الشيخ على قناة الكوثر حول التقريب

محرر الموقع

شارك سماحة الشيخ فوزي آل سيف ـ عبر التلفون ـ في ندوة نظمتها قناة الكوثر الفضائية إلى جانب كل من سماحة الشيخ محمد الغروي ، والدكتور حسام الدين فرفور ، حول قضية التقريب بين المذاهب الاسلامية . وبثت على القناة ليلة الاثنين من الساعة التاسعة والنصف إلى العاشرة والنصف ـ بتوقيت مكة المكرمة ـ وأعيدت يوم الإثنين بعد الظهر .

وقد أجاب سماحة الشيخ على سؤال وجه له ، مبتدئا الحلقة الحوارية ، عن سبب ضعف التفاعل من قبل النخب الفكرية والعلماء فضلا عن الجمهور .. فقال : إنه بالرغم من كثرة الجهود التي بذلها رواد النهضة الاسلامية كالأفغاني والشيخ محمد عبده ، واستمر عليها القادة الدينيون كالسيد البروجردي والشيخ شلتوت ، وإلى أيامنا هذه ، إلا أن الملاحظ أن هذه القضية لم تثمر حتى الآن بمستوى ما بذل فيها من جهد ! ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة ؛ منها أن ثقافة التقريب ، لم تتكرس في الأمة ، وأن مفهوم التقريب ليس من المفاهيم الواضحة في ذهن الجمهور ، وهذا يجعل الجمهور لا يتفاعل معه ، بل ربما ظن بعض هؤلاء أن التقريب يعني ذوبان هذا المذهب في ذلك المذهب أو العكس ، أو أنه تركيب من المذاهب أو غيرها مما يرفضه قطعا جمهور الأمة من مختلف المذاهب .

كما أن انطلاق بعض القادة الدينيين والنخب الفكرية من موقع حراسة المذهب ، والجماعة الخاصين المحيطين به ، وعدم الانطلاق من موقع حفظ الدين والأمة ، يجعل مواقف هؤلاء لا تخدم قضية التقريب والانسجام الاسلامي ، بينما وجدنا قادة الاسلام المخلصين كعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) يصرح بأنه ( فو الله لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن الجور فيها إلا علي خاصة ).

ثم إن للجمهور غير الواعي دورا في تثبيط حركة القادة عن التفاعل مع قضايا التقريب والحوار عندما يصورون لأولئك أنهم معهم ما داموا يحرسون ويحمون القضايا المذهبية فقط وأما عندما يتكلمون ضمن الاطار الاسلامي العام فإنهم غير معنيين بهذا الجانب .

وفي جوابه على سؤال ، حول إمكانية أن تكون بعض الأيام كيوم القدس أو غيره محورا للاجتماع ، وعاملا في تكريس التقارب ، قال :

إن المسألة لا ترجع إلى الكلام في تسمية يوم ، وإنما أن تتحول بعض القضايا إلى هم مشترك بين المسلمين ، بحيث يتحرك الجميع ـ حاكمين ومحكومين ـ في إتجاه نصرة تلك القضية كما حصل في موضوع مناصرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله ، فإنه لما تعرض بعض السفهاء لهذه الشخصية المقدسة ، وجدنا أن الأمة قد استجابت بالاحتجاج والاستنكار على مختلف المستويات ، الرسمية والشعبية .

إنه ينبغي أن تتحول بعض القضايا إلى هم مشترك عند الجميع ، وهذا في بعض صوره يحتاج إلى شيء من الاتفاق السياسي .

كما ذكّر سماحة الشيخ بأن من الضروري أن يتم الاهتمام بقضية الوحدة والتقريب من السنوات الأولى من العمر ، بحيث يتربى الأولاد على هذه الطريقة ، حتى يستطيعوا الانسجام مع إخوانهم في المذاهب الأخرى في مستقبل حياتهم .