الميرزا النائيني وتأسيس الفقه السياسي

1277 ـ 1355 = 78

شرح فكرة الملكية الدستورية : وأنها مطلب الكثير من الشعوب ، حيث هناك ثلاثة أنظمة شهيرة متداولة اليوم : الملكية المطلقة حيث يكون الملك أو السلطان أو الأمير له السلطة المطلقة على كل شيء ، وقد عبر عن هذه الفكرة لويس الرابع عشر ملك فرنسا بقوله : أنا الدولة !

وهناك نظام هو الحكومة الدستورية : فبالرغم من أنها محكومة بملك أو سلطان إلا أنها ذات شكل برلماني منتخب يعين رئيس الوزراء ، ويحاسبه . مثل بريطانيا واستراليا واليابان واسبانيا وكندا ..

وهناك النظام الجمهوري المعروف ، حيث يأتي الرئيس من خلال انتخاب مباشر من الشعب .

في البلاد الاسلامية غالبا ما كانت الحكومات ملكية مطلقة .. وفي إيران كان الأمر كذلك أيام القاجاريين ..الذين جاؤوا بعد الصفويين إلى أيام ناصر الدين شاه ، الذي ثار ضده الميرزا الشيرازي ، وبعده ابنه مظفر الدين ، ثم محمد علي ..

في ذلك الوقت بدأت في إيران اصوات بلزوم تحديد سلطات السلاطين ، وكف أيديهم عن الخزينة ! وطرح مفهوم الملكية الدستورية أو ما سمي بالمشروطة .

السلاطين تحركوا لاقناع الناس أن هذه الفكرة ( الدستورية ) حرام ، وأنها غير جائزة! ونشطت المؤسسة الدينية المؤيدة للاستبداد في تشويه مفاهيم الحرية ( وأنها تعني تحرر الزوجات من قيود الزواج وإمكانية العبث الجنسي )   والمساواة ( وأنها تعني تساوي الذكر والانثى في الميراث وتساوي الكافر والمسلم في الحقوق والديات ) وأن كتابة الدستور يعني استبدال القرآن به ، وأن المجلس البرلماني سيكون مشرعا بدل الفقهاء !
فألف المرحوم النائيني كتابه تنبيه الأمة وتنزيه الملة ، لبيان مشروعية الدعوة إلى الدستور ، والانتخابات وتقييد سلطات الحاكم ، وتأصيل النظرية من الناحية الدينية .وقد ألف الكتاب حين كان عمره حوالي 50 سنة .
خلاصة الكتاب وفكرته :

اثبات أن النصوص الشرعية تتضمن في ثناياها أسس النظام الدستوري من العدالة والحرية والمساواة بين الحاكم والمحكوم وفصل السلطات ، والمجلس النيابي . وهذا الأمر يخدم اتجاه الحركة الدستورية .

:1/  يبدأ برفض الاسلام للاستبداد ، بل سائر الاديان .وكذلك الفلاسفة والعقلاء .
 2/ الفصل الثاني عن أنه مع عدم إمكان قيام حكومة مثالية في زمن الغيبة ، فالمتعين أن تقام دولة لا على أساس الاستبداد !
 3/ تحدث فيه عن النظام الدستوري ، وهو وإن كان غربي المنشأ إلا أنه بالفعل أفضل الأشكال المتاحة للحكم بعيدا عن استبداد الفرد !
 4/ يتعرض فيه إلى رد الشبهات المثارة حول موضوع الحرية والمساواة مما يعتبر مغالطة مفضوحة مثل أن الحرية معناها عدم التقيد بأي نظام أخلاقي أو ديني ! وأن المساواة تعني مساواة الذمي للمسلم في الأحكام !
هل سحبت السلطة الحاكمة كتاب النائيني كما يرى سيد محمود طالقاني ؟ أو النائيني نفسه كما نشر بعضهم ؟ او أن طبيعة المرحلة تجاوزت الكتاب على المستوى الشعبي ؟ كما يرى د صديقي ؟   
 

ابتكارات النائيني في الأصول :   

في الترتب : لو حرم على الانسان الإقامة في مكان ، فعصى واختار الإقامة فإنه يجب عليه الصيام لو كان شهر رمضان . وأنه لو حل عليه دين وبدل سداده قام يصلي ، فقد كان رأي القدماء بطلان الصلاة إلى أن جاء المحقق النائيني فشيد مسلك الترتب وصحح الصلاة تلك .

ـ التفريق بين القضية الحقيقية والأخرى الخارجية ..