العلامة المجلسي : غواص بحار الانوار

محرر الموقع
ت 1111 هـ في بلده اصفهان . يرجع نسبه الأعلى إلى الحافظ المحدث أبي نعيم الاصفهاني المتوفى سنة 430 هـ ، صاحب كتاب حلية الأولياء الذي نقل فيه عددا غير قليل من الفضائل لأمير المؤمنين والتي لم تنقل في بعض الكتب ، ولذلك اتهم بالتشيع وإن كان الصحيح غير ذلك ، إلا إذا كان المقصود بالتشيع هو محبة علي وتفضيله . والده : الشيخ محمد تقي المجلسي الذي يعبر عنه أيضا بالمجلسي الأول ، والذي كان من العلماء ومن تلامذة البهائي ، وتوفي سنة 1070 هـ . وكان له دور في مواجهة الحالات الصوفية المتطرفة في اصفهان ، حيث راجت سوقها في زمانه ، وكان مشهورا هو بالزهد والورع ، مما جعلهم يحسبونه منه ويتقربون إليه ، فكان يوجههم التوجه الصحيح إلى العبادة دون تلك الحالات الخاطئة .. وربما لهذا السبب اتهم بالصوفية .. الأمر الذي نفاه عنه ولده المجلسي بقوة ( له شرح من لا يحضره الفقيه ) .. العمل الذي قام به العلامة المجلسي أمران : 1ـ تربية الطلاب الخبراء بالحديث وعلومه ، فقد ذكروا أن مجلس درسه كان يحضره أكثر من ألف طالب .. وقد ترجم السيد أحمد الحسيني 211 شخصا منهم في كتابه ( تلامذة المجلسي والمجازون منه ).. ويظهر من إجازاته لبعضهم أن التدريس كان يشتمل على التفسير والأدب والكلام والحديث والفقه .. كما يظهر منها أن تصديه للتدريس كان منذ سنة 1070 بعد وفاة والده وأنه كان مدرسا مقصودا يستجاز منه . مثل الميزرا عبد الله الاصفهاني الذي ألف موسوعة مثل المجلسي اسمها عوالم العلوم يمكن أن تصل إلى أربعمائة مجلد .. ومنهم الملا رفيعا رفيع الدين الجيلاني ، عالم كبير وأحد أساتذة الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق . الشيخ محمد علي الأردبيلي صاحب كتاب جامع الرواة .. وكشف الطرق والأسناد . المحدث الحر العاملي أجازه واستجاز منه توفي قبل المجلس بحوالي سبع سنوات الفاضل الهندي صاحب كتاب كشف اللثام الذي اعتمد عليه صاحب الجواهر كثيرا ، ومنهم أخته آمنة التي درست على أبيها وأخيها ، وتصدت لإرشاد النساء وتعليمهن .. 2ـ تأليف بحار الأنوار في أحاديث الأئمة الأطهار : الكتاب الذي لم ينفرد به المجلسي فله غيره 47 كتابا باللغة الفارسية وعشرة باللغة العربية من بينها ( مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ـ شرح الكافي ـ ) ومنها ( ملاذ الأخيار في شرح التهذيب ) ..وكان والده قد شرح الفقيه كما تقدم ، وأمر صهره ( الخاتون آبادي ) بشرح الاستبصار فجمع الكتب الأربعة شرحا .. وكتب أخرى .. لكن أعظمها وأهمها بحار الأنوار : • اهتمامه بجمع الحديث : اعتمد على ما يقارب من أربعمائة كتاب من كتب الشيعة ، في نقل أحاديثه .. و 68 كتابا من كتب أهل السنة . • ويشير إلى شدة اهتمامه بالأمر ما ذكر أنه سمع عن نسخة كتاب للشيخ الصدوق في اليمن فتحدث مع السلطان الصفوي ليرسل من يأتي بها ، فوجه السلطان بهدايا وتحف إلى سلطان اليمن وأتى بتلك النسخة . • استفادته من الكتاب والنساخ لكي ينسخوا المواضع المختلفة بعد أن يعينها لهم ، وهي أشبه التأليف على طريقة المؤسسة دون الجهد الفردي . • ميزات البحار : * موسوعة حديثية تقع في 110 مجلدات ويشتمل على 25 كتابا .. في العقل والعلم ، التوحيد ، العدل والمعاد ، الاحتجاجات والمناظرات ، قصص الأنبياء ، سيرة النبي .. الامامة وأهل بيته ، الآداب والسنن ، ومكارم الأخلاق ، ما يرتبط بالفقه : الطهارة والصلاة والصوم الحج ، العقود والايقاعات .. وأخيرا الإجازات . * ليس فيه من الكتب الأربعة أو نهج البلاغة إلا الشيء اليسير وذلك لكي لا يكون جهد مكرر . * فيه أول محاولة للتفسير الموضوعي ، فقد كان يورد كل الآيات التي تتحدث عن موضوع واحد ، ويبين ما هو المقصود منها مما يمكن أن يكون مناسبا للتفسير الموضوعي وأهمية ذلك ، تظهر في مثل التعارض الظاهري بين : قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله . أو إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء . * إشارة إلى أن هذه الأخبار تبقى أخبار آحاد حتى لو كانت صحيحة فلا يعتمد عليها في قضية إثبات العقائد .. قضية تحريف القرآن مثلا ..