الشيعة في العالم : سكانيا وجغرافيا

محرر الموقع
الغرض من الحديث : بيان أن التشيع موجود على مستوى العالم كله ، باختلاف لغاتهم وأعراقهم .. وليس جمعية سرية ، أو نحلة مستنكرة ، ولا شرذمة متآمرة ! وأن على الآخرين أن يتقبلوا هذه الحقيقة وأن يتعايشوا معهم بشكل صحيح .. ما هو عدد الشيعة في العالم ؟ أقل عدد قيل هو 70 مليون ، وأكثر عدد هو نصف المسلمين يعني 600 مليون ! ـ ما هو سبب التقليل والتكثير في التقديرات ؟ 1/ تصور أن الكثرة تساوي الصحة والشرعية ، والقلة خلاف ذلك ! تخطئة هذه الفكرة 2/ ربط الحقوق الأساسية بالانتماء إلى الكثرة أو الأكثرية ، ( تخظئة هذه الفكرة وذلك بأن الحقوق إما تعتمد على ملك الأرض (فكرة ملكية الأرض بوصفها مصدراً للحقوق السياسية. فالمفهوم أن الدولة -أيًّا كانت صفتها- لم تخلق البشر ولا أرضهم، وهي لم تجلب هؤلاء المواطنين من أماكن أخرى وتعمر أرضهم وتسكنهم فيها. بعبارة أخرى فإن الأرض التي تخضع لسلطان الدولة هي ملك أصلي للذين يعيشون فوقها. وبموجب هذا الملك فإنهم وحدهم أصحاب الحق في إدارة مواردها والتصرف فيها. الدولة لا حق لها في أي شيء من تلك التصرفات إلا إذا اتفق أولئك المالكون على تفويضها هذا الحق. ملكية الأرض أعلى وأسبق -من حيث قابليتها لتوليد حقوق التصرف- من الدين والقانون والتوافقات، وإنما تصبح أحكام الدين والقانون سارية إذا وافق المالك على الخضوع لها ) ، أو على اعتبار الكيان السياسي كالجنسية ، أو على الاعتبار الديني كالاسلام ) . أو على الأقل عدم إعطائهم ما يستحقون من الحقوق كالتمثيل السياسي . 3/ الاعتقاد بأن القلة يعني الضعف ، فيمكن ـ إذن ـ تصفيتهم أو سلبهم أو التعدي عليهم ( وهو منطق العصابات ) . أول ما نلاحظه في الموضوع الشيعي من حيث العدد : أ/ التنوع البشري : ففي الشيعة عرب ، وأفارقة ، وهنود وباكستانيون ، وفرس ، وأتراك ، وأفغان ، وأوربيون .. ما الذي يعينه هذا ؟ ينفي بذاته مقولة أن التشيع كمذهب كان ناشئا عن حالة قومية معينة ( الفارسية ) أو أنهم لما تصاهر الحسين مع بنت ملكهم يزدجرد مال الفرس إلى التشيع أو أن التشيع دخلته الأفكار الفارسية ، هذه الفكرة بالاضافة إلى تهافتها في ذاتها ، فقد تزوج عبد الله بن عمر الأخت الأخرى ، وابن أبي بكر الثالثة وأولداها فلماذا تأثر هؤلاء ولم يتأثر أولئك ؟ فإذا كانت المصاهرة بين الفرس وبين الحسين سببت لهم التشيع .. فما الذي يربط الأفارقة بهذه المصاهرة ؟ والترك والهنود والعرب ؟ إن الفرس لا يشكلون في بعض التقديرات أكثر من 20% من عموم الشيعة .. ب/ التنوع الجغرافي : الهند = 60 مليون / الباكستان = 35 مليون / آذربايجان 9 مليون / ايران = 60 مليون / أفغانستان = 8 ملايين / تركيا = 3 ملايين / نيجيريا = 15 مليون .. العراق = 14 مليون / طاجيكستان = 2 مليون / اندونيسيا = 3 ملايين .. جورجيا : كان في جنوبها عدد كبير من الشيعة أجلاهم ستالين إلى اوزبكستان ، وهم يطالبون الآن بالعودة إلى أماكنهم ، وهم قد تشيعوا منذ القرن الثامن عشر ( 1700 للميلاد ) . هذا يعني أن من يفكر في محاصرة الشيعة أو التشيع فضلا عن القضاء عليهم ، هو واهم جدا ، فإن هذه الامتدادات هي أشبه بالمحيط ، الذي كلما حوصر من جانب توسع من آخر . ج / حكم الشيعة لبلاد المسلمين : كثير من بلاد المسلمين شهدت في فترة من الفترات حكما متأثرا بالحالة الشيعية ، ففي بلاد المغرب الأقصى كانت دولة الأدارسة وبقيت قرنين من الزمان ( 175- 375 هـ ) . ولم يكن عهد المغرب بالتشيع منذ ذلك الوقت بل كان الامام الصادق قد أرسل اثنين من أصحابه لنشر المذهب هناك ( عبد الله بن علي الحلواني ، والحسن بن قاسم السفياني) . وفي مصر كان الفاطميون الذين استمر حكمهم قريب ثلاثة قرون ( 298 – 567 ) وفي العراق وكانت بغداد عاصمة الخلافة حينها ، جاء البويهيون وبقوا فيها حاكمين 134 سنة ( 334- 447) . وفي حلب والموصل كان الحمدانيون الذين استمرت دولتهم قريب قرن من الزمان ( 317ـ 394 ) . وفي لبنان الشمالي كان آل حرفوش قد حكموا بعلبك مدة ثلاثة قرون ونصف ( 390 ـ ) وشملت امارتهم حمص وتدمر ووصلت إلى حدود القدس . الهند : المملكة القطب شاهية أكثر من قرن ونصف ( 918- 1083) أمراء أودة شمال الهند / مملكة دهماني الشيعية في جنوب الهند مدة 200 سنة /. ايران : بالاضافة إلى تشيع السلطان خدابنده ( سنة 707 هـ ) الذي كان معاصرا للعلامة الحلي فإن الصفويين الذين جاؤوا فيما بعد أعلنوا الدولة شيعية وبقيت كذلك محكومة بالشيعة إلى يومنا هذا . اندونيسيا : يرى بعض الكتاب بأن الإسلام دخل اندونيسيا عن طريق العلويين المهاجرين إلى هناك وفي طليعتهم أحد أحفاد الامام الصادق وهو أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن الصادق المسمى بالمهاجرسنة 318 هـ .. وأنهم أسسوا دولة هناك استمرت ثلاثة قرون .. غير أن المذهب المنتشر فيما بعد كان الشافعي . الجزيرة العربية : العيونيون حكموا الأحساء والقطيف والبحرين لمدة أكثر من قرن ونصف من الزمان 167 سنة من ( 469- 636 هـ ) . في دراسة قيمة أعدها نايف بن عبد الله الشرعان، ونشرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض عام 1423 هـ تحت عنوان «نقود الدولة العيونية في بلاد البحرين» توصل بها إلى إثبات «ان المذهب الرسمي للدولة العيونية هو المذهب الشيعي، على عكس ما ورد في معظم الدراسات التاريخية من أن المذهب السني هو مذهب حكام الدولة العيونية. ص: 224». وكذلك الدولة الأخيضرية في نجد والتي قامت سنة 250 هـ واستمرت قرنين ونصف .. كانت شيعية المذهب . وهكذا لو أردنا الاستطراد لضاق المجال ، وما ينفعنا في هذه القضية هي أن هذا المذهب والطائفة لم تكن مخذولة على طول الزمان ، بالرغم من عنف الاقصاء والابعاد الذي واجهه وواجهته .. ( مما ينفي ما قاله بعضهم وهو عجيب من أن الدليل على حظوة غير الشيعة عند الله أنهم قامت لهم الدول (كيف يكون علي ولي الله وقد أخفق ثلاث مرات في تسنم الخلافة ، وحين استلمها قامت الحروب وقتل / أن التاريخ شاهد على حظوة السنة لدى الله لأن النجاح الدنيوي أوضح مقياس لفضل الله ورضاه ، بينما فشل الأئمة في الفوز بالسلطة ) !! وهذا المقياس خاطئ جدا فإن النجاح والفشل لها أسبابه الموضوعية ، فإن اسرائيل وهي عين الباطل استطاعت أن تقيم دولتها في وجه جميع المسلمين الذين هم على الحق .! جزء من معادلة رفض البعض التمكن الذي حصل للشيعة في العراق ، هو هذا .. أنهم غير قادرين على رؤيتهم حاكمين ومنتصرين .