حياة الامام علي ع من لسانه
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 19/9/1433 هـ
تعريف:


حياة الامام علي من لسان الأمام علي (ع)

تفريغ نصي الفاضلة أم حسين آل نور         

 

بالرغم من أن شخصية أمير المؤمنين عليه السلام لا يحيط بها البيان ولا يستطيع أن يصل إليها لسان الأنسان مهما أوتي من البلاغة والفصاحة والإحاطة إلا أن ما لا يدرك كله لا يترك كله ولذلك سوف نتحدث هذه السيرة العطرة بما نحن نفهمه وهو قليل لا بما هو عليه هذا الأمام وهو الكثير الكثير.

من السهل على الكثير من الناس أن يكونوا حكاماً فما عليك إلا أن تمتلك القوة والسلطة والأتباع أن تتقن فن السياسات وربما المؤامرات حتى تصبح حاكماً ليس على منطقة صغيرة بل ربما على دولة كبيرة هذا أمر ليس صعباً الصعب هو أن تكون عادلاً الصعب هو أنك بعد ما حكمت أن تكون أنساناً قبل أن تكون جلاداً وعادلاً دون أن تكون جائراً ومطبقاً للقيم الأخلاقية دون أن تكون جارياً وراء الشهوات ونوازع النفس وإلا فإن هذا الأمر من السهولة بمكان أنك تجد في هذا العالم تجد عسكريين لا يفقهون شيء صاروا رؤساء وتجد مدنيين لم يكملوا الابتدائية صاروا سلاطين وتجد ما بين هذا وذاك أيضا ًأنماطاً كثيرةً البشر لكن أن تجد أنساناً وأنساناً عادلاً يطبق حكمه بالقيم والأخلاقيات هذا ينبغي لك أن تبحث عنه كما تبحث عن إبرة في كومة قش وهذا إذا عثرت عليه عليك أن تعظم شئنه عليك أن ترفع ذكره عليك أن ترفعه لافتةً وشعاراً حتى يراه العالم ليس من الصعبِ أن يكون الأنسان مقاتلاً فإن المقاتل يعني أن تقتل أن تكون قاتلاً لعدوك هذا ليس أمراً صعباً الحيوانات المفترسة هذه طريقتها, طريقتها في الحياة أن تقاتل لكي تعيش, بعض الناس في هذه الدنيا أيضاً كما يصنع الحيوانات يعيشون بالقتال وللقتال وفي القتال ولكن الصعب ليس أن تكون مقاتلاً الصعب أن تكون مجاهداً فتبدأ بالجهاد الأكبر تجاهد نفسك ثم تنثني لجهاد العدو تكمل نفسك تسيطر على نوازعك على داخلك حتى إذا أردت أن تقتل عدوك الذي شهر سيفه في وجهك ولكنه شتمك أو بصق عليك تقوم عنه كما قام عنه أمير المؤمنين عليه السلام ولم يقتله لأنه لا يريد أن يقتله لحظ نفسه وللانتقام منه لجهة شخصية فهذا شأن المقاتل إنما يريد أن يقتله لأجل الله سبحانه وتعالى, وذلك هو شأن المجاهد, علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه هو من تلك القلة التي ينبغي أن يبحث عنها حتى تصبح راية وشعاراً وطريقاً وإشارة لكل أبناء البشرية حتى يهتدوا طريق الحياة الحقيقي كما عاشه صلوات الله وسلامه عليه, بالرغم من أن الظالمين الذين يفضحهم ذكر علي ويكشفهم خط علي ويعري مساوئهم وسوءاتهم نهج علي أبن أبي طالب .

هؤلاء عملوا منذ وفاة رسول الله صل الله عليه وآله وسلام, وإلى يومنا الحاضر على إعلان الحرب على أسم علي أبن أبي طالب وخط على أبن أبي طالب ونهج علي أبن أبي طالب لأنه يفضحهم ويكشفهم ويعري سوءاتهم ولا يبقي لهم وجوداً أمام الناس أرأيت كيف أن الظلام يفر من الضوء ولا يستطيع التعايش معه كذلك هم لا يستطيعون بظلمهم وظلامهم أن يتعايشوا مع ذكر علي ومع خط علي أبن أبي طالب عليه السلام, ولهذا كانوا أن اعلنوا عليه الحرب غيبوا منهجه غيبوا ذكره أنت تجد حتى كلماته التي قالها في مناسبات مختلفة نهج البلاغة كتاب يمنع في كثير من بلدان العالم السلامي هذا صحابي من صحابة الرسول صل الله عليه وآله وسلام وصحابة رسول الله ضمن الاتجاه الرسمي قولهم حجة فعلهم حجة كلامهم لا يرد هم فوق مستوى الوثاقة لكن عندما تصل النوبة إلى علي أبن أبي طالب ترى كلامه ممنوعاً وخطابة مرفوضاً ومنهجه محاصراً ومحارباً وحتى هذا الكتاب الذي نقل بعض كلمات علي أبن أبي طالب في كثير من بلدان العالم الإسلامي هو ممنوع رسمياً, لكن مع ذلك ولأن الله سبحانه وتعالى, تعهد بأن ما كان له ينموا وما عند الناس ينفذ وينتهي وأن وجه الله وما أريد به وجه الله باقياً وما أُريد به الشهوات زائل بقي ذكر أمير المؤمنين وكلام أمير المؤمنين وحفظ بالرغم من الحرب المستمرة عليه منذ ثلاثة عشر قرناً من الزمان فبقي لنا بحمد الله خطب كثيرة تسربت من هنا ومن هناك كما قال ذلك العالم عندما سؤل عن علي ومناقبه قال ما أقول في رجل أخفى أصحابه فضائله خوفا ً وأخفى أعدائه فضائله حسداً وحقدا ثم خرج ما بين هذا وذاك ما ملأ الخافقين, وهذا ما تكفل الله تعالى به, لذلك نحاول أن نتعرف على حياة علي عليه السلام بلسان علياً صلوات الله وسلمه عليه, فما أحد أصدق بعد رسول الله من على أبن أبي طالب حتى يعبر عن حياته ويترجم مواقفه ويتحدث عنما كان يهدف إليه من أنت يا أمير المؤمنين ماذا كنت كيف كان صراعك لماذا قاومت القوم كيف سرت في حكومتك ماذا صنعت لهذه الأمة ما الذي جعلك تدخل في الشورة ما الذي جعلك ترفض قريشاً هذه كلها وأمثالها مما تحدث عنه أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

نبدأ من البدايات لنتعرف على الألقاب الرسمية التي قالها عليا في حق نفسه وهو الصادق قال أنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم لا يقولها أحد غيري إلا كان كاذباً أسلمت قبل أن يسلم الناس وصليت مع رسول الله وخديجة ثلاث سنين قبل أن يصل أحد من الناس هذان اللقبان الصديق الأكبر والفاروق الأعظم يوحيان لنا بأن سرقة ما تمت في غفلة من الزمان من هو الصديق, الصديق أما أسرع الناس إلى التصديق وأما أحسن الناس تصديقاً يعني أما من ناحية الزمان سابق وأما أن يكون في نوعية تصديقه هو الأفضل والأقوى, تعالوا هل أحد سبق علياً في تصديقه برسول الله صل الله عليه وآله وسلم, تقول الرواية بعث رسول الله يوم الأثنين ويوم الثلاثاء أظهر علي إسلامه لم سلم لأنه لم يكفر بالله طرفة عين وإنما أظهر إسلامه بين يوم الأثنين ويوم الثلاثاء ليلة واحدة كانت هي الفاصلة بين إظهار علياً إسلامه وإيمانه وبين بداية بعثة رسول الله صل الله عليه وآله وسلام, فأي أحداً يستطيع أن يقول أنه سبق إلى تصديق رسول الله غير علي أبن أبي طالب, صديق بالسبق وصديق بنوعية التصديق إذا كان غير علي مع رسول الله صل الله عليه وآله وسلام, كتفاً بكتف ومع ذلك يعيش الحزن والغم والكآبة والتخوف حتى أمره رسول الله بل نهاه عن أن يحزن قال لا تحزن أن الله معنا فإذا بالمعين يحتاج إلى إعانة وإذا بالأنيس يحتاج إلى مؤنس ها كذا بينما علي أبن أبي طالب عليه السلام, وهناك حينما يتكلم القرآن الكريم لكي يبن نسبة هذا الإيمان يقول تعالى: (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ), أي على رسول الله عليه الصلاة والسلام وهنا علي عليه السلام, يقول (مَا شَكَكْتُ فِي اَلْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ), لم يتطرق لتردد أو شك ولا تراجعٌ نفسيٌ منذ أول يوماً أعلن إسلامه إلى أن قضى نحبه ثابتاً في ثقته بالله وفي تصديقه برسول الله صل الله عليه وآله وسلام, هو والفاروق الأعظم ما معنى الفاروق, الفاروق هو الذي يفصل به بين الحق والباطل, وعلياً مع الحق والحق مع علي يدور مع حيث ما دار, القرآن مع علي وعلي مع القرآن وهذا هو الذي يجع الشخص فيصلاً وفاروقاً ومقياساً بين الحق والباطل لكن تمت سرقة هذا اللقب والاستيلاء عليه كما تم الاستيلاء على مناقب عديدة كانت لأمير المؤمنين عليه السلام لو أراد الأنسان أن يتحدث عن الأحاديث المستنسخة والمناقب المقولبة لطال به المقام يقول أمير المؤمنين أنا أسلمت قبل الناس صدقت رسول الله قبل أن يكون هناك أحد ثلاث سنين رسول الله وخديجة وعلي عليهم صلوات الله وسلامه يصلون وباقي الناس عاكفون على الأصنام هذه بداية أمير المؤمنين عليه السلام أما منزلته وموقعه من رسول صل الله عليه وآله, لأن مثل هذا الكلام يأتي .

ويروى عن بعضهم أنه من كان أحب الناس إلى رسول الله قالوا فلان ومن النساء قالوا فلانه, عجيب أين علي وفاطمة, أمير المؤمنين عليه السلام, يقول (ولقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة و المنزلة الخصيصة كنت وأنا صغير يضمني إليه ويشمني عرفه ويمسني جسده فلا والله ما وجد لي زلة في فعل ولا خطلة في قول وكان يضع لي كل يوماً عَلماً من أعلامه أو عِلماً من علومه على اختلاف الروايتين ويأمرني بالمصير إليه والاهتداء إليه), تربية نبوية مباشرة منذ الصغر القرابة تصل إلى حد أنني لشدة قربي أشم تلك الرائحة الزكية لجسم رسول الله صل الله عليه وآله وسلم, أما القرابة المعنوية فكانا يربيني تربية مباشرة ينزل لي ويضع لي في كل يوم عَلماً من أعلامه العلم يعني علامة مثل واحد أنت أتريد أتعلمه كيف يمشي أتخلي له شيء وتخليه يمشي إليه وبعد ذلك تنقله إلى مكان آخر وها كذا, الأمام يقول رسول الله كان يصنع لي ها كذا من الأخلاق والمعارف كل يوم ينصب لي علماً ويأمرني بالمصير إليه تعبير أن أنه كان يؤدبني ويربيني أو على الرواية الأخرى يعجل لي علماً من علومه فأين من كان إلى جانبه وأين من كان بصحبته وأين من كان قريباً من وأين من كان حبيباً منه لو لا أمير المؤمنين صلوات الله وسلمه عليه.

يمشي في هذا المشوار أمير المؤمنين ويتحدث فيه ما بعد عن المؤامرة التي صاغتها قريش لإبعاد أمير المؤمنين عليه السلام عن الخلافة وهذا من أعاجيب الزمان وكأنه كان ينبغي للمسلمين أن يكافئوا قريش التي قاتلتهم وحاربتهم أن يكافئوها بالعطاء قريش تختلف عن سائر القبائل وسائر المناطق أنها قاتلت النبي إلى النفس الأخير عازمة على إنهاء دعوته وعلى قتل رسول الله بخالف باقي المناطق كمناطق المدينة المنورة الأنصار فيها بمجرد أن بعث النبي صل الله عليه وآله لهم مصعب أبن عمير آمنة المدينة لهم سلماً وطوعاً ودخلوا في دين الله أفواجا ولم ترق قط قطرة دم واحدة في سبيل الإيمان بعض القبائل مثل عبد القيس في هذه المنطقة لم تحتاج إلى اكثر من رسالة من رسول الله يطلب منهم فيها الإيمان فإذا بهم يؤمنون برسول الله ما احتاج إلى سلة سيف واحدة ولا تهديداً وإنما أمنوا بالله ورسوله طائعين خاضعين راغبين وأما قريش فما آمنوا إلا راغمين وبعد أن خاضوا مع رسول الله صل الله عليه وآله, ما يقارب من ثمانين معركة وغزوة وسرية منها بعض الغزوات الكبار كبدر وأوحد والخندق وتحالفوا مع ثقيف في حنين وغيرها ونصروا اليهود في خيبر ولما أحاط بهم رسول الله في فتح مكة وجاء لهم بجنود لا قبل لهم بها عشرة آلاف واحد مرة واحد صاروا على أبواب مكة هنا علمة قريش بأنها لا تستطيع المواجهة فاستسلمت راغمه وإلا كانت قبل ذلك تقاتل بشراسة أنفقت المال قاتلت بالسلاح دبرت المؤامرات من أجل أن تنهي حياة رسول الله وأن تنهي الإسلام والدين فهل ينبغي أن تكافئ هذه على أن تكون الخلافة فيهم وأن تزوا عن علياً لان قريش لا يعجبها علي أبن أبي طالب قال أحدهم أتدري ما منع قومكم منكم فقال لا قال أبن عباس أنه لا, لا أعلم قال لان الله لا يجمع النبوة والإمامة في بيت واحد هذا من أين جاء به لا نعرف وهذا كذبه أمير المؤمنين عندما قال في خطبته وقد سئل لماذا دخلت في الشورة مع أنك تنعت الشورة بنعت سيء قال أنما دخلت في الشورة لان فلاناً قال لا تجتمع النبوة والإمامة في بيت واحد فأردت أن أدخل بأمره هو حتى يكذب فعلته قولته هو اللي جابنا إلى الشورة وهو الذي نقل أيضاً بأن النبوة و الإمامة لا تجتمع في بيتاً واحد فأن دخلت بعد ما طلب مني لأنه يحتمل أن تأتي الخلافة لي وبالتالي هذا تكذيب عملي لذلك الكلام الذي قيل قريش هذه لا يعجبها أن يكون علي أبن أبي طالب خليفة لا تريد أن يكون علي خليفة فكان أن ابعد علي عليه السلام, عن مقام الخلافة ولذلك كان يقول الأمام عليه السلام, اللهم أني أستعديك على قريش فإنهم أكفئوا إنائي وأجهضوا أمري وسلبوني حقاً كنت أولى به من غيري هذا أنا الحق هذا حق الخلافة والإمامة كان لي, طيب إذا كذا لم لا تمضي يا أمير المؤمنين إلى آخر المشوار في الصراع وليكن ما يكون يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَلَا الْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ وَلَكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَنُظْهِرَ الْإِصْلَاحَ فِي بِلَادِكَ فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ), أنا لست غاوي سلطة ولا راغب حكم ولا مفكر في شهوات نفس ولا أرغب في مال وإيما هي القضية أني أريد أن أتحرك لكي يعاد حكم الإسلام وقيم الدين تعود حاكمة على الناس إذا كان كذلك لم تخليت يا أمير المؤمنين لماذا لم تقاوم ولم تواجه بالمقدار اللي عندك أتروح إلى أخر المشوار يقول حتى إذا رأيت راجعت الناس قدر رجعت عن الإسلام يدعون إلى محو دين محمد صل الله عليه وآله وسلم, يقول خشيت من ذلك حتى إذا رأيت راجعت الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محو دين محمد فخشيت أن لم أنصر الإسلام وأهله أن يصيبه ثلم يكون ذلك أعظم من فوات أمرتكم هذه علي وإنما هي متاع أيام قلائل أنا شخيت أذا أدخل في المعركة مثل ما كان أبو سفيان يريد مثل ما كان بعض المتربصين بالدين يريدون خشيت إذا أدخل في هذه المعركة أن ينهدم نظام الإسلام وكيان الإسلام وأن يحدث به ثلمة وشرخ فوات أمرتكم أهون علي من أن يحدث هذا في دين الإسلام لأنه هو الذي شيده فلا يمكن أن يسمح بخرق هذا الدين وبثلم هذا الدين وأخيراً جاءت الخلافة إلى أمير المؤمنين عليه السلام, على غير مطالبة منه فيها ولا ركض من قبله لأجلها فقال لهم دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان وأنتم لا تصمدون إلى ما أريد أنا إذا جئت أوردكم مناهل الحق والعدل وهذا يصعب على قسم من الناس جاء علي لكي يكنس كل أثار الظلم التي سبقة عهده الشريف فقال لهم ألا وأن كل قطيعة أقطعها الخلفاء من قبلي مردودة إلى بيت المال هذه الأراضي التي تعطى بالمجان لأناس لا يستحقون من أموال الناس عموماً يجب أن ترجع إلى بيت المال لا يملك السلطان هذه الأرض حتى يوزعها كما يوزع الكيك مثلاً على ضيوفه هذه ليست له إنما الأرض لله ولمن عمرها ترجع إلى بيت مال المسلمين أما القطائع ولاسيما يملك الأموال الطائلة فهي ليس لها وجه شرعي جاء أمير المؤمنين عليه السلام وقال كل هذه القطائع مردودة إلى بيت المال لأنها مبنية على الحرام والغصب وتقادم الزمان عليها لا يحول الغصب إلى شيء محلل تبقى مغصوبة محرمة والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لددته فإن من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق سار بهم هذه السيرة قالوا له يا أمير المؤمنين هالسياسة تقتضي أن تبقي فلاً وفلاً حاكمين أبقي معاوية أبقي المغيرة أبن شعبة فد مقدار من الزمان إلى أن تثبت بعد ذلك أعزلهم أنه يقول له في هذه المدة كل يوم يحكمون بلا جهة شرعية ويظلمون بلا جهة شرعية ويسرقون الأموال بلا جهة شرعية هذا هو تحت مسؤولتي أنا فكيف أسمح لهم بأيام إضافية أتأمرون أن اطلب النصر بالجور لا والله حتى وأن كان ذلك في رأيكم يدعم ملكي والظلم لا يدعم ملك أحد السرقة لا تدعم ملك أحد الرشوة لا تصنع شيء مستقراً حتى لو زعمتم أن هذا يدعم حكمي وملكي فأنا لا أعمل بذلك أتأمروني أن اطلب النصر بالجور والله لا أطور به ما سمر سمير وما أم نجم في السماء نجما كيف والمال مال الله والله لو كان المال لي لسويت بينهم في العطاء كيف والمال مال الله لو كان لي ما كنت افضل هذا على ذاك فكيف والحال أن المال ليس لي وأنا لا ستطيع أن أتحرك فيه إلا بما أمر الله عز وجل سلام الله على أبي الحسن ليس غريباً يا سيدي أن يضيعك الأقربون ويتعشقك الأبعدون اللذين قد خلوا من العقد وخلوا من الحس الطائفي فإذا بالمسيحي يكتب فيك شعراً ونثراً ويعظم شئنك فإذا لم يكن علي نبي فلقد كان خلقه نبوياً يا سماء أسمعي و يا أرض قري وخشعي أنني قد ذكرت علياً, لقد قررت الأمم المتحدة قبل ست سنوات أن الوثيقة المعروفة عندنا بعهد الأمام لماك الأشتر هي من الوثائق الإنسانية التي ينبغي أن يتثقف بها البشر باعتبارها نموذج أسمى للحكم الصالح والعادل على لم يبقى إلا خمس سنوات ولكن خمس سنوات وأشهر في حكمة ولكن مع ذلك قدم نموذجاً أسمى جعلنا نعتقد أن أحكام الدين وتشريعات النبي هي قابلة للتطبيق ولو لا فترة أمير المؤمنين عليه السلام لكن نقول بعد رسول الله لم يطبق هذا الإسلام في عدالته وفي تشريعاته بتمام معنى الكلمة ومعنى ذلك أنه ليس ديناً واقعياً وإنما هو دين مثالي نظري لا يمكن تطبيقه في العدالة المعاصرة وفي الحكم المعاصر لكن جاء علي عليه السلام وقال لنا حتى وأن خضت ثلاثة حروب ضخمة في خمس سنوات إلا أنني قادر على تطبيق العدالة إلا أنني قادر على سياسة الأمة سياسة عبر الأخلاق والقيم والشريعة فاعتقدنا بعد أن رأينا ما رأينا أن من الممكن للإنسان في مختلف فترات حياته أن يطبق هذا الدين لكن الثمن الذي دفعه أمير المؤمنين عليه السلام كان ثمناً عظيماً جداً برعايته للقيم قتله أعداءه كان بإمكانه أن يصنع كما يصنع غيرة يقول هذا أبن ملجم رجل من الخوارج يتهدد علي بالقتل أعتقله وأقطع عنقه أحسم الشر من الأساس عند إذن لا يكون علي أبن أبي طالب عند إذن يكون كأي حاكم من الحاكمين الدين يعاقبون على التهمة ويقتلون على الظنة فلا يعود مهوى أفئدة طلاب الحرية والعدالة في العالم دفع الثمن أمير المؤمنين غالياً من أصحابه المخلصين من راحته من حياته من دمه الشريف ولذلك قضى نحبه سريعاً يعني مستمر في الحكم إلا خمس سنوات وأشهر وذهب شهيداً إلى خالقه وكأنه في مثل هذه الليالي والأيام يتذكر مقالة رسول الله له قبل ثلاثين سنة سبحان الله رسول الله يبكي مصيبة أمير المؤمنين قبل وقوعها بثلاثين سنة أحنا عادة نبكي على المصيبة إذا صارت بعد وقوعها ورسول الله يبكي مصيبة علياً قبل حدوثها بما يقارب من ثلاثين سنة عندما كان يخطب في فضل شهر رمضان قام علي عليه السلام وسأله كي يجيب رسول الله فيفهم الحاضرون قال ما أفضل الأعمال في هذا الشهر يا رسول الله يا علي أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله ثم بكى رسول الله صل الله عليه وآله وسلم, سالت دموعه على خديه قال له أمير المؤمنين بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبك الله عينيك ما الذي يبكيك قال لما يرتكب منك يا علي ماذا يحصل لك يا علي كأني بأشقى الأخرين يتب أشقى الأولين قد عمد إليك فضرب هامتك بسيفه فخض شيبتك من دم رأسك أي وا إماماه وا علياه وا سيداه رسول الله يبكي يا علي من قلتك فقد قتلني ومن ظلمك فقد ظلمني ومن آذاك في آذاني كأن رسول الله في فجر هذه الليلة هو المضروب في المحراب هو المجروح في المحراب لان نفسه علي أبن أبي طالب مجروح هناك وهو يقول من قتلك فقد قتلني يا علي لهذا كان يترقب أمير المؤمنين عِدة رسول الله وكان يتوقع في مثل هذا الشهر الكريم أن ينبعث أشقاها ليخضب هذه من هذه ويتشوق إلى لقاء أحبته وأصحابه كان يبكي في أواخر أيامه يبكي ويمسح دموعة يقول أين عمار وأين أبن التيهان وأين ذو الشهادتين وأين أولئك النفر الذين أبرد برؤوسهم إلى الكفرة قد لقوا الله فوفاهم حسابهم يا أمير المؤمنين أنت أيضاً في أثرهم رائح وستفجع من خلفك برحيلك حتى يقول الناس وا إماماه وا علياه وا سيداه عظم الله أجوركم مثل هذه الليلة إفطار أمير المؤمنين في منزل أم كلثوم هلموا نذهب إلى الكوفة لكي نرى أي حزناً يخيم على هذه البلاد وأي مصيبة سوف تحل عليها خلال ساعات صار وقت الإفطار قربت أم كلثوم إلى أبيها طعام الإفطار إناءين إناء فيه لبن حليب وإناء آخر في خبز شعير يابس التفت إليها بنيا أم كلثوم متى عهدتي أباك يأكل من إناءين متى تدرين أن والدك هالقدر إسراف عنده لقد دخل عليه رجل من أصحابه فلما رأى خبز شعير يابس موضوع في جرار يقول أنا رحت إلى فضه خادمة أمير المؤمنين أما تستحي أما تتقي الله في هذا الشيخ الكبير ثلاثة وستين عمره وأنت تطعمينه هذا الخبر اليابس هوني عليه خلي له أكل طيب قالت والله كنت أريد أن اصنع ذلك لكن أمير المؤمنين كان يأخذ الخبز وضعه في جرار ويغلق عليه لازلت متأسي برسول الله أنا على منهاج رسول الله سائر فقال إلى أبنته يا بنيا أرفعي أحدهما رفعت اللبن وأفطر أمير المؤمنين عليه السلام على خبز شعير يابس مع شيء من الملح ها كذا حتى يلقى ربه خميص البطن صلوات الله وسلامه عليه قال إلى أبنته بنيا أنا أدخل إلى الدار أنام قليلا ً أيقضيني لورد نصف الليل تقول أبنته دخل ما هي إلا هو نيئة ساعات بسيطة وإذا به يستيقظ مفزوعاً وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم جئت إليه أبا مالي أراك على هذا الحالة الليلة مضطرب أشفيك ماذا بك يا أباتي أنت الشجاع أنت اللي تعطينا الأمان أنت اللي تعطينا الاطمئنان بس أشوف الليلة وجل متوتر وضعك غير طبيعي وش فيها هذه الليلة ماذا تخبئ لنا بنيا لقد رأيت جدك رسول الله في المنام فشكوت له ما لقيته من أمته فقال يا علي صبراً صبرا أنك صائر لينا بعد ثلاث ليال.   

 

 

مرات العرض: 3443
المدة: 00:57:28
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2584) حجم الملف: 19.7 MB
تشغيل:

الامام علي صوت العدالة الإنسانية
الحلم والكرم في حياة الإمام الحسن ع