الامام السيد محمد الشيرازي: سلطان القلم

نبذة سريعة : الولادة في النجف والنشأة في كربلاء ، والبيت بيت عريق في المرجعية منه الميرزا الشيرازي الكبير ، وقد فصل ذلك الآقا بزرك الطهراني في كتابه ( هدية الرازي إلى الامام المجدد الشيرازي ) . في كربلاء بدأ نشاطاته وبرز كأحد أكبر الشخصيات فيها بعد وفاة والده الميرزا مهدي سنة 1380 هـ ، ووفاة آية الله العظمى السيد حسين القمي ، فقام بعدد من النشاطات كمدارس حفاظ القرآن وحافظات القرآن ، وهيئات للتبليغ السيار ، ومنابع الثقافة الاسلامية . وعدد من المدارس الدينية . كما كان أيضا له دور في التواصل مع الحكومات القائمة ، متصرفية كربلاء ، ووزير الأوقاف ، لملاحظة احتياجات البلد العمرانية والدينية . مع سيطرة البعثيين القوية على الأمور رأوا في هذه النشاطات مقدمة لصناعة القوة ، وكانوا قد بدؤوا هجمتهم الكبرى على الحوزة والاتجاه الديني ، فأصدر حكم باعتقال السيد حسن الشيرازي ، والذي أفرج عنه فيما بعد واستطاع الخروج من العراق باتجاه بيروت . ليتبعه فيما بعد السيد الشيرازي ومجموعة كبيرة من تلامذته وتياره ، حيث كانت السلطة البعثية عازمة على اعدامهم . 1391 وصل إلى الكويت ، وبقي فيها مساهما في نشر الوعي والمعرفة الدينية في الكويت وفي عموم الخليج ولا سيما المنطقة الشرقية والبحرين ، حيث كان لوكلائه دور كبير في ذلك كتابة وخطابة ، وإيصال كتب .. في سنة 1399 هـ ومع انتصار الثورة الاسلامية في إيران غادر الكويت إلى ايران حيث استقر فيها إلى وفاته في شهر شوال من سنة 1422 هـ . يلاحظ في حياة السيد الشيرازي أمور متعددة : 1/ الانتاج التأليفي الغزير ، والذي تجاوز مئات الكتب تنوعت ـ كما يقول د. الصغير : ما بين مواد تخصصية في علم التشريع من فقه وأصول وحديث وكلام ، وبين الدفاع عن ثوابت الدين والاحتجاج لمذهب أهل البيت ، وما بين الثقافة الاسلامية العامة .. وفي ذلك كان منتجا بشكل مذهل . فقد كتب تحت عنوان الفقه : الموسوعة الفقهية التي بلغت 150 جزءا . وتتميز بأنها كانت تسلك مسلك المشهور في الاختيارات الفقهية ومسلك الخبر الموثوق في الاستدلال .. وهذا ما يعطي مساحة للمؤلف كبرى للاستدلال . وطرق فيها مواضيع جديدة مثل : فقه الحقوق ، وفقه القانون ، وفقه المسائل الطبية ، وشرح أكثر الكتب الدراسية في مرحلة السطوح : كمنظومة السبزواري في الفلسفة والحكمة ، ورسائل الشيخ الأنصاري في الأصول ، وكفاية الآخوند في الأصول أيضا ، ومكاسب الشيخ الأنصاري في الفقه . ونقرأ في عناوين كتبه في السياسة والدولة : 41 كتابا . وفي التاريخ والمذكرات 38 كتابا . في القرآن حدود 10 كتب منها تفسيران : تقريب القرآن للأذهان ، وتبيين القرآن . وهو في ذلك يعتمد على نظرية أن طريق النهضة يبدأ بتعميم الثقافة على الناس ، واستنهاض المجتمعات بالوعي .. وكان يقول إننا نحتاج أن نطبع من كل كتاب على الأقل مائة ألف نسخة .. 2/ نلحظ أيضا الجانب الأخلاقي المتميز : ـ فقد كان يمتلك جاذبية شخصية لمن يقابله ( الأمر الذي غير اتجاهي في العودة عن طلب العلم إلى الاستمرار فيه من خلال مقابلته ، اقباله عن كل من يزوره وتفقده أحواله ) . ـ وكان دائم التحريض على فعل الخير والعمل الصالح : ـ قصة تفسير القرآن كما حرض أحدهم . ـ وتحريض أحدهم على قناة باللغة العبرية لكي تخاطب اليهود في العالم . ـ وتغاضيه عن الاساءة إليه ، وعدم النزول إلى التهاتر ، فقد قال له أحدهم لماذا لا ترد على فلان ؟ فقال : الوقت الذي لدي لا يكفي لغير التأليف . 3/ نلحظ أيضا جامعيته لأكثر من توجه : فهو في نفس الوقت الذي يدعو إلى الوحدة الاسلامية مرارا في كل كتبه ويركز على بث هذه الفكرة ويشير إلى أن الأمة تحتوي على مكونات متعددة دينية ، كان يذكي الحماس لمذهب أهل البيت عليهم السلام ، وكان يطبع في كل سنة مئات الالوف من الكتب باللغات الحية لتوزيعها على الحجاج حول الشيعة . ومثلما كان يضم الداعين إلى تشجيع الشعائر الحسينية ، كان يضم المؤمنين بالحركة السياسية وقد نمت تحت ظله تلك الحركات . 4/ وعنايته بالمؤسسات الكثيرة : من مدارس وحسينيات وصناديق قرض الحسنة ، ومستوصفات ، و