حلقة نقاشية في مركز آفاق للبحوث

محرر الموقع

استضاف مركز آفاق للدراسات والبحوث سماحة الشيخ فوزي آل سيف ، في ندوة نقاشية حول كتاب ( رؤى في قضايا الاستبداد والحرية ) ، وذلك في ليلة الخميس 16/4/1429 ، بادارة عيسى زين الدين ، بينما قدم حسين بزبوز قراءة نقدية في الكتاب ، تم توزيعها على الحضور .
وقد بدأ سماحة الشيخ بتقديم خلاصة عن أفكار الكتاب ، وهدف تأليفه مذكرا بأن الكتاب موجه إلى الجمهور الذي يصطلي بنار الاستبداد السياسي ، وقد يكون ضحية الاستبداد الديني أو قائما بالاستبداد الفردي .
ثم استمع الحضور إلى ملخص لقراءة نقدية ، قام بها المحاور حسين بزبوز ..
وبدأ الشيخ بعدها بذكر ملاحظاته على تلك القراءة النقدية ، مشير إلى النقاط التالية :
1/ مخالفة الكاتب للناقد الذي رأى أن عنصر الاستبداد أصيل بل غالب في النفس الانسانية مستشهدا ببيت المتنبي ، خصوصا مع ما  رآه من ضغط المصالح المادية .. وبين سماحة الشيخ أن النظرة المستفادة من القرآن والروايات أن الخير والشر والعدالة والاستبداد خطان متوازيان ، وقد زود الانسان بسلاح العقل والارادة ، لمواجهة الشيطان والهوى كما بعث الانبياء له لارشاده . وما ذكره المؤلف في كتابه إنما هو أن في كل انسان ( مشروع ) طغيان ، يمكن أن يسترسل فيه ويمكن أن يؤدب نفسه فيسلك سبيل الانصاف والعدالة .
2/ مخالفة الكاتب للناقد في قوله ( ألقاه شفويا ) أن الامامة ليست حلا سحريا ، وأن الأئمة لو حكموا لكانوا يخضعون لظروف الواقع المعاش ، واستشهد على ذلك بموضوع الرق .. وعلق الشيخ على ذلك بأنه لا أحد يدعي الحل السحري في الامامة بل ولا في نظام الاسلام ، وأنه ليس العصا السحرية التي تغير وضع الناس بالرغم منهم ، وإنما يضمن الدين ونظام الإمامة أفضل الحلول الممكنة التي لو اتبعها الانسان لوصل إلى الخير ، وإلا فحتى النبي هو ( إنما أنت مذكر ) .
3/ في موضوع نقد المدرسة الشيعية والعلماء الشيعة وأن علينا أن لا نكتفي بنقد المدرسة السنية ، بل لنبدأ في نقد الاستبداد في المدرسة الشيعية . وقال الشيخ في تعليقه على ذلك ، بأن  المسألة ليست مسألة طائفية ولم تطرح الفكرة ضمن الاطار المذهبي وإنما كان الحديث عن الاستبداد كفكرة ، وأنه من أي جانب قد أتت سوف تعارض . لكن قد تقوم بعض المدارس العقدية بتبني أفكار تنتهي إلى الاستبداد مثل فكرة إطاعة الامير برا أو فاجرا ، فهنا تؤسس هذه الفكرة للاستبداد .. بغض النظر عن كونها شيعية أو سنية .
4/ قال الناقد أنه لا يوجد في الاسلام محددات لحرية التعبير ، وأنه انتشر ومورس على هذا الاساس ، فرد سماحة الشيخ بأننا تارة نتحدث عن أفكارنا الشخصية وهنا لامشكلة ، وتارة نتكلم باسم الاسلام هنا لا بد أن نرجع إلى نصوص الدين ، وتاريخ الاسلام , ومن الواضح أنه بالرجوع إلى النصوص ومناقشتها سندا ومتنا ، وبالنظر إلى الحوادث التاريخية .. سوف نجد خلاف ما ذكره الناقد .
كما تم الاستماع إلى مداخلات مفيدة من عدد من الحضور .

 

 

( من راصد )