سماحة الشيخ مشاركا في ملتقى الأربعين

محرر الموقع

استضافت إدارة برنامج "ملتقى الأربعين" بذكرى يوم أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) سماحة الشيخ فوزي آل سيف (حفظه الله) مساء يوم الأربعاء الموافق 24 صفر 1428هـ، الموافق 14 مارس 2007م ، حيث أجاب سماحته على اسئلة المطروحة مثل كيفية فهم نهضة الإمام الحسين إعلاميا وكيف نجعل الآخرين يقرأون الإمام الحسين قراءة معولمة أو مفتوحة لمختلف الديانات. وما علاقة الإمام الحسين (عليه السلام) مع المسلم الآخر والأديان الأخرى في ظل وجود بعض الشعائر أو الشعارات الحسينية التي يظن البعض أنها موجة ضده. جدير بالذكر أنه اشترك إلى جانبه كل من سماحة الشيخ محمد العبيدان ، قاضي محكمة الأوقاف والمواريث ( الجعفرية ) في القطيف ، وسماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل إمام مسجد العباس في الربيعية .


وفي ما يلي نص المشاركة

الأستاذ علي الشيخ: شيخنا العزيز فوزي , قد ننطلق إلى سؤال في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وقراءتنا إلى هذا المنهج أيضا ونقول مع الإمام الحسين (عليه السلام) كيف يمكن أن نعولم فهمنا للحسين (عليه السلام) إعلامياً وكيف نجعل الآخر يقرأ الحسين (عليه السلام) قراءة معولمة أو مفتوحة. ربما ليس فقط المسلمين حتى مع الديانات الأخرى المسيحيين. نريد رداً لهذه القراءة , علاقة الإمام الحسين  (عليه السلام) مع الطرف الآخر المسلم ومع الأديان الأخرى؟؟ كيف يمكن أن نقدم الحسين (عليه السلام)؟؟

الشيخ فوزي آل سيف: سم الله الرحمن الرحيم , بعض القضايا لا تمتلك مؤهلات الانتشار وهناك قضايا تمتلك مؤهلات للانتشار على كل المستويات. ومن النوع الثاني قضية الإمام الحسين (عليه السلام) للمبادئ التي ضحى من أجلها الحسين (عليه السلام) الكلمات التي تحدث بها هذا الإمام العظيم يمكن أن يفهمها الناس جميعاً ليس فقط يفهمها شيعته , أن شخصاً يأتي من أجل أن يغير الفساد والظلم ويقاوم الانحراف. هذه الفكرة فكرة يفهمها جميع أهل الملل , يفهمها الواعون , يفهمها الثائرون , يفهمها أهل الرأي في كل مكان لاستطعنا أن نوصل من الحسين (عليه السلام) نهضته في سبيل إحقاق الحق , في سبيل تكريس العدالة , في سبيل مقاومة الظلم. هذا أمر يمكن أن يفهم على المستوى الإسلامي وعلى المستوى العالمي. لو نظرنا إلى جهات إنسانية في حركة الحسين (عليه السلام) وما أكثرها. رقة الحسين (عليه السلام) على طفل صغير إلى حد أنه يأتي ويتوسل ويطلب من أجل أن يسقي الطفل الرضيع وهو الذي يصبر على الأذى ولا يطلب شيئاً من أجل نفسه ويقاوم تلك المقاومة الجبارة. لكن بالنسبة إلى طفل هنا هو يبرز أجلى مظاهر الرقة والعطف والشفقة. بالنسبة إلى النساء أيضا كذلك , دعوته أعدائه حتى وإن كنتم تخوضون معركة معنا لكن كونوا أحراراً لا تنزلوا إلى الدركات الإنسانية لا تكونوا حيوانات إن صح التعبير. مثل هذه القضايا من الممكن أن يفهمها العالم ويمكن أن يفهمها المسلمون. عندما نخاطبهم بما يفهمونه من الممكن أن نوصل إليهم صوت الحسين (عليه السلام). مشاركة مثلاً أو ما قيل من مشاركة الفئات المتنوعة مثلاً مسيحي كعبد الله ابن عمير الكلبي الذي أسلم وجاء لكي يقاتل إلى جنب الحسين (عليه السلام). هذا من الممكن أن تسوقه في وسط المسيحيين. جون الذي يضع الإمام الحسين (عليه السلام), جون ابن حوى أو حوي , وهو عبد كان لدى أبي ذر الغفاري فوهبه إلى أهل البيت (عليهم السلام). وجاء هذا لكي يقاتل بين يدي الحسين (عليه السلام) ووقف ذلك الموقف الرائع الذي قال ( فتنفس علي بالجنة يا أبا عبد الله وأنا لست من أولئك النفر الذين يصاحبون الإنسان فيأكلون من خيره حتى إذا حان حين التضحية فروا عنه ). وعندما استشهد جاء الحسين (عليه السلام) ووضع خده على خده وقال وهو بين الموت والحياة ( من مثلي وقد وضع ابن رسول الله خده على خدي ). هذا يمكن أن يكون صورة ونموذجاً لتلك الفئات المسحوقة في البلاد الغربية في البلاد الأوروبية كيف يعلوا هذا الإنسان الذي هو في حكم العبيد إلى مرتبة تتجاوز مرتبة الأحرار في الشرف والمنزلة. نحن نستطيع أن نبرز هذه النماذج وأن نسوقها في تلك الفئات. فقضية الحسين (عليه السلام) فيها من عوامل الانتشار الشيء الكثير يمكن لنا أن ننشرها من خلال هذه العوامل.

 الأستاذ علي الشيخ: كيف نقرأ الحسين (عليه السلام) أو كيف نقدم الإمام الحسين (عليه السلام) قراءة منفتحة للطرف الآخر؟؟؟ مع العلم وجود بعض الشعائر التي تمارس التي قد يعتبرها الآخر أنها ألغاماً موجهة ضده أو اتهاماً توجه ضده؟؟؟

الشيخ فوزي آل سيف:.... بيان المبادئ هو الأهم في قضية الحوار والتقريب. المشكلة التي تحدث والتي عبرت عنها هو حوار الصم والبكم , لا هو حوار الطرشان في كثير من الأحيان وهي تبدأ من آخر شيء لا من أول شيء. يعني مثلاً واحد يريد أن يتفق مع شخص في عمل تجاري لا بد في البداية أن يضعوا أصل الشركة , ماذا تعمل؟؟ كيفية التعاون؟؟ رأس المال كيف يكون؟؟ ما يبدؤون من أنه أنت يجب أن تدوام من هذا الوقت إلى هذا الوقت. وذاك يقول لا , أنت تداوم قبل , أنا أول , وأنت التالي , لأن هذا مظلة النزاع , لا بد أنت تثبت المبادئ الأساسية ثم بعد ذلك تأتي على التفاصيل. الذي يحصل الآن هو أن واحداً يتنازع على متى تداوم أنت , وهل أنت أول أم أنا الأول , وهل تداوم في التعطيل؟؟ أنت أم أنا يداوم في التعطيل؟؟ نلعن من ولا نلعن من؟؟؟ هل نتفق على هذا أو على ذلك. ولا شك أن مساحة الاختلاف في هذا الجانب واضحة وكثيرة. يعني إشهار أنكم تلعنون مثلاً فلان وفلان ونحن نقدسهم. طيب أنتم تكفرون أبا طالب وهو ممن نعتبره من أعاظم الصحابة. وأنتم تقولون بارتداد مالك ابن نويرة ونحن نعتقد أنه من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). لكن , فالبدء في الأمر إذا أريد فعلاً الحوار لا ينبغي أن يذهب إلى نهاية المشوار في أول خطوة وإنما لابد من إعداد مجموعة من القواعد والأسس ثم نتقدم فيها تدريجياً.

مصدر الخبر: شبكة فجر الثقافية