ندوة الاستقرار العائلي ، الزهراء عليها السلام مثالاً

محرر الموقع
استضاف منتدى الجواد سماحة العلامة الشيخ فوزي السيف في ندوةٍ ناقش فيها (الاستقرار العائلي... الصديقة الزهراء عليها السلام مثالاً)، مساء الخميس الموافق لـ17/5/1429هـ في حسينية آل عرقان بالشويكة في محافظة القطيف.

وقد أدار الحوار الأستاذ رضي العسيف.

في البدء تحدث العلامة السيف عن الاستقرار العائلي مشيراً إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى الإخلال بهذا الاستقرار والإضرار به، من باب أن الأشياء تعرف بأضدادها، فكان من بين ما أشار إليه من فيروسات الاستقرار العائلي:

• الحرمان العاطفي: وذاك لأن الحرمان العاطفي يسبب خللاً في تنشئة الطفل الذي يعيش في ظل هذه الأسرة، وهذا الخلل قد يتفاقم فيما بعد ليتحول طفل اليوم إلى عنصر خطرٍ في المستقبل، منغمساً في أوحال الجريمة والانحراف.

• العنف الأسري: فحينما تتحول العلاقة بين الزوجين من علاقة مودةٍ ورحمة إلى علاقة يشوبها العنف المادي والمعنوي من ضربٍ أو شتمٍ وما أشبه... وكذا حين تتحول علاقة الأب مع ابنه إلى هذا النوع الشاذ من صور العنف، فإن الأسرة ستتحول إلى بؤرةٍ تصدِّر العنف في المجتمع، هذا عوضاً عن أن الفرد في هذه الأسرة سينشأ مفتقداً للشعور بالاطمئنان والأمان، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاق وتفكك الأسرة وتشرذم أفرادها؛ بسبب ما تعاني منه من فقرٍ عاطفي.

بعد ذلك تساءل العلامة السيف: كيف يمكن أن نجعل البيت مستقراً بعيداً عن الاضطراب العائلي؟
وللإجابة عن هذا السؤال أشار إلى حياة الصديقة الزهراء عليها السلام؛ باعتبارها النموذج والمثال الأرقى. ثم تطرق إلى بعض الشواهد من حياتها المباركة.

وفي البدء توقف قليلاً عند حديث الكساء المروي عن الفريقين سنةً وشيعة خاصةً في صدره، ومن خلاله استفاد عدة إشارات جديرةٍ بالتوقف:

• إلقاء التحية في البيت بين أفراد الأسرة، ومناداة كل فردٍ باسمه الذي يحب أن يُنادى به.
• الاستئذان قبل الدخول.
• الاهتمام بالمظهر الخارجي للهندام.
• دعاء كل فردٍ من أفراد الأسرة للآخر بالخير والصلاح.
هذا إضافةً إلى ما رُوِي عنها سلام الله عليها من اهتمامها بتنظيف منزلها والطهي لأفراد أسرتها مما أدى إلى إرهاقها في بعض الأحيان بحيث أثَّر على بدنها الشريف، لكنها لم تستنكف عن القيام بأعمال المنزل في يومٍ من الأيام، كما رُوِي عنها قولها لأمير المؤمنين عليه السلام: (ولا خالفتك منذ عرفتك)، كما رُوِي عنه عليه السلام قوله: (ما أغضبتني منذ عاشرتها...).

ثم فُتِح المجال أمام الجمهور للنقاش والمداخلات والأسئلة. مما أضاف إلى الندوة وأثرى عطاءها.
الجدير بالذكر أن الحضور النسائي كان متواجداً أيضاً في هذه الندوة .