بناء العقل النقدي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 4/1/1434 هـ
تعريف:

بناء العقل النقدي


  تفريغ نصي الفاضل حسين مالك / العراق

 ( ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا )

الاية المباركة تتحدث عن المنافذ التي ينفذ منها العلم الى الانسان السمع احد تلك المنافذ عندما يستمع الانسان الى عالم الى خبير الى مفكر الى صاحب تجربة ويتفهم ما يستمعه ويجعله جزءا من معلوماته آن اذا يزداد علمه لا سيما اذا ركبها ركب ما سمع مع ما كان يعلم وهكذا الحال بالنسبة الى البصر رؤية الانسان المباشرة الى الاشياء تجعله يتعرف على معلومات كثيرة يضيفها الى مخزونه العلمي ولكن الاعظم في ذلك كله هو الفؤاد باعتبار ان الفؤاد و هو هنا العقل مهيمن على ما سمع وعلى ما رأى ومحلل للمعلومات التي تفد الى الذهن جامع الى ما تفرق ناقد للخطأ فيها مكون من الاشياء الجزئية قواعد عامه هذا الدور المركب الذي يقوم به عقل الانسان يجعل عدم العقل عند احد يساوي ان لا يسمع ينفع ولا بصر ينفع انت ترى الانسان الذي لا عقل له، عنده عين وعنده اذن ولكن لا يوجد لديه قدرة عقلية تحلل المعلومات تستفيد منها تحولها الى قواعد تستنج منها النتائج هذه المنافذ المختلفة يتحدث عنها القران الكريم فيقول كل اولئك كان عنه مسؤولا ،كل اولئك كان مسؤولا تارة تعني ان السمع يسئل، والبصر يسئل والعقل يسئل، ، فيكون معنى الاية معنى اخروي يشاكل يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم يصبح الموضوع موضوع اخلاقي وتوجيه وعظي وان السؤال سوف يتم في يوم القيامة وتارة كما ذهب اليه مفسرون اخرون يكون كل اولئك كان عنه مسؤولا يعني ان الانسان مسؤولا عن منفذ البصر للمعلومات اي معلومات يدخل من خلال البصر اي معلومات يدخل من خلال السمع اي نتائج يتوصل لها من خلال العقل فيصبح هذا مثل ما روي عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام فيما روي عنه (عجبت لابن آدم يفكر في مأكوله فيجنب بطنه ما يأذيه كيف لا يفكر في معقوله فيجنب نفسه ما يرديه ) الانسان عندما يذهب الى البقالة لكي يشتري مادة من المواد الغذائية ينظر الى تاريخ الانتهاء لماذا. ، لأنه يعتقد ان انتهاء الصلاحية في هذه المادة الغذائية سوف يسبب له اذى في البطن ، وهذا الانسان من الصباح الى المساء يدخل صور علمية من خلال النظر ،يدخل صور علمية من خلال السمع ،يستنتج نتائج من خلال العقل هذا يجب ان يفكر فيه! هذه المعلومات كيف تدخل والافكار كيف تنتج ، فيجنب نفسه ما يرديه ،اذا كان الطعام الفاسد يؤذي البطن قليلا، وهذه الفلسفة الخاطئة تردي الانسان ،اذا اعتقد الانسان كما نقل القران عن قوم (وقالوا ان هي الاحياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر) هذه تولد الفلسفة العبثية تولد حياة عبثية ضائعة كيف ينتج العقل هذه الفلسفة وهذه الفكرة ،لم لا يتوجه الانسان الى التفكير في معقولاته في افكاره فيما ينتجه عقله ، كل هذه الامور من منافذ المعرفة يكون الانسان مسؤولا عنها وقد جعل العقل قيما ورئيسا وناظرنا وناقدا ومصححا لكل المعلومات ، انت تستمع الى كلامي الان ،المفروض ان عقلك يحلل هذا الكلام من اين، الى اين، ماذا يريد، مع اي شيء يتفق ، ينفع اولا ينفع ، هكذا علمنا ائمة اهل البيت عليهم السلام ،كان الامام الباقر
 سلام الله عليه جالسا مع اصحابه فقال لهم اذا حدثتكم بشيء فسألوني من اين هذا او اين هذا من كتاب الله ، وهم يعتقدون ان الجالس معهم هو امامهم ومعصوم ومفترض الطاعة ،لاينطق الاكما نطق رسول الله ولا يأتي بشيء من عنده لا يفترض ان يسألون الامام، ولكن يريد ان يعلمهم ويعلمنا منهجا في الحياة ،انت اليوم تسال الامام الباقر اين هذا من كتاب الله وغدا تسال من هو دونه ، من باب اولى تسال اين هذا من كتاب، ما هو الدليل ،وعلى اي اساس يعتمد ،فمر الامام في حديثه فقال نهى رسول الله محمد صلى الله عليه واله "عن القيل والقال واضاعة المال وكثرة السؤال" احد الجالسين قال سيدي ابا جعفر اين هذا من كتاب الله ، فقال نهى عن القيل والقال في قوله تعالى "لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ، احدهم يقول ذهبت وسهرت مع فلان من الناس ثلاث ساعات وتمتعت كثيرا ، الامام يقول هذا قيل وقال، الا اذا كان فيها امر بمعروف ،امر بصدقه ،اصلاح بين الناس ،كلمة هداية فكرة وعي توجيه اخلاقي ، هذا لا يعتبر قيل وقال هذا ليس لغو ،وليس هذر باطل ،واما اضاعة المال فقوله تعالى "لا تاتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما،
واما كثرة السؤال واما كثرة السؤال ونهي النبي عنها فقول الله عزوجل "لا تسالوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم "هذا منهج، اين هذا من كتاب الله ،مع اي شيء من القواعد الدينية يتفق هذا الكلام الذي تقوله ولذلك،نحن لابد ان نتسائل عن بعض الافكار التي نسمعها هنا وهناك ، مثلا فكرة مشهورة في حياة الشيخ الجواهري صاحب الجواهر اعلى الله مقامه، ان صاحب الجواهر تمنى لو انه يقايض ثمن وقيمة وثواب كتاب جواهر الكلام بثواب القصيدة الازرية، للحاج كاظم الازري، نحن عندما نأتي ونواجه مثل هذا الكلام _انا ذهبت واتبعت مصدر هذا الكلام ومان المصدر ليس بالمستوى الذي يركن اليه ، شخص ذكرها في هامش كتابه وهذا الكتاب غير معروف وغير متداول مذكور في هامشه وكيف نقله  عن صاحب الجواهر غير معلوم ، وعندما تعرض هذه الفكرة على ما نعلم من القواعد الدينية، تقول اما ان صاحب الجواهر لتواضعه الجم ، قال قصيدة تساوي كتابي الفقه كله وهذا ممكن ، قسم من الناس مع علو شأنه عند الله ومنولته عند الله وجاهه عند الناس يكتب عن نفسه الاحقر فلان ويعتقد بنفسه هو الاحقر، ويعتقد انه لا يسوى شيء هذا تواضع طيب ومنحى اخلاقي ،لكن هل انا اقول له سلام عليكم يا ايها الاحقر، هذا غير صحيح ولا يليق بمقامه ، مقام التعظيم يجب ان يكون له وهذ الجواهر تخرج عليه مئات من المجتهدين منذ تأليفه الى يومنا هذا ،وبعض العلماء يقول اذا توفر للإنسان كتاب الجواهر وكتاب وسائل الشيعة وكتاب المسالك ، لا يحتاج بعدها الى كتاب اخر حتى يستنبط الحكم الشرعي ، يحتاج الانسان ان ينقد المقولات فظلا عن المناهج ،احيانا المشكلة ليست فقط في كلمة وفكرة ، منهج بأكمله خاطئ يحتاج الى نقد عقلي ، الان توجد بعض الجماعات يقول فلان ابن المهدي ،فلان وكيل المهدي ، .. الخ ، ما الدليل على ذلك ؟ يقول لك عندما تنام الليلة سوف يأتيك في المنام احد يقول لك هذه الكلمة وهذا المنام ليس بحجة حتى في المستحب والمكروه ليس بحجة على الانسان ، اذا قال عالم من العلماء ومرجع من المراجع اليوم الرابع من محرم يوجد غسل مستحب لأنه يوم مسلم ،ما الدليل على ذلك ، يقول لأنه راءيت في المنام هذا المعنى وهذا لا تشمله قاعدة التسامح في ادلة السنن نقبله في مستحب لا نقبله في مكروه،  وهي مسالة فقهية فرعية غير الزامية ،فكيف نقبله في الواجب والحرام وكيف نقبله بعد ذلك في اصول العقيدة ،العقيدة اهم من الواجب والحرام ،ذاك اصل وهذا فرع ،والشي الذي لا تقبله في المستحب كيف تقبله في تعين على ان هذا ابن المهدي او عم المهدي او جد المهدي ...الخ ،فيصبح هنا منهج خطأ ولذلك نحن نحذر من الاغراق في الاعتقاد على المنانات والرؤى والاعتقاد في المنامات والرؤى لاسيما في قضايا العقيدة منهج غير سليم، واذا كان في مجال الوعظ والارشاد لا توجد مشكلة ،لكن تصل الامور في الاعتماد على المنام والرؤى في مسائل العقيدة هذا منهج مدمر والكل باستطاعته الادعاء في مثل هذا ، فالمنهج اساسا كنهج خطأ، "ولا تقفو ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا"
تلاحظ ان هذا الامر يمتد في الحياة الاجتماعية ليس فقط مناهج فكرية ، في الحياة الاجتماعية رائينا هكذا ،قصة القاضي الذي اخذ الملاين ولما جاءوا الية قال الجن سحرني وجعلني اكتب الصكوك والتحويلات ..الخ قسم من الناس عندما تتحدث قالوا نعم هو مسحور واتوا بالشهود وسمعوا الجم الداخل في بطنه، هذا عقل !يمكن ان يعطي الله جوهرة بهذه القيمة ثم يتلفها هذا الاتلاف ،ويصبح الامر اسوء من هذا ، احداهن شاهدوها بعد مدة من الزمان بطنها انتفخت قالوا لها انت غير متزوجة ، قالت انا احبلني ميكائيل يعني كيف هذا ، قالت اليس مريم بنت عمران احبلها جبرائيل ، انا احبلني ميكائيل، هذا الكلام اذا احد يصدقه ،يعني جوهرة كسرت مما اعطاه الله عزوجل لهذا الانسان ، بالعكس الدين يعلي شأن العقل ،ما عبد الله تعالى بمثل العقل ،
عبادتك انت لا تحسب كم ركعة ،احسن شيء يعبد به الله العقل ،معرفة الله ولذلك صار اول الدين معرفته ،معرفة الله بالعقل ،عبادة الله ثواب الجزاء للعبادة هي مقدار العقل ، انا وانت كلانا نصلي لكن انت اكثر عقلا بالنسبة الي واكثر معرفة واكثر وعي ، ركعتين انا اصلي وانت ركعتين تصلي انت تحصل ثواب لان تعقلك اكثر ، واحاديث كثيرة ان ثواب العاقل في العبادة ،اكثر ثواب من هو دون ، العقل محور لكل شيء، في الرواية عندنا ينقلها الشيخ الصدوق في اماليه عن امير المؤمنين عليه السلام ان الله سبحانه وتعالى انزل على ادم جبرائيل عليه السلام ، مثل هذه الاحاديث تعتبر تعليمية لنا ايظا ،فجاء جبرائيل الى ادم على نبينا وعلى اله وعليه السلام ، فقال جبرائيل يا ادم الله خلق ثلاث اشياء وخيرك ان تختار واحد منها ، هذا الحياء، الدين ، العقل ، _لو انا وانت نختار الدين اهم شيء عادة ،_لكن ادم عليه السلام اختار العقل اخذ العقل وقام الدين والحياء انتقلا اليه، جبرائيل خاطب الحياء والدين انه لم يختاركما ادم انما اختار العقل ، قالا اننا امرنا ان نكون مع العقل حيث كان ،قد تجد انسان لديه دين لكن لم تجد المقدار الكافي من الحياء ،او عنده دين بحسب زعمه على الاقل لكن ليس لديه عقل، لذلك يتيه في الظلال احيانا، نحن نحتاج الى ان ننظر الى بناء الاسلام للعقل كيف ينقد الاشياء وكيف يحللها  كيف يفكر فيها ، اول شيء الاسلام ضمن هذا الاطار يقول ابحث عن المصدر ، اين المصدر الذي تعتمد عليه" ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا " اين هذا من كتاب الله ، الحق ان تقول الحق ان تقول رأيت والباطل تقول سمعت يعني دقق في المصدر اد حتى اذا اصبح المصدر مصدر معتمد، بعد ذلك تحلل المضمون ، لاحظت فكرة نقلها فلان وهو شخص معتمد وهو شخص عارف لكن لا تعلم هذه فكرة تامة او لا ،يأتي لك بقواعد ،ياتي لك بحدث العاقل بما لايكون فأن صدق فلا عقل له ،لا عقل له لا يعني ان الله سلبه العقل بمعنى اصبح مجنون ، انما بمعنى انه لا يستعمل عقله ، ومن الملاحظة وهذا اظنكم تلتفتون اليه ان القرآن الكريم عندنا لم يتحدث عن كلمة العقل بصورة الاسم ، كله بصورة الفعل يعقلون ، اذهب وابحث ، نعم كلمة الفؤاد جاءت واولوالالباب وقسم لذي حجر وماشابه ذلك ،لكن كلمة العقل في القرآن الكريم بحسب ما رأيت  وقرأت، لم تستعمل الا في صورة فعل وحركة واعمال ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون لان شغل العقل هو ان يتحرك ، شغل العقل ان يفعل ،هذا امر ثاني هذه الجهة، الجهة الثالثة الاسلام يعلم الناس غلى العقل السنني ان صح التعبير ، العقل السنني ماذا يعني؟ يوجد قسم من الناس يعتقدون ان الكون قائم على الصدف قائم على المشتهيات لماذا لا يكون كذا وكذا ، يسمع عن انهو سوف يعرض الفلم المسيء للرسول في سينما الفلانية بعد ذلك يأتي الخبر ان السينما انهدمت وتزلزلت ،وبسرعة ينشر الخبر ويهلل فرحا ، هذا هل يتوافق مع نظام السنن في الكون ؟النبي وهل البيت عليهم السلام قُتلوا اُذوا ذُبحوا لكن السنة التي وضعها الله في الكون هذه ،يجب ان يجري عليهم ما جرى عليهم ويحصلون على ثواب من ربهم ،ولعله والله العالم ضيق مساحة المعاجز والكرامات في حياة اهل البيت لهذا الغرض نحن نعتقد ان الله سبحانه وتعالى اقدر النبي محمد صلى الله عليه واله ،واقدر اهل البيت عليهم السلام على القيام بالكرامات والمعاجز هذا نعتقد به من صلب عقيدتنا ، لكن نجد هذه الدائرة جدا ضيقة ،لم نشهد في كربلاء ان الامام الحسين عليه السلام مثلا منع القتل عن نقسه او عن اهل بيته او طفله الرضيع او خفف آلامهم بمعجزة ، ولا النبي الذي تأذي حتى قال ما اُذي نبي مثلما اُذيت، وما استخدم المعجزة في ذلك لماذا؟ لان استعمالها دائما يضر بقانون السنن في الكون ، اذا كل شيء يصبح فيه خرق للقاعدة سوف يصبح هناك تحطيم للسنة ، الكونية ،هذا الكون يصبح فوضى بعد مدة من الزمان، نعم في بعض الموارد الضرورية المهمة الاستثنائية ، النبي واهل البيت عليهم السلام يستعملون هذه القدرة التي اقدرهم الله تعالى عليها ،الكون مبني على سنن ،المجتمع قائم على قواعد لا تتغير حسب ما نريد ، مثلا الرسام الدنماركي هذا اصابته نار واحترق ، هذا ليس من ضمن السنة ، الله سبحانه وتعالى التي جعلها ، بمعنى ان من يتعرض الى النبي بالإساءة يحترق ، لا يوجد هكذا سنة ، من يعتدي على اهل البيت ينكب في هذه الدنيا بالزلازل لا توجد هكذا سنة ، من الممكن في بعض الحالات كرامة لأهل البيت كرامة لرسول الله ،لكن هذا خلاف السنة ، السنة ان يجري الامر كما هو لا يتغير وانت يجب ان تقيس الامور على هذا الاساس هل هذا الحادث هل تلك القضية لهذا الامر ،الكعبة اذا ضربت بالمنجنيق اذا هدمت تُخسف الدنيا هل هذه سنة من السنن؟ كلا ليست سنة من السنن، حدثت ولم يتغير شيء فيأتي في المرحلة الثالثة ويعلم الانسان على ان الكون والحياة ضمن اطار سنني لا صدفي ضمن اطار قواعد لا مشتهيات ورغبات عند الانسان ، نحن نرغب الله يؤذي من يؤذي رسول الله لكن الكون غير منظم على هذا الشكل ، نرغب ان اهل الباطل ينهدموا ، نرغب ان اسرائيل هذه العدوة الغاصبة المحتلة التي تضطهد المسلمين التي تقصف بيوت المسلمين هذه الايام نحب وكل المسلمين يحبون ذلك ان ينكبها نكبة تقعدها ولا تقيمها ، لكن ليس من سنن الله هذا ، سنن الله قل نمد هؤلاء وهؤلاء كل من عطاء ربك وكان عكاء ربك محظورا السنة اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، السنة ان تنصروا الله ينصركم هذه السنة اذا راينا شيء خارج هذا الاطار فإما ان يكون عمل اعجازي موثق ثابت مئة في المئة، هذا خرق للسنن والقوانين ، واما نقول هذا شيء غير صحيح غير سليم ، ولهذا انا ادعو اخواني المؤمنين ،الاخوات المؤمنات وهم وهن كذلك ولكن من باب التذكير الى عدم الاغراء في مثل هذه القضايا غير العقلانية غير الثابتة التي تخالف السنن الان انت تلاحظ لاسيما مع كثرة استخدام الناس لوسائل الحديثة عند سماع خبر ونقلة على الفيسبوك وتوتير ..الخ ، هذا زيادة في التغفيل ،زيادة في التجهيل زيادة في بث حالة في عدم التعقل انت تساهم فيها وتمارسها دون ان تعلم ، التأكد من الخبر مهم واعطائه تحليل معين ،-ان شاء الله لنا كلام عن التعامل مع القنوات  القائمة او الحديثة سواء الرسمية او الشعبية_ ولكن هذ بنحو الاجمال لان اعمال العقل ونقده للقضايا يقي الانسان حتى من الانحرافات الكبرى ، في كلمات امير المؤمنين عليه السلام يخاطب اهل البصرة يقول لهم بعد حرب الجمل (كنتم جند المرأة واتباع البهيمة رغا فأجبتم وعُقر فهربتم ) معنى الكلام،يقول الى هؤلاء انتم من قاتلتموني وارقتم الدماء على الرغم من كبر سنهم وشيبة لحيتهم ، اخر امرهم يصبحون جنود عند امرأة تخرجهم للقتال ، وانتم حالتكم العربية قبل الاسلام ،اهانة المرأة الى ابعد المستويات ، هذه المرأة التي كنتم تُهينونها وتؤدونها في التراب ،الان اصبحت قائدة وانت جنود، جاء الاسلام واعظم شأن المرأة اعطى لها قيمة ، لكن لم يعطي لها ولاية على الرجال ، لا قيادة ولا قوامة ،جعل الرجال قوامين وجعل الولاية لهم ضمن الحدود الشرعية انت تأتي لامرأة لا تربطك بها رابطة ، وانت هذا الكبير حافظ القرآن ، تصبح جندي وتقاتل بين يدي امرأة لوضعها الاجتماعي قبل الاسلام هكذا ووضعها بعد الاسلام هكذا ، لو كان احدكم يفكر في عقله كان يأتي لهذا المسير!، بعد ذلك اتباع البهيمة القائد العام للعمليات بعير -رغا فأجبتم صفارة الانذار وانطلاق المعركة برغاء الجمل ، وعُقر فهربتم)عند الرجوع الى ما ذكره المؤرخون من تفاصيل كيف كان القتال حول الجمل ، الكم الهائل من القتلا، هذا هو مصير انسان لديه تراث وتاريخ وسن وحكمة ومعرفة وحافظ للقرآن ،هل يليق هذا بإنسان يكون تابعا للبهيمة ، لو كانت الكعبة لما تقاتلوا وتدافعوا عنها بهذا المقدار ، يصبح عدم تحكيم العقل الى هذا المقدار، او ما حصل في الكوفة ايظا تغييب للعقل عندما جاء مسلم ابن عقيل عليه السلام ، الذي حصل هو تغييب للعقل ، لو ان مذحجاً مراد قبيلة يمنية مسلحة فيها على الاقل سبعة عشر الف مقاتل هؤلاء لو تفكروا قليلا بعقولهم، استُغفِلوا بالدعاية، لان السلطات تأتي في بالونات دعائية ، افكار خاطئة وتجعلها تؤثر على هؤلاء وتغيب عقولهم مدة من الزمان حتى تغيب فعلم ودورهم ،يقول لهم جاء عبيد الله ابن زياد اقتحم القصر ، كل الذين كانوا في القصر ثلاثون شخص ، وهؤلاء سبعة عشر الف ، جاءوا الى الساحة ، ماذا قالوا بدئوا يخوفون  الناس، بجيش الشام اذا جاء سوف يحل بكم الهلاك وتسبى النساء وتقتل الرجال ، وهذا الجيش لم يأتي من الشام ولا يأتي والتجييش كان أكثره من الكوفة ، وحتى لو افترضنا الجيش من الشام يقدم ، عليك ان تفكر على حسب قوله يوجد في الكوفة سبعة عشر الف انسان مقاتل والارض ارضي مع توفر المأمونة ، والجيش قام من الخارج منهك ومتعب ،نشن عليه الحرب وننهي وجودة، لو ان اي شخص فكر هذا التفكير انه كم عدد الجيش القادم ونحن في مكاننا مسلحين آمنين نستطيع التغلب عليه، وفي الواقع لا يوجد هناك جيشا ، لكن القضية استغفال لذلك الجمع وانطلت. عليهم الحيلة لعدم اعمالهم للعقل عدم نقدهم لهذا الكلام ، ولهذا انقلبت المعادلة ،هؤلاء العرفاء هؤلاء الذين كانوا في صف السلطة نزلوا الى الناس وبدأوا يتحدثون مع الناس على ان جيش الشام قام ويصنع بكم ما يصنع الله الله في انفسكم لا تصنعوا على انفسكم سبيلا، ارجعوا الى بيوتكم، واعلنت حالة الطوارئ في الكوفة ،وقال عبيد الله ابن زياد اي شخصا كان خارج بيته فقد برئت الذمة منه ، بمعنى انه يمكن ان يقتل ، الناس دخلوا الى بيوتهم وتسللوا عن مسلن ابن عقيل ع  ، مسلم جاء صلى صلاة المغرب ، الرواية تقول كان معه مئة شخص في صلاة المغرب ، وحين صلاة العشاء يلتفت ولا يجد خلفه احد .
اوجه التشابه بين الحسين ومسلم ابن عقيل :
- الحسين ع كان غريبا ومسلم ع في أشد انحاء الغربة في الكوفة .
-الحسين ع قضا نحبه عطشانا لم يشرب الماء، ومسلم ع تساقطت ثناياه في قدح الماء ولم يشرب الماء قبل مقتله .
_الحسين عليه السلام ذُبح ومسلم عليه السلام ذُبح .

مرات العرض: 3416
المدة: 00:57:22
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2585) حجم الملف: 19.6 MB
تشغيل:

تاريخ الشيعة الخوجة دور المرجعية وفاعلية الجمهور
الفساد المالي وإعاقة التنمية