتمام كبير وواسع من قبل المعصومين عليهم السلام في حفظ هذه القضية- مأساة الزهراء عليها السلام - وفي الإشارة إليها وفي التذكير بها لها آثار كبيرة لا تزال إلى الآن قائمة، ولا تزال كذلك ايضاً ولعل هذا أخرجها من كونها قضية تاريخية محصورة في زمانها ومكانها وأشخاصها إلى خط يُميّز به بين الحق وبين الباطل، ولهذا كانت مفتاحاً لكثير من القضايا مفتاحاً للسؤال العقدي، فعندما يتفق المسلمون مثلاً في كتبهم  الحديثية على حديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه او لم تكن في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية) .

وهذا من كثرة طرقه، وتواتر أسانيده، لا يحتاج إلى حديث للبحث عن سنده لشهرته عند الفريقين، ولكونه على وفق القواعد أيضاً في قضية الزهراء عليها السلام يفتح سؤالاً وهو:

هل أن فاطمة عليها السلام عندما استشهدت كان في عنقها بيعة لإمام الوقت الحاضر أم لا ؟ هل بايعت الخلافة وأشخاصها أم لم تبايع؟ . فإان لم تبايع بمقتضى الحديث المروي من الطرفين معنى ذلك والعياذ بالله انها ماتت ميتة جاهلية.

فلم يثبت بيعتها لأشخاص تلك الخلافة، فلماذا  لم تبايع؟!

هل هو عدم معرفة منها ؟ أو قلة تَدَيّن في شخصيتها ؟ أو أنها لا ترى هذا الحاكم أهلاً للبيعة لاسيما وأنها ماتت وهي واجدة عليه وغاضبة منه، وبالتالي هذا يفتح سؤال عقائدي مهم في مشروعية ليس الخلافة التاريخية فقط وانما في مشروعية ما تأسس على هذه الخلافة وهذا من الامور التي التفت إليها عدد ممن يناظر في أمور الخلاف العقائدي والمذهبي.  فقالوا : أنه لا ينبغي البحث أثناء النقاش المذهبي أن يكون البحث في المسائل الفرعية مثل  الجمع بين الصلاتين ومثل النكاح المنقطع وأمثال ذلك.

النقاش والبحث ينبغي أن يكون في المسألة الأصلية .

 

هل فاطمة  عليها السلام بايعت او لم تبايع ؟؟

إن لم تبايع والحديث يقول مات ميتة جاهلية.

كيف تكون سيدة نساء العالمين وسيدة نساء الجنة وهي المقربة من أبيها ذلك التقريب ومع ذلك لا يكون عليها إمام ولا تكون في عنقها بيعة.

 

إذن يتبين أن هذا الطرف لم يكن أهلاً للبيعة، ولم تكن بيعته مشروعة من الله عز وجل  فهي تفتح سؤالاً عقائدياً مهماً في أصل مشروعية هذه المدرسة  التي تأسست على هؤلاء الاشخاص ، فهي  تأسست على مشروعية ما حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واعتبرت أن هذا هو الإسلام وهذا هو الدين، فإذا كان عمل فاطمة عليها السلام في ذلك الوقت يسلب هذه المشروعية، فينبغي أن يكون ما تأسس عليه أيضاً فاقداً للمشروعية.

هذه القضية الى الآن لا تزال تملك زخماً عاطفياً منقطع النظير. بمعنى أن هناك مجموعة ظروف توفرت في قضية الزهراء عليها السلام جعلتها ساخنة وشديدة التأثير في القلوب كالجانب المأساوي .

   فاطمة الزهراء عليها السلام في موقف استثنائي في التاريخ:

   تصور فتاة عمرها ثمانية عشر عاماً ولدبها أربعة من الأبناء،  وهي عزيزة أبيها إلى تلك الدرجة التي يقول فيها النبي صلى الله عليه وآله ما قال، ولتوها فقدت أباها رسول الله صلى الله عليه وآله وهي لا تزال تعيش آلام المصيبة، فالشاب ربما خلال شهر من الزمان إذا فقد أباه عادة يتجاوز الحالة العاطفية الشديدة، وينتقل منها إلى الحالة  العملية وممارسة الحياة، لكن المراة يصعب عليها ذلك إلى ثلاثة أو أربعة أشهر وأكثر من ذلك فلا تستطيع أن تخرج من هذه الحالة.

   فاطمة الزهراء (ع) فقدت اباً ليس أي أب، وإنما ابٌ كرسول الله صلى الله عليه وآله وهي في هذه الأثناء أيضاً حامل مقرب فبعض الباحثين يتوقع أن يكون المحسن الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله بالمحسن قبل مجيئه.

   إذن هي امرأة حامل، ثاكل، مصابة بأبيها، وامرأة ايضاً حرمت شيئاً من حق كان قد أُخذ منها - فدك كانت بيدها- وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: ( بلى كانت في أيدينا فدك ) واليد عند الفقهاء علامة الملك، وهب رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة فدكاً في السنة  السابعة للهجرة وبالتالي اصبحت في يدها مدة ثلاث سنوات وأشهر إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله، ولهذا هي في البداية أقامت بتخطئة الخلافة إذ أقامت شهوداً على ملكيتها، مع أن اليد علامة على الملكية، فلما لم يقبل جهاز الحكم بذلك، سلكت طريقاً آخر ( يسألونك عن الانفال قل الانفال لله وللرسول)[3] إذن هذه تكون ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وآله فاذا توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وآله تصبح ميراثا لأهله، فأنا الوارثة الوحيدة الباقية على قيد الحياة من أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وبناته.  

   فأخذ منها الخليفة ما ورثته،  فاجتمع عليها فقد الأب وكونها ثاكل به وهي حامل وسلب حقها ايضاً، وفوق ذلك اقتحمت دارها وأسقط جنينها، كل هذه الظروف تجتمع لكي تجعل هذه المصيبة ساخنة شديدة التأثير.

   بنور فاطمة اهتديت:

   أحد الذين انتهجوا منهج اهل البيت عليهم السلام  كتب كتاباً اسمه (بنور فاطمة اهتديت) وهو للكاتب عبدالمنعم حسن، انقل بعضاً من كلماته:

   يقول: ما كنت في وادي الحديث والاهتمام بقضية المذاهب ولا أعرف شيئا عنها إلى أن سمعت تسجيلاً لأحد الخطباء من أبناء الامامية يقرأ خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام ولأول مرة أسمع هذه الكلمات، حيث نفذت هذه الكلمات الى أعماقي كالسهم ففتحت جرحاً لا أظنه يندمل بسهولة ويسر، غالبت دموعي وحاولت منعها من  الانحدار ما استطعت ولكنها انهمرت وكأنها تصر ان تغسل عار التاريخ في قلبي، فكان التصميم للرحيل عبر محطات التاريخ للتعرف على مأساة الامة، وتلك كانت البداية لتحديد هوية السير والانتقال  عبر فضاء المعتقدات والتاريخ مع الميل إلى الدليل، . وأضاف يقول عندما سمعت هذه الفقرة من خطبة الزهراء ( وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ،أفلا تعلمون ؟! بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته، أيها المسلمون أأغلب على ارثيَّ ؟ يا ابن أبي فلان أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي، لقد جئت شيئا فريا، افعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول  (وورث سليمان داوود)[4] وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا ( يرثني ويرث من آل يعقوب )[5] وقال (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله )[6]  وزعمتم ان لا حظوة لي ولا إرث لي من ابي ، أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم تقولون إنا أهل ملتين لا يتوارثان، أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة - يعني تتهمونني بالكفر في هذه الحالة حتى لا أرث - أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي فدونكها مخطومة مرحولة - يعني مجهزة تامة الجهاز-  تلقاك يوم حشرك ونشرك ، فنعم الحكم الله والموعد القيامة والزعيم محمد).

 

أين قبر فاطمة الزهراء؟ لماذا لم يعرف قبرها؟  لماذا لم يشهد المسلمون جنازتها؟

    من بقايا هذه المظلومية والمأساة شيء تفوق فيه على مأساة الحسين عليه السلام، وذلك من خلال اصرار أئمة أهل البيت عليهم السلام وتوصية منهم  لاتباعهم أن لا يعلن قبر فاطمة الزهراء عليها السلام وهناك اصرار في الطرف المقابل على اكتشاف هذا القبر.  لماذا ؟ 

   أنا كنت أتساءل منذ مدة لماذا عندما علم القوم أن علياً عليه السلام قد دفن فاطمة ليلاً بناء على وصيتها ولم يخبر اهل الخلافة بذلك، بل ولم يخبر عامة المسلمين لماذا وصيتها كانت هكـــذا؟!

   فأولئك  كان عندهم اصرار على معرفة قبر فاطمة إلى الحد الذي ينقل المؤرخون خرجوا إلى البقيع لكي يفتشوا عن قبر فاطمة عليها السلام ويحفروا بعض القبور الجديدة ،لماذا هذا الاصرار؟  يعني جاء رجل ودفن زوجته ما شأن الآخرين في ذلك حتى يعرفوا قبر زوجته؟ ما الذي يهمهم في الأمر ؟ ولماذا قاوم أمير المؤمنين عليه السلام هذا الأمر؟ فكما ورد في التاريخ عندما سمع علي عليه السلام بذلك قيل أنه أخرج سيفه وجاء إلى البقيع وقال إن كشف قبر سقيت الأرض من  دمهم.

   إذن لماذا هذا الإصرار من ذاك الطرف على معرفة القبر واكتشافه مع أن قبر امرأة دفنها زوجها بناء على وصيتها؟ ولماذا هذا الإصرار من علي عليه السلام لمقاومة ذلك لدرجة الدخول قي معركة لو تم هذا الأمر؟!

 فيما بعد بدا لي نظر - والله العالم - إن كان صائباً ، أن سؤال قبر الزهراء عليها السلام إذا عُرف المكان انتهى هذا السؤال وانتهى ما بعده .

 

   فأنت ترى الآن أن لا أحد يسأل عن موقع قبر أمير المؤمنين عليه السلام وما هو السبب في ذلك ولماذا دُفن في هذا المكان وكذلك السؤال بالنسبة لقبر الإمام الحسين عليه السلام. لكن إذا جُهل القبر تعمداً ولم يعرف مكانه، ولم يخبر عنه أحد حتى مع من قام بدفنها مع علي عليه السلام - يعني الستة أو السبعة أشخاص - من خُلَص  الأصحاب، نحن نعتقد أنه كان هناك أمر صارم لهم من علي عليه السلام أن لا يخبروا عن مكان القبر ابداً، لأنه عندما يبقى القبر مجهولا سيبقى شاهداً وشاخصاً دائماً على مظلوميتها. فمظلوميتها تفتح سؤال عن مشروعية كل تلك  المدرسة، هل هذه المدرسة مدرسة مشروعة؟ ليس فقط الخلافة بل كل المدرسة وما تأسس عليها؟  

لماذا دفنت الزهراء سراً؟ لماذا لم يعرف قبرها؟ هل الزهراء عليها السلام شخصية عادية بحيث يُجهل مكان قبرها ويصبح قبرها كسائر القبور المجهولة؟

   أو لا هناك تعمد في الاخفاء وهناك محاولات حثيثة في الإظهار، إذا ظهر قبر الزهراء عليها السلام انتهى السؤال، لا أحد يسال لماذا قبر الزهراء عليها السلام في البقيع كسائر قبور صحابيات رسول الله صلى الله عليه وآله وسائر قبور المسلمين.

   قد يدفن الإنسان في بيته كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينتهي السؤال بهذا المقدار، اما ما دام هذا الأمر موجود فيعني أن السؤال لا يزال قائم.

 

   أين قبر فاطمة الزهراء؟ لماذا لم يعرف قبرها؟  لماذا لم يشهد المسلمون جنازتها؟  سؤال يجر سؤالاً إلى أن يصل إلى سؤال المشروعية الكبير بالنسبة الى هذه المدرسة.

   الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تأخر كشف قبره تخوفاً وتحوطاً من الخوارج، وأما باقي أئمة أهل البيت عليهم السلام فمن البداية عُرفت قبورهم وندب إلى زيارتهم أما قبر الزهراء عليها السلام فيبقى السؤال قائماً و دائماً ليفعل فعله ويؤثر أثره في الأجيال القادمة.

   فيبقى محل هداية واضحة بالنسبة إلى الأجيال القادمة، قد يكون من الصعب أن  تفتح باستمرار حوارات عقائدية ولكن عندما يكون هناك شيء هو يثير السؤال تلقائياً ويذهب للسؤال للحصول على إجابة.

    هذا الرجل يقول: بعد استماعي للخطبة تساءلت ما القضية ؟ ولماذا هذا المقدار من الحزن عند فاطمة؟ ولماذا هذه الخطبة النارية العاصفة؟

   فذهبت أبحث فوجدت أن التاريخ قد غُيّب عنا بشكل واضح ومُر عليه مروراً هكذا. هذا الأمر سيبقى أحد الشواخص الكبرى على انتفاء مشروعية الخلافة وما يتبعها من أمور، وأظن أن أتباع الخلافة أيضاً فهموا هذا الأمر لذلك كان عندهم اصرار عن معرفة مكان قبر الزهراء عليها السلام ولملمة القضية.

 

[1] ) سورة الاحزاب آية : 53

[2] ) حيث لم تحسب صلابة التربة المقام عليها من كل الجوانب وكانت في أحد الأطراف أكثر رخاوة .

[3] ) سورة الأنفال آية :1

[4] ) سورة النمل آية :16

[5] ) سورة مريم آية :6

[6] )) سورة الأنفال آية: 75

مرات العرض: 3385
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2580) حجم الملف: 46033.11 KB
تشغيل:

شخصية الامام الحسن وتشويه المستشرقين
الرحمة المطلقة في مجتمع القسوة