عظمة السيرة في سيرة العظماء

(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (سورة الأنعام: 90)

ـ في ظلال الآية ، الآية : لا تدل على أفضلية الأنبياء من النبي ، لأجل الأمر فيها ( فبهداهم اقتده ) وذلك أنه لم يقل فبهم اقتده ، وإنما قال بهداهم ، وقد شرحه في ما قبل بقوله ( إن هدى الله هو الهدى ) ، ونفس الآية التي تقول ( هدى الله ) . وأمره بالاقتداء بهداهم ، وهو هدى الله ..

* بالنسبة لعامة الناس أمر الإقتداء بسيرة العظماء تبدو واضحة ، حيث ان وجودهم كعظماء مع كونهم في نفس الظروف حجة على الآخرين ..

التعرف على علماء الطائفة ، يأتي ضمن هذا السياق ، ولكن ينبغي التنبيه إلى بعض النقاط الأساسية :

الأولى : أن هناك رغبة لدى  بعض الناس لاستنساخ الشخصيات بحيث تكون التالية ( فوتو كوبي ) للأولى ، بحيث يفصلون ثوبا وعلى الجميع ان يلبسه ، فإذا تبين أن شخصا له مقاس آخر ، يزعجهم ذلك ، وإذا كان له اجتهاد في أصل المنهج الحياتي الذي يتبعه ، أو في مفردات ذلك المنهج لم يتقبلوه ، مع ان هذا فيه تكلسا للعلم .

الثانية : إن الحاجة ملحة  إلى فهم الأشخاص والأفكار قبل تقييمها بأنه صح أو خطأ ، مستقيم أو منحرف ! افهم ماذا يقول ولماذا قال ما قال ، ثم احكم عليه .. الكثير يقول إنه ضد كذا من دون أن يفهمه حقا ! ( بعض العلماء عندما كان يريد أن يقرر رأيا لشخص ، يأتي به بنحو لو كان صاحب الرأي موجودا لما قال أكثر مما قاله هذا المقرر ، ويوجه لماذا التزم به ، ثم يشرع في رده وبيان رأيه الخاص ) . في مقابل ذلك الذي كان يلعن الملا صدرا لأنه يقول بوحدة واجب الوجود ! وهو لا يعرف معنى وحدة واجب الوجود !

معرفة الشخص من خلال معرفة رأيه ، ونظرته ، يختلف عن أن هذا يختلف عن ان عقيدته مقبولة أو غير مقبولة .

 

لماذا الاهتمام بشخصيات الأعلام المعاصرين ؟

1/ التيار الفقهي والأصولي ، بل الحركي والثقافي المعاصر متأثر بنحو أو آخر بشخصيات هذه الفترة .

2/ هناك غياب لهذه الشخصيات من الساحة الفكرية ، والاعلامية العامة .. وهذا يقتضي الحديث عنهم :

3/  اختلاف التقليد أحيانا يفصل بين المكلفين ومن لا يقلدونه فيضيع عليهم خير كثير  ، والتعريف بهذه الشخصيات يتدارك هذه الخسارة . بل ربما كانت المعارك الناشبة بين الاتباع توهن من هذه الشخصية أو تلك هذا المرجع فقد يلخص بكلمة مثل ليس بمجتهد او اعلم او له اتجاهات عرفانية او انه مرجع سياسي !

* ولا بد أن نشير إلى أن هناك ما يسمى بالثقافة العدمية  لدى البعض في انه لكي يسقط حالة التقديس المتطرفة يقوم بإسقاط كل ذلك الكيان العلمي بكلمة واحدة ، لأجل أنه يختلف معه .. حتى وصل الحال إلى أن بعضهم لا يبقى عنده على الخريطة العلمية أحد   !ويذكر هذا بـ ( قصة علي ماند وحوزش ) .

/النائيني

* مشكلة انتخاب الشخصيات ، كيف تنتخب هذا أو ذاك ، وهذا أفضل من ذاك ، وأكثر أهمية ، وبالطبع هذا مثار جدل ,, ولكن حيث أن الوقت محدود فلا بد من انتخاب عدد من الشخصيات ، وهذه خطوة قد يعقبها خطوات من آخرين ، والغرض هو الاشارة إلى جهة تميز وليس القصد فقط تاريخ السيرة وأنه عاش كذا وأساتذته فلان ، وتلامذته فلان .. وربما يكون هناك إشارة إلى مرحلة تاريخية ، أو دور اجتماعي .. ولهذا قد نتحدث عن عالم ليس بمرجع تقليد ، بينما لا نفعل ذلك بالنسبة للمرجع ..

ومن أراد التفصيل فليذهب إلى مثل أعيان الشيعة ، وأدب الطف ، وشعراء الغري و( روضات الجنات في خصوص القدامى ) .