الأسرة بين العفاف والخيانة الزوجية

موقع العفاف كمفهوم يعتبر في الدرجات العالية ليس فقط في مقياس الأخلاق بل حتى بالقياس للعبادات .. فقد أعتبر كما في الروايات : أفضل العبادة ، كما في حديث عن أمير المؤمنين عليه السلام : أفضل العبادة شيء واحد ، وهو العفاف .. وأحب العفاف إلى الله عفاف البطن والفرج .. وفي الصحيح ، عن أبي بصير قال : قال رجل لأبي جعفر عليه السلام : إني ضعيف العمل ، قليل الصيام . ولكني أرجو أن لا آكل إلا حلالا قال فقال له : وأي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج . وإذا كان لكثير من الذنوب ، كالسرقة ، وأكل الحرام ، والزنا ، منشأ هو الحرص ومد اليد أو النظر أو التطلع إلى الشهوة المحرمة ، فإن منشأ ما يقابلها من الأمانة والامتناع عن الحرام ، وعدم القرب من الزنا ينتهي إلى العفاف .. في الحياة الزوجية والأسرية ، يلعب العفاف الدور الأكبر في حفظ الأسرة من التصدع .. فإنه قد أعتبر أفضل ما تتحلى به المرأة ( الزوجة ..) : وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله .. واعتبر النبي صلى الله عليه وآله هذا النمط من النساء ممن يستحق أن يكنز !! ، فقد روي أنه لما نزلت آية : الذين يكنزون الذهب والفضة .. قال : ألا أخبركم بخير ما يكنز ؟ المرأة الصالحة ، اذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته ! وهناك علاقة تبادلية : وجدلية ( مؤثرة ومتأثرة ) بين عفاف الزوجة وعفاف الزوج ، ولهذا وجه للزوج الحديث ( عفوا تعف نساؤكم) وأنه ( كما تدين تدان ) وهو أمر ليس بالغيبي بالضرورة بل هو قانون اجتماعي .. في الحديث عن النبي ( تزوجوا في آل فلان فإنهم عفوا فعفت نساؤهم ) . بيئة العفاف الاجتماعي : ـ تأتي التوجيهات الاجتماعية لتخلق تلك البيئة بدءا من قضية التفكير والهم والنية : ففي الخبر الصحيح وفي الصحيح ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : اجتمع الحواريون إلى عيسى عليه السلام فقالوا له : يا معلم الخير أرشدنا فقال لهم .. فقال إن موسى نبي الله أمركم أن لا تزنوا وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا أن تزنوا فإنه من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت . وعن أبي حمزة قال : كنت عند علي بن الحسين ( عليه السلام ) فجاءه رجل فقال : يا أبا محمد إني مبتلى بالنساء فأزني يوماً وأصوم يوماً فيكون ذا كفارةً لذا ، فقال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) : « إنه ليس شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يطاع فلا يعصى فلا تزني ولا تصوم » فاجتذبه أبو جعفر ( عليه السلام ) إليه فأخذه بيده فقال : « تعمل عمل أهل النار وترجو أن تدخل الجنة » الثاني : الحجاب والتستر :والغرض منه منع إثارة الشهوة ، ويقابله بالنسبة للرجل لزوم غض البصر ، لا أن يقول البعض انظر إلى فلان شيء منها ظاهر ، وهو يدقق في ذلك (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) .. الحجاب هو اعلان التزام ، وينبغي أن يكون هو تصادق بين الإعلان وبين المعلن عنه .. الحجاب غرضه ما قاله القرآن ( ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) ، ( أزكى لهم ) . الخطأ الذي يحدث أحيانا هو الانشغال بالحديث المفصل عن العنوان والاعلان ، بينما يضيع المعلن عنه .. كم طول العباءة ؟ وهل هي فوق الرأس أو تحته ؟ لكن الأهم أنها اعلان عن الالتزام وأنني امرأة عفيفة ! الحجاب دعوة اجتماعية ، وتبليغ متنقل .. فلا ينبغي أن يخالف ما وضع له .. لو أن شخصا أخذ معه لافتة تقول أنا ملتزم ، لكان ذلك شيئا ممجوجا لكن المرأة المحجبة تصنع ذلك بحجابها بلطف . ( كلام المسلمة مينة أمينة ت 2010 هـ التي كادت ان تقتل لاسلامها وحرمت من حضانة أبنائها ، تتحدث عن أن الكثيرات من المسلمات لا يعرفن لماذا يضعن قطعة القماش على رؤوسهن .. يُعرفن / فلا يؤذين ..تعرف أنها مسلمة وبالتالي ملتزمة بالوفاء والخلق ..الخ . هي مسلمة وليست لعبة ! المنع من الاختلاء : المؤدي إلى الحرام . فإن التحريم هنا مقدمي .. ومثله التواصل المؤدي إلى الحرام : يسأل البعض عن هل يجوز التواصل بين الشاب والشابة ، فيقال : إن الأمر يحكم بمؤدياته .. فقد يكون مشاكل الابتزاز : هي من فروع التواصل الخاطئ ، والحل عدم الخضوع ، والاستعانة بالهيئات الرسمية لمعاقبة المبتز . من دوافع الخيانات : الحياة الجنسية الباردة : وهذا بالطبع ليس تبريرا ، وإنما هو ذكر سبب لفهم طريقة علاجه ، مثلما أنك تقول إن سبب الأيدز مثلا هو العلاقات الجنسية الخاطئة ، فإن معرفة هذا السبب لا بد أن يقود إلى علاجه بترك تلك العلاقات . أن ترك التهيئة و(في القوي عن الحسن بن جهم قال رأيت أبا الحسن « عليه السلام » اختضب فقلت جعلت فداك اختضبت ؟ فقال نعم إن التهيئة مما تزيد في عفة النساء ، ولقد ترك النساء « أو نساء » العفة بترك أزواجهن التهيئة ثمَّ قال : أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة ؟ قلت لا قال فهو ذاك . ) . المرأة التي تكلمت عن الطلاق لأن زوجها أشبه بالقاذورة .. وعكس الأمر أيضا لا يراها إلا وروائح المطبخ قد وصلت .. التسويف من قبل كل منهما .. قد ينتهي إلى الانحراف الجنسي . عدم التمكين أو التعزز والمساومات "لم نعد صغاراً على هذه الأمور". / عدم معرفة الآليات . قضايا نفسية : حاجة البعض للشعور في نفسه بأنه لا يزال مطلوبا ، سواء كان الرجل أو المرأة .. يعتقد بعض الرجال أنهم يمكنهم أن يكونوا علاقة مع نساء أجنبيات وأن يمارسوا المحرمات معهن، ولكن زوجته ينبغي أن تكون وفية وأمينة له فقط, ومن ناحية أخرى تعتقد بعض الزوجات أنه يجب معاملة الزوج بمثل معاملته لزوجته أي السيئة بالسيئة . البعض أناني ويحب لنفسه الإطراءات ويصدقها وينجذب لها بسرعة، فعندما يحصل على مجاملة من زميلته في العمل أو أي فتاة في الشارع أو أي مكان آخر، يصدق أنه ما زال جذاباً، ليثبت لنفسه أنه ما زال شاباً ومرغوبا به. والعكس أيضا من بعض النساء عندما تسمع عدة كلمات لا تجدها في المنزل تنتهي ! تحقيق الذات في وسط الأصحاب ، بأنه شجاع ! ذيب ! بينما فلان يخاف من امرأته فلا يتأخر عن البيت كذا .. مع أن هذا مفخرة للإنسان أن يجعل منزله والحفاظ على بيته مقياسا يقيس به الأشياء ..( لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ) هذه هي القمة الأخلاقية ! الباقر : إياك والابتهاج بالذنب فإنه أعظم من ركوبه ! الأصدقاء السيئون والشلل الفاسدة : وأهم من كل ما سبق : قلة المراقبة لله عز وجل ابن مسعود رضي الله عنه قال : « سألت رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : أن تجعل لله ندا ، وهو خلقك ، قلت : إن ذلك لعظيم ، ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ، قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك » والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ) عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله تبارك وتعالى من رجل قتل نبيا أو إماما ، أو هدم الكعبة التي جعلها الله عز وجل قبلة لعباده أو أفرغ ماءه في امرأة حراما .