أبو سعيد الخدري على منهاج النبوة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 24/9/1435 هـ
تعريف:

أبوسَعيد الخُدْريّ على منْهاج النبوّة

كتابة الأخت الفاضلة نجاح المسلم

تصحيح الأخت الفاضلة أم علي الحمود 

   (بِسْم الله الرحْمن الرحيمْ)
✍🏻 روى أبو سَعيد الخُدريْ عنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ :(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُبْغِضُنَا أهلَ الْبَيْتِ أحدٌ إِلاَّ أَدخَلَهُ اللَّهُ النار) صدق سيّدنا وموْلانا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم.
✍🏻يتناوَلُ حديثُنا أحد أصْحاب رَسول الله (صلى الله عليه وآله) ،ويُعَد من السّابقين الَّذِين  رَجَعوا إلى أميرْ المؤمنين الإمام علي عليه السّلام، ومنْ الَّذِينَ وُصُفوا في أحاديث أهلْ البيْت سلام الله عليهم بأنّهم لم يُغيروا ولَم يُبَدلوُا ذلك الرجل وهو (سَعدْ بن مالك) والمعروفْ بأبي سَعيد الخُدريّ الخزرجي الأنصاري المدني. اشتهر هذا الرّجل بكنيته حتى عادتْ كأنها اسماً بالنسبة  له. تلك الكُنية هي أبوسعيدْ ولقبُه الخُدريّ وهو كما يُعرف في كتبْ الحديث وفِي تراجم الصّحابة بأنه من المكثرين من الأحاديث ومن فقهاء الرواة ،تُوفي في سنة  ٧٤ هجرية، في زمان الإمام زين العابدين (عليه السّلام) ،وكانَ عُمره في ذلك الوقتْ قريباً من ٨٤ سنة.

شهادة والده في معركة أحد
✍🏻بداية ذكره كانتْ في قضيّة الإسْلام فنلتقي بهذا الشابْ الصّغير الّذي كان في غزوة أُحد، وكان عمره آنذاك ١٢ سنة وقّدمه ابوه مالكْ الَّذِي كان واحداً من المسلمين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكي يقبَله كمُقاتلْ  في جيشْ النبّي في غزوة أُحدْ، وحيث أن عمره كان صغيراً، وربما أيضاّ حجمه لم يكنْ مُساعداً على ذلك، فقد ردهُ النبّي(صَلى الله عليه آله) وأرجعه.
✍🏻 كان أبوه مالك يُرِيد إقناع النبّي(صَلى الله عليه وآله) بقبوله في القتالْ فقال له: إنه عبل العظام(يعني عظمته خشنة وقوية وعريضة) فدعهُ يقاتلْ لكن النبي (صَلى الله عليه وآله) لم يشأ أنْ يصحبه إلى هذه المعركة وكل من يتقدم لاسيما بالنسبة إلى صغار السّنْ فنزل هذا الشاب الصّغير عند أمر رسول الله ولَم يشهد أحُداً.
✍🏻 فشهدَ أبوه المعْركة وقاتلَ فيها واستُشهد فيْ تلك المعْركة. وعندما رَجع النبي (صَلى الله عليه وآله) ومعه المسْلمون بَعد ما جَرى من الأحْداث في غزْوة أُحُد، كان أبو سعيد ذلك الابن ينتظر رجوْع والده. رجع المقاتلون المسلمون، فجاء النبي (صَلى الله عليه وآله) ورآه، فقال له أنت سعد بن مالك؟ قال بلىَ: فقال لهُ عظم الله أجْرك بأبيك فإنه قد استشهدْ.
✍🏻أول ما تمّ ملاحظته هيَ مُساهماتْ أبو سَعيد الخدْريّ فيْ قضيّة الإسْلام وفِي التحرك الإسْلامي زمان رَسُول الله (صَلى الله عليّه وآله) فبدأ منْ غزوَة الخنْدق وشاركَ معَ رسول الله(صَلى الله عليّه وآله) في أربعة عشرَ غزوة وسريّة حتى أصْبحَ مجموعْ الأعمال العَسكريّة التيْ اشترك فيها هذا الشابْ بعْد غزوة أُحدْ هي أربَعة عشرة موقعة وَحادثة عسْكرية.

مقبول من المدرستين
✍🏻 أبو سَعيد الخدْريّ هو أحدْ الصّحابة الَّذِين تقفْ منهم المدرستان موقفاً إيجابياً وهذا قليل بالنسبة إلى بقيّة الصحابَة. والمقصودْ أن موقفْ مدرسَة الخلفاء تجاه أبي سعيد الخدري هو موقفٌ اعتيادي أيّ مَوجود تجاه كل الصَحابة. كما أن هذا الرّجُل حمل علماً عنْ رسُول الله صَلى الله عليّه وآله (وإن كان لنا ملاحظة في هذا الجانب!) وهي أن مجموُعْ ما نقلهُ البُخاريّ فيْ صَحيحه عنْه كما ذكر أحدْ المترجمينْ له كان ٦٦حديثاً.
🔸وللإنسان أنْ يتأمّل هنا كيفيّة انسجام هذا النقلْ وهذا الإحصاء والعدد معَ القوْل والتوصيف له، وهو أنهُ  كانَ من الرّواة المُكثرين ومن فقهاء الرواة فلا يُعْقل وجودْ شخص بستة وَستين حديثاً فَقِيهاً ولا يُعتبر مُكثِراً بهذا العدد. أيّ أنه من المُفترض على المُكثر أنْ تتجاوز أحاديثه الألف من الأحاديث. فلا ينْبغي لمثل هذا الشخْص والذي حَفظ 66 حَديثاً أنْ لا يعتبر مُكثراً بلْ يُكتفى بقوْل أنه راوي!
🏻الكثير منْ الرّواة المكثرين لديهمْ هذا العدد وهو ٦٦حديثاً فليس مفروضاً تخطيه الألف حديث لتتم مُقايسته. على سبيلْ المثال، أحاديث أبي هُريرة تتجاوز الخمْسَة آلافْ وأبي سعيد الخدريّ ستة وستينَ حديثا إذنْ لا توجدْ أيّة ثغرة للمُقارنة بين العددينْ لاعتبار كلاهما مكثرَاً في الحديث.
✍🏻 أبو سَعيد الخدْريّ هو أحد الرّواة الفقهاء وهم يختلفونْ عنْ سائر الرّواة. فبعض الرّواة جلسَ مع النبّي (صَلى الله عليّه وآله) وسَمع منه مجموعة من الأحاديث والآخر كان مُصاحباً له في الطريق و سمعَ منه في المسْجد بعد صلاته وآخر سمعَ خطبْ النبّي (صَلى الله عليّه وآله) في المعركة. إذن الراوي هو من سمع كلاماً من رسول الله (صَلى الله عليّه وآله) .
🔸لكي يُعد الراوي فقيهاً يحتاج أن يمتلك عدة أمورْ وهي كثرة رواية الحديثْ والمعرفة  بدلالة هذه الرواياتْ. فللإنسان أن يتأملْ في مثل هذا الموضوع كيف كانَ أبوسعيد الخدريّ وهو واحدْ من  المعروفين بكثرة الرواية إلا أنه لم يُنقل عنه فيْ بعضْ الصحاَح إلا بمقدارْ ستة وستينَ حديثاً؟
أحد الأجوبة على ذلك هو التأمل فيْ نمط أحاديثه، فنمط أحاديثه ومَضامينها التي رواها لعلّها تكون سبباً مباشراً في قلة النّقل عنه على الرغم منْ إكثاره منْ رواية الحَديث وعنده أحاديث كثيره حدّث بها أيضاً ولعلّ بعد نظره فيْ مضامينْ الأحاديثْ يجعله يتريّث عن نقلها وهذا يأتي بنوعْ من التتبعْ.
✍🏻أبوسعيد الخدريّ وقعَ محلاً للثناء مِن قِبل عدة أئمة من أئمتنا المعصومين(صلوات الله عليهم) وأحدهم كان الإمام زينْ العَابدين (صلوات الله عليّه). وقد وردَ عن الإمام زينْ العَابدينْ حديث  "إني لأكره أن يعافى الرجل في الدنيا ولا يصيبه شيء من المصائب" بمعنى أن لا يتعايش الإنسان منْ غير أن يكونْ مُبتلى من قبل الله عز وجلْ ولا يصيبه أَذًى أو مَرَض فهذا شيء غير مستحسن للإنسان.
🔸ومن بابَ الاستشهاد على حديثْ المعَصوم صلوات الله عليه (فإن أبا سَعيد الخدريّ كان مُستقيماً واشتد به النزع ثلاثة أيّام حتى قضى نحبّه). والشاهد على كراهة أن ألا يكون عند الإنسانْ ابتلاء و أَذًى وتعب فإن الإمامْ (عليه السلام) يقول :أبوسَعيد الخدريّ قد طال النزع به أيّ عندما يكون الإنسان في حالة الاحتضار ،فإنهُ يتأذى كثيراً من خروج الروح. فإذا كان ذلك  الأمر  وانتهى بسرعة فإن الإنسان في راحة إلى حد ما ،أما اذا طال عليه الأمرْ ثلاثْ ساعاتْ وخمْس ساعات ويوم ويومين، فالأمر سيكون أكثر بلاءً.
🔸بالإضافة إلى أصل القضية هنا، نَجد الإمام (عليه السلام) ذكر جُملة وهي (وكان مستقيماً)،كان مستقيما أُوردتْ بعناية في هذا المكان مع أنها مُتعمدة على الرغمْ من أنه ضمن الاسترسال ما لا نجد لها مكانْ ! و كأنمَا الإمام زينْ العَابدين(عليّه السلام) أرادَ ان يوصل رسالة إلى الناس عنْ استقامة هذا الشخصْ وعنْ بقائه على  ولايَة أهلْ البيت (َعليهم السلام ) وأنه "لمْ يُغَيِّر ولَم يُبَدِّل" هذا كلام وردَ عنْ الإمام زين العابدين (عليّه السلام).
🏻لدينا في هذا الجانب رواية أخرى أيضاً وهي عنْ الإمامْ الصَّادق (عليّه السلام) بلْ روايتان وإحدى هاتين الرواينْ

مضمونهَا مماثلْ للمضمونْ السَابق في قضيّة طُول النزع معَ التأكيد على (وكان مستقيماً) بنفس المضمونْ والنّص.
🔸ولكنْ ما ورد عنْ الإمام الصَادق (عليّه السلام) في الرواية الأخرَى فيها تعبير آخر وهي أنّ أبا سعيد الخدريّ كانَ ممن رُزق بهذا الأمرْ. لاسيما في مرْحلة الإمام الباقرْ والصَادق ومنْ بعدهم (عليهم السّلام) تُشير إلى أنْ من يُرزق هذا الأمر(أيّ) من يكون على ولاية أهل البيتْ(صلوات الله وسلامه عليهم) أنّه تعرّف على هذا الجانبْ ولم يصبحْ مثلَ عَامة النّاس الَّذِين لا يُفرقون بين هذا الخط العلوي، الهاشمي، الإلهي والتابع لأهل البيت ،وبين غيره منْ الخطوط التي لم ُترزق هذا الأمر..
✍🏻ولدينا كلام ثالث عن الإمام الرضا (عليه السلام) فيه ثناء أكثرْ من هكذا ومُحتواه يُشير إلى أنّ أبا سَعيد الخدريّ كانَ من السّابقين الَّذِين  رجعوا إلى أميرْ المؤمنين(عليه السلام)ولَم يغيروا ولم يبدلوا. وذلك يُشير إلى ماذا؟ نَجد إشارة إلى ذات الرواية التي أحدْ نقلتِها هو أبو سعيد الخدريّ وتتضمنْ قضيّة وهي أنه يوم القيامَة يأتي النبي(صَلى الله عليّه وآله) لكي يسقي جمَاعَة على الحوضْ فيكونْ فيهم من الصّحابة يريدْ أنْ يُسقيهم (فَيُذارون) أي يُطردون فيقول (أصحابي أصحابي) فيقال له إنّك لا تدريْ ماذا أحدثوا بعدك لقد ارتدوا على أدبارهم القهقرى.
🔸نَجدْ روايَة أيضاً وينقلوهَا حَتى في الصحَاح وكان أحدْ هذه نقلة الروايَة هو أبوسعيد الخدريّ لما الإمام الرضا (عليه السلام) يقول (هذا من السابقين الذين رَجعوا إلى أميرْ المؤمنينْ وأنّه لمْ يكنْ منْ الذينَ غيروا و بَدلوا وتراجعُوا). هذه الروايَة تعتبر شهادة و تصْريحا بثباته وتمسكه بولاية أهل البيتْ عليهم السلام ،ولهذا اعتمد فقهاء أهل البيت و محدثوهم على رواياتْ أبي سَعيد الخُدريّ.
🏻لابد أنْ أشُير إلى مَعنى هُنَا ويستشهد به كثيراً حتى في وسائل الإعلام الرّسمية والتابعة لمدرسَة الخلفاء وفِي المناهج الدراسيّة الدينية ،و ربما بعضْ المؤمنين الطلبة باعتبار أنه كلْ  شيء يوصف (بالحسن ) في المناهجْ الرّسمية (يعني أنه غير حسن ) وبالعكس. لذلك يجب علينا تصحيح هذه الفكرة وخاصّة بالنسبة إلى مثل أبي سَعيد الخدريّ وهوكما ذكرنا ممن يُستشهدْ بأحاديثه و مِمَّن يُذكر سواءً في الإعْلام أو في المَناهجْ المدرسيّة.  فهذا الرجلْ من الثابتينْ الموالينْ لأهل البيت (عليّهم السلام) وهو مَقبول من الطرفين طبعاً علماً بأنّ الطرفْ الآخر لا يستشهد بالروايات التي سوف نأتي على ذكرها، مما يُبين فيها طريقته ومنهجه. لكنْ عُلماء أهل البيتْ المُحدثون استشهدوا برواياتْ أبي سَعيد الخدريّ وقبِلوها.

روايات الخدري في الكتب الأربعة

نجد له مثلاً رواية في الكافي في التهذيب،وتوجد له في فِمن لا يحضره الفقيه، فمؤلفوا هذه الكتب الثلاثة الكليني و الطوسي والصدوق أوردوا له روايات في كُتبهم ،بل بالذات بالنسبة إلى شيخ الطائفة الطوسي استدل بأحاديثه خصوصا في كتاب الخلاف. والوجه في ذلك واضح حيث أن الشيخ يريد إلزام سائر المذاهب بما هو حجة عندهم .

  ألّفَ شيخْ الطائفة الطُوسي كتابا اسْمهُ (الخلاف) و هو كتابْ فقهي استدلالي مُقارن يُعنى بآراء المَذاهب الأخرَى ويقول (ما هو دليلهم؟) ثم يأتي برأي مذهبْ الإماميّة ويقولْ (ماهو الدليل عليه) وينصر دليل مذهب الإماميّة. و نجد في هذا الكتاب  ٣٢ مورداً من الموارد التي اسْتشهدتْ بروايات أبي سعيد الخدريّ واستدل بها. إذاً الموقفْ العامْ نستنتجه منْ خلال ثناءْ الأئمة (عليهم السلام) عليه من جهة ومنْ جهة أُخرَى استشهادْ علماء أهل البيتْ بكلامه بلْ منْ أكثرْ منْ هذا فهناك فكرة يُشار إليها منْ مرجعْ زمانه آية الله العظمَى السّيد عبدْ الأعلَى السبزواري (رضوان الله تعالى عليه). لدَى هذا الفقيه الورع الزاهدْ مُفسر القرآن الكريم و صاحب الذوق الرفيع في الاستنباط  كتاب مهذبْ الأحكامْ وعنده كتابْ تفسير قيم ثمّ توفي رضوان الله تعالى عليه .
✍🏻نجدْ عند هذا الفقيه فكْرة و نظريّة جَميلة جداً ولو هي تتصلْ ببعضْ البُحوث التخصصيّة. فمن المعتادْ عند العلماء أنّ ينظروا إلى الحَديث ويُقيمونه بحسب سنده مثلاً : يعتمد بعض العلمَاء على سند هذه رواية مُعينة هل هو صحيح أو غير صَحيحْ؟ ويسمى هذا النوع بتصحيحْ المُتون بالأسانيد والمَقصود هو النظر إلى صحّة وجودة السندْ، ومن ثمّ النّظرْ إلى المَتن والحَديث نفسه.

تصحيح السند بالمتن
🔸هذا السيّد الجَليل(رضْوانْ الله تعالَى عليه) لديّه فكرة مُبتكرة ونظريّة متقدمة أشار إليها في بعضْ أجزاء (مُهذب الأحْكام ) يقول: يلزمْ علينا التفكير أيضاً بتصحيح الأسَانيد بواسطة المُتُون. بمعنى اننا لو اخترنا أحد الشخصيّات كأبي سعيد الخدريّ، نبدأ نبحثْ في كلْ أحاديثه ونتأكد منهَا وهل كلها منسجمة بليغة؟ توافق الأصول العامة؟ قوية المضمون؟ فإذا كانت كذلك يتبينْ أنْ هذا المُحدث هو مُحدِث مُعتبر. أما إذا اخترنا شخصيّة أخرى ونجدْ تفاوتْ في لُغته فأحياناً يأتي بحديث لغته ركيكة ، وفي أحيان أخرى يأتيْ بأحكام مُخالفة للمألوف والمعروف في الفقه أو غير متوافقة مع الأصول .. في هذه الحالة نَقف موقف الإشكال والتأمل لا في الأحاديث فقط بل في الشخصْ نفسه.
🔸 ولو أردنا أن ننظر له بمثال من الحاضرنفترضْ أنكَ تُرِيد الاستماع الى  (نشرة أخبار) فتختار نشرة خاصة من قناة محددة ْ(لماذا)؟ تقولْ (هؤلاء)عادة ً يأتونْ بأخبارْ صحيحة ومَوْثوقة، وعادةً مسارهم العام يحتملْ القليل من الأخطاء.أما في حالة إذا انتقلتْ إلى نشرة إخباريّة أخرى، تجدها مليئةَ بالكذب، والركَاكَة، والغرابة التي لا يتقبَلها العقل، فتقولْ أنّ هؤلاء القائمين على تلك النشرة أُناس ليس لديهمْ معرفة الاحدث العالمية.
✍🏻هذا المَرجع (رضوان الله تعالى عليه) يَقول أننا نَستطيعْ أن نَعرفْ الشخص نفسه من خلال أحاديثه ما إذا كانتْ أحَاديث مَعقولة، قوية، لغتها لغة أهلْ عصْمَة، الأحكام اللي تحتوي عليها أحْكام عَالية المضامينْ، والمَضامين مُنسجمة. هنا يتَبينْ لنا أن هذا الرّاوي للحديث مقبول الرواية.
🔸إذنْ نستطيعْ أن نُصحح حَاَل الرّاوي بماذا؟ بالمَتنْ و بالمضمونْ. ونحنُ لو أرَدنا أنْ نستخدم هذه الطريقة بالنسبَة إلى هذا الراوي وهو أبي سَعيد الخدريّ فسوفَ نجد أن عدداً كبيراً جداً من رواياته التي نُقلت عنه والموجودة هي رواياتْ عالية المضامين وهي روايات منسجمة مع الأصول، روايات بليغة ،روايات تشمْ منها رائحة الولاية العطرة بشكل قوي جداً وهذا يعطي ميزة إضافية لِمَن ؟

لِراويها بالطبْع (فعندما نلاحظ أن هُناك راوي لا يأتي إلا بالروايات المكذوبة أو غير المُنسجمة فنبدأ بالتَشكيكْ في نفس الراوي وليّس فقط في الرواية ،وأما اذا رأينا الراوي لا يُورد إلا الرواياتْ القيّمة العالية، ومحل الاتفاق والتي تعتمد على شواهدْ من رُوايات أُخر ولها تصديق من آيات القرآن الكريمْ. فهنا يتّضح لنا أنه راو مُختلف ونَضعه في موضع متميز ).

راوي مناقب أهل البيت
🔸ومنْ روايته عن رَسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)،من حديث الثقلين «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ». فهذا واحدْ منْ روايات أبي سَعيد الخدريّ،

🔸أيضاً رواية تبليغ سورة برآءة المعروفة وهي أن النبي(صلى الله عليه وآله) أعطى أبا بكر سُورة براءة لكي يتلوها في الموسم عَلى الكُفار وهيَ بمثابة إعلان البراءة من مجتمع إلى مجتمع، ومن دولة إلى دولة، ومن قيادة إلى جهة الكفار ((بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ)) وهي تتضمنْ جُملة أمور وتعليمات منا: ألا يطوف بالبيتْ عريان، ألا كذا ألا كذا، فأخذها وهذه الروايَة موجودة لدى الفريقين أيضاً وهذه من رواياته، فلما ذهب أبو بكر لكي يقرأ هذه السورة و الرسَالة النبوية على كفار قريشْ، فأرسل بعدها بقليل خلفه علي بن أبي طَالب (عليه السلام) وقال له :خُذ منه هذه السورة و البَلاغ، واتلها عَلى النّاس، أخبر الكفار بهذا الأمرْ، فلمَا رَجع أبو بكر إلى رسول الله قال له :ما الّذي جرى ما الَّذِي حدث هلْ نَزل في القرآن ما ينهَى عن هذا الأمر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لقد أُوحي إلي منْ قِبل الله تعالى أنّه لا يُؤدي هذا إلا أنت أو أحدٌ منك. أي من يَقوم بهذا الأمرْ وهو التَبليغ بهذه الرسالة هم أشخاصْ خاصّون وهمْ إما نفس النبي (صلى الله عليه وآله) أومَن يكون منه. و هنا يتبادر إلى أذهاننا (وأنفسنا أنفسكم)،(يا علي أنت مني وأنا منك ) .
🔸وفي مثل هذه المَواقع أيضاً (أنتَ مني بمَنزلة هَارونْ من مُوسى ) لهذا تم إرسال علياً عليه السّلام  من قبل النبي(صلى الله عليّه وآله) وهذه إحدى روايات أبي سَعيد الخدريّ.
✍🏻قدْ وردتْ الأحَاديث الَتي ترتبط بقضيّة الإمام علي(عليه السلام) في أكثرْ من موردْ وكذلك ذكر ومحبّة أهل البيت (عليهم السلام) في الروايات.
فعن أبي سعيد الخدريّ عن أبي القاسم مُحمد  (صلى الله عليه وآله) قال لعلي : ( يا علي حُبُك إيمانٌ وبغضك نفاق ). كذلكَ في حَديث آخر وهو من روايات أبي سعيد الخدريّ أيضاً " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَبْغَضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ".
✍🏻هناك رُواية تتعلّقْ بسَد الأبوابْ و أنه لا يَجوز أنْ يدخلْ المَسجد مُجنباً إلا رَسول الله و علي (عليهما الصلاة والسلام). فمن الأحْكام الثابتة كما تعلمون هيَ أنّ المُجنب و الحائضْ و النفساء لا يجوز لأي منهمْ أن يمكث في المَسجدْ، ويجب أن لا يبقى في أي مسجد من المساجد.
لنفترض مثلاً: أن امرأة  تريد أنْ تستمع الآن في هذا المسجد، فلا ينبغي أن تبقى داخل المَسجد حتى وإنْ كانت تريد الاستماع فحسبْ. إضافة إلى ذلك، لو فرضنا أن هناك امرأة نفساء و تستطيعْ القيام فلا يجوز لها أنْ تدخل مسجداً، كما ينبغي للشخصْ المجنبْ ودخلَ المسجدْ ناسياً فيترتبْ عليّه المسارعة إلى الخروج من المَسجدْ فوراً أيّ لا يجوز له ذلك "وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ". أما في ما يخصْ الاستطراق من باب الى باب آخر فلا يحرم عليّه ذلك و لكنْ البقاء و المكث فلا يجوز.
🔸أما بالنسبة إلى المَسجدينْ أي مَسجد رسول الله(صلى الله عليّه وآله) والمسجد الحرام فلا يجدون حتى المرور فيهما بالنسبة إلى الحائضْ، النفساء، والمجنب بمعنى أنه لا يجوزْ أن يضع رجله،  وأُستثني منْ هذا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليّا (عليه السلام). فهذا ما جاء في حديث أبي سَعيد الخدْريّ عنْ رسول الله مُخاطباً الإمام علي عليهما الصلاة والسلام: (أنْه لا يحل لأحد أنْ يُجنب في هذا المسجد غيري وغيرُك).
✍🏻في روَاية (لأعطينّ الرَاية غداً لرَجل يُحب الله ورسُوله ،ويحبّه الله ورسوله فلا يرجع حتى يفتح الله على يديه) وهيَ في قضيّة خَيْبَر وبعدمَا أعطَى الرّاية لمَن سبق. فهذه الرّواية ينقلها أيضاً أبوسَعيد الخدريّ فيقول أعطَى رَسول الله الرّاية أبا بكر ثم أعطاها عمر فلم يصنعا شيء ورجعا فقال النبي(عليه الصلاة والسلام) هكذا: وكان علياً عليه السلام أرمدْ العَين لا يكاد يُبصر طريقهُ بشكل جيد و خملَ عليهمْ ولكنّه كانَ كما ذكرَ رَسُول الله حتى فتحَ الله عَلى يديّه. وهذه أيضاً من أحد رواياتْ أبي سَعيد الخدريّ.
🏻آية التطْهير هو ناقلٌ إياها عنْ أم سَلمة "إنما يُريد الله لِيُذهب عنْكم الرّجسَ أهلَ البيتْ و يُطهرَكم تطهيراً".
وهي التيْ تُعد مضامينَها عَالية ولذلكْ كان بعضْ مُخالفي أهلْ البيت(عليهم السّلام) يُرِيدُون أن ينسبوها إلى غير أهل البيتْ الخمْسة، فَأُمُّ سلمة تقول: الآية نزلتْ في بيتي والنبي (صلى الله عليه وآله)  جاء وقال هكذا وتمّ الحديث فيمَا بينهمْ.
هناك رواية  تصفْ أنّ النّبي جَاء إلى بيْت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تبيّن أنّ في ذلك الوقت كانت البيوتْ متجاورة (تختلف عن تفصيل البيوت الآن) أي تفصل بين البيوت بفاصله كبيرة جداً وإنما بيت فاطمة (عليها السلام) كان عبارة عن دار ملتصقة ببيتْ رسول الله (صلى الله عليه وآله) والّذي هو عبارة عن عدة غُرف مَوجودة في مكانْ واحد فبهذا الشكل يصح أنْ يُقال بيْت أم سَلمة أو بيت فاطمة عليهما السلام.
🔸فهذه إحدى الرّواياتْ أومن المُمكنْ أن تكون أكثر من حادثة كمَا احتمله بعض العلماءْ: فتقول أم سَلمة ويُنقل عنها من قبل أبو سَعيد الخدْريّ بأنْ النبيّ (صلى الله عليه وآله) عندما تغطى وغطى أهل البيتْ بهذا الكسَاء قال : (اللهم هؤلاء همْ أهلُ بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فقالت أم سلمه :يا رسول وأنا منهم؟ قال لا ولكنكِ إلى خير) أيّ أنت لست منْ أهل البيتْ اللذين تترتب عَليهم قضيّة العصمَة، والحجة الشرعيّة فيما يصنعون وفيما يقولون.
🔸ومنْ روايات أبو سَعيد الخدريّ أيضاً عن أم سلمة وبالخصوص في ما يرتبط بكلام الإمام علي (عليّه السلام) و نقاشه مع عمر بن الخطاب وهي رواية معروفة وهي عنْدما كان الخليفة الثاني في موسم الحجْ مرّ على الحَجر الأسود وقال :إني أعلم أنك حَجر لا تضرْ و لا تنفعْ ولولا أني رأيتُ رسول الله يُقبلك كما قبلتك وكما استلمتك بالتالي فأنت حجرْ ماهي قيمة هذا واختلافه عن غيره من الأحجار. ويُشير ذلك القولْ إلى معنى (وأنا لو لم أرى)النبي صلى الله عليه وآله يفعل هذا الأمر (لما فعلته) أيضاً. فقال عليّا عليه السلام يا عمر وكيف لا يضر ولا ينفع؟
وكان ذلك المَوقفْ في الحجيج بحسب أبي سَعيد الخدريّ وكان عليّ في الحجيج أيضاً وفِي الطواف..
فبيّن الإمام علي (عليّه السلام) أنّ رسُول الله (صلى الله عليه وآله) يقولْ أنّه يضرْ وينفع. فقال عمر لعليّ إنّ لك علماً فأخبرنا أنتْ بالتالي، فبدأ أميرْ المؤمنين عليه السلام يُفصل له في أن هذا الحجرْ الأسود هو بمثابة مكانْ يُجدد فيه البيعة لله عزّ وجلْ وأنه مُحاذ للبيْت المَعمور و أن أسماء من يأتي و يُسلم و يستسلم و يتشهد لله عزّ وجلْ وللنبي صلى الله عليّه وآله هنا يُسجل في هذا الحجرْ الأسود و يأتيْ يوم َالقيامة فيُفصحْ عنْ ذلك.
في الأزمنة الماضية، كان فهم هذا الأمر صعباً على الناس آنذاك أيّ كيف للحَجر أنْ  يُسجل و يتكلمْ و يوم القيامة يجيبْ الأسماء وكذا.. والآن بهذا العدد الهائل من زمان النبيّ إلى يوم القيامة من هو الّذي يُسجل ومنْ يقومْ باستيعابْ هذه الأعداد؟!
 ما عند الله عزّ وجل شيء آخرْ بالتأكيدْ، ولكن إذا أردْنا القيام بعملية التقريب إلى الذهن البشريّ المحدود فلنفترضْ مجيْ شخص ما جاء وطلبه لك بأنْ تسجله (فلاش ميموري) عشرَ مليارات اسم!! آنذاك يحق لك الاستغرابْ (أهذا صحيح؟)لأن الذي أمامك هو مجردْ(شفته) بحجمْ الكف أيّ عشرة تِيره ولكنْ بإمكانه أن يستوعب عشرات الملياراتْ من الأسماء وهو في الواقعْ صنع البشرْ.
🔸(فغداً) لو أراد أن يَستخرجْ شخص ما كلام هؤلاء الناسْ على سبيل الافتراضْ ويبتكر جهازاً يمكنه من التسجيل والحفظ في ذاكرة بهذا المقدارْ ثم يتمكنْ بعد ذلك من تفريغ الصَوت والصُورة فإنه عملْ ومَجهود كبيرْ بالفعل وهو منْ صُنع البشر! فكيف بصنع الله عزّ وجلْ؟!!
فأراد الإمام عليّه السلام أن يبيّن القضية وأنها ليستْ مُجرد حجر عادي لكنّه أساساً من الجنة وهو بمثابة المُبايعة لله عزّ وجلْ، وهو بإزاء البيتْ المَعمور في السماءْ. فهذه الرواية (بِطولها) نقلها م أبو سَعيد الخدريّ رُضوان الله تعالى عليه.
✍🏻رواية أبي سَعيدْ الخدريّ للصلاة الإبراهيمية. وهي أنّ النّبي (صلى الله عليّه وآله) كان يَقول هذا التعْبير وفي حَالة مستمرة: (اللهم صَل على محمد و آل محمد ،كمَا صَليت عَلى إبراهيمْ و آل إبراهيم، وبَارك على محمد و آل محمد كما بَارَكْت على إبراهيم وآل إبراهيم ،وتحنن على محمد وآل محمد كما تحننتَ على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميدا ً مجيد) هذه هي الصّلاة المَعروفة بالصلاة الإبراهيميّة والتي يلتزم بها الإمامية لاسيّما في الصلاة على الجنائز، وفِي الأذكارْ المُختلفة هنا وهناك فمنْ يقومْ بروايتها؟ يرويهَا أبوسَعيد الخدريّ.
فبعضْ رُوايات أبي سَعيد الخدريّ مرتبطة أيضاً بمنْ كان ُمخالفاً لأمير المؤمنين عليّه السلام وهذه كلها الرُوايات من جهة الولاية، فيْ جهة المناقبْ، فيْ جهَة منزلة عليّ وأهل البيتْ عليهم السلام.
🔸وفيْ المُقابلْ نجدْ هُناك رُوايات تحدد المَوقفْ منْ مُخالفي الإمام علي عليه السّلام مثل ما وردَ في روايته عن قضية عمّار وهي (يا عمّار آخر شرابك ضياح من لبن، تقتلك الفئة الباغية )، ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية. هذه الرواية يرويها أبوسعيد الخدريّ و ربما هذه الرواياتْ وأمثالها يرويها أُناسٌ آخرون و لكن تجميع هذه الرواياتْ وروايتها مِن
قبل أيّ شخص سواءً كان أبي سعيد الخدريّ أو غيرهُ من الرواة، فإنه يبينْ أنّ منْهج هذا الإنسان وطريقته كمَا روي عن الإمام الرضا عليه السلام (أن طريقته كانتْ من السابقين الذين رجعوا إلى أميرْ المؤمنين عليه السّلام ولَم يُغيروا ولَم يبدلوا وانه رُزق هذا الأمرْ وأنّه كان مستقيماً).
✍🏻رواية أبي سَعيدْ الخدريّ التي تبينْ أنْ مُعاوية وأهلُ الشام كانوا همْ الفئة الباغية. ومنْ الأحاديثْ التي وردتْ عنه ونجدها مَعروفة أيضاً لدَى الخوارجْ  وهي أنْ مُعاوية وأهلُ الشام كانوا همْ الفئة الباغية الذينَ قتَلوا عمّار التي جَاء فيهَا ذكرْ ذي الخويصرة ويقال له ذو الثدية. جاء زمان رسول الله (صلى الله عليّه وآله) وكان النبي يقسّم غنيمة بين المسلمين فجاء ورفع صوته قائلاً: يامحمد اعدل اعدل (كنْ عادلاً) فقال: ويحكْ إذا لم أعدلْ فمَن الَّذِي يَعدل بمعنى: إذا أنا رَسُول الله و مأمون على  الوحي ولستُ مأموناً على درهمينْ و شاتين و خلاخيل، فإذا لمْ أكن عادلاً في هذا الجانب فكيفْ أُؤتمن على وحي السّماء وأعدل فيه، أنت لا تأتمنني على مثل هذا الأمر فمضى ،استغرب بعض الأصحاب من هو ذا؟
قال النبي(صَلى الله عليّه وآله) وَينقله أبوسَعيد الخدْريّ: (يكونْ لهَذا قوم تهُون عندَ صَلاتهم صلاتكم، يقرؤون القرآن لا يُجاوزتراقيهم، يقتلهم أولى الطائفتين بالحَق). في نص آخر يقول صلوات الله عليه وآله: (تقتل طائفتانْ منْ أُمَّتي ويُقتل هذا وأصْحابه أولى الطائفتين بالحقْ) ومعنى الطائفة الاخرَى واعتبارها فئة باغية هي التي قتلتْ عمّار أمّا الفئة اللي فيها أميرْ المؤمنين عليه السلامْ فهي الأولى بالحقْ لأنها تقتله. وبالفعل كان أبو سعيد الخدريّ مع عليّ عليّه السلام في المدائن بعد النهروان وبعدمَا أرى أميرْ المؤمنين عليه السلام أصحابه مصرع ذو الثدية أو ذَا الخويصرة والَّذِي بَيْن لعامة الناس أنّ نبوءة النبي(صَلى الله عليّه وآله) بقتل أولى الطائفتين بالحقْ لهذا الشخصْ ولأصحابه فكانتْ صادقة و صَحيحة، فقد قتل عليّ وأصحابه ذَا الخويصرة التميمي وأصحابه.
 كان الرّجل مع أمير المؤمنين عليّه السلام ونشهد له احتجاجه على مروان عندمَا قدم خطبة العيد على الصلاة! وكان محلّها زمانْ رسول الله وزمانْ سائر الخلفاء كانت بعد الصلاة وهذا الرجل أتى وجَعلها مُقدمة على الصلاة لتغيير وتبديل عِندَه.
🏻 وأيضاً نجد له موقفاً مع قُثم ابن العباس بن عبد المطلبْ وإلي أميرْ المؤمنين على مكة  وفي أواخر أزمنة الإمام علي عليّه السلامْ، بدأ معاوية يستخدم اُسلوب حربْ العصَابات بحيث يُجردْ مجموعة من الجيش على منطقة من المناطق يُباغتْ (تناسى الهدف الرئيسي وهو الحرب والقتال في صفين!) فانهزم في المُواجهة المباشرة وبعدها وجه قطعة جيش إلى منطقة أخرى مثل كُميل بن زيادْ النخعي، فهؤلاء غير مسبوقين بالأمرْ! وعامل المفاجئة ينتظر معاوية و جيشه (فأتوا) وبدأوا يضربون، يكسرون، يغنمون، يقتلون ويرجعون ثم (يبعث) جماعة إلى اليَمنْ لعمل نفس المُهمّة، وسدد جَماعة إلى مكة نفس لنفسْ الغرض على الرغمْ من أن موسم الحجْ هو في ذي ان الحجة وهو أحد الأشهرْ الحُرُم، والذي  يحرم فيه القتال. فأمرَ الجماعَة التي سددها بأنْ ينزعوا قُثم بن العباسْ الَّذِي كان وآلي أميرْ المؤمنين عليّه السلام، فإذا أبى قاتلوه، وأن يسيطروا على موضوع معينْ، وهم في المقابلْ يُصيرون إلى إمارة الحجْ ويدعونَ النّاس والحجيج إلى بيعة معاوية!
فلمَا جاءتْ هذه القطعة العسكرية إلى مكة وصارتْ قريبة منْ قُثم بن العباسْ إما لأنه لم يكن يريد أن يُقاتَل في البلد الحرام في الشهر الحرام أو تخوّف من المواجهة لأي سبب من الأسبابْ، فاختار أنْ يَخرج من مكة أصلاً و يُسلِم الأمور حَتى لا يتم القتال. فأبو سَعيد الخدْريّ كان مَوجوداً هناك فأمره أنْ لا يفعل و قال له أنت إذا سلمتْ الولاية وَسَلمتْ البلد إلى هذا الرّجل فهو على غير الحق وأنت مَنصوب منْ قِبل إمام  الحقْ أمير المؤمنين عليّه السلام، لا تُقاتله! ولكنْ لا تسلمه الشيء الذي بيدكْ فسَعى أبوسعيدْ الخدريّ في أنْ لا يَحصل قتال باعتباره أحد الأشهر الحرمْ و مكان حرام و أن لا يتغير شيء.
فتمّت المُواجهة مع الجمَاعة المُرسلة منْ قبلْ معاوية و تمّ الصُلحْ عَلى أنْ يكونْ إمام الجَماعة  فكان ذلك تحت إشرافْ أبي سَعيد الخدْريّ، وهو أنهم عرَضوا على مَجموعة من النّاس قبول مُعاوية كإمام للجماعة؟ فقبلوه . وبذلك حَافظ أبي سَعيد الخدريّ على بقاء مكة تابعة لأميرْ المؤمنين عليّه السلامْ ومع ان قُثم بنْ العَباس ابن عّم الإمام علي عليّه السلام إلا أنّه لم يتخذ المَوقف المُناسب وكان يُرِيد الانسحاب فجاء أبو سَعيد الخدريّ وأوقفه.
 لم يشهدْ كَربلاء بالرغم من بقائه على قيد الحياة حينها ، ولكنْ نحن نجد إشارَة من الإمام الحُسين عَليه السّلامْ إليه في أنْ يستشهدوه على أحَاديث رَسول الله (صلى الله عليّه وآله) ولعل هذا إشارة إلى مصْداقية الرّجل في نقله للأحاديث، فإن الإمام إذا قال راجعوا فلانا، أي أسالوا فلان، فيفترض أنْ يكونْ " فلان" هذا صادقاً أيّ لا يرجعون إليه ويكون كاذبا!
✍🏻هنا نلاحظ أن الإمَام الحُسين عليّه السلامْ في خطابه في كربلاء أنه أحال الجيش إليه، قال فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ والله ما تعمّدت كذباً مذ علمتُ أنّ الله يمقت عليه أهله ويضرّ به مَن اختلقه، وإن كذبتموني فانّ فيكم مَنْ إنْ سألتُموه أخبركم. سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري و أبا سعيد الخدري، و زيد بن أرقم يُخبركم أنهم سَمعوا هذه المقالة من رسول فيّ وفِي اخي الحسن عليه السلام. اي باستطاعتكم الرجُوع إليهم والتحقق من ذلك بسؤالهم.

مرات العرض: 5735
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 59162.28 KB
تشغيل:

ماذا نستفيد من التركيز على إيمان أبي طالب
مكاسب غير مشروعة.  التسول و التحايل