ثورة الشهيد زيد بن علي بن الحسين

محرر الموقع
*أثر الثورة الحسينية أنها أيقظت في النفوس الكرامة .. من جهة وكسرت حاجز الخوف من التمرد ، الذي كان يريد الأمويون وأتباعهم تكريسه باعتباره خروجا على الجماعة، ورفضا للبيعة وهو حرام ، واصطناعهم على الرسول روايات تفيد بأنه لا بد من طاعة الوالي مهما عمل ! * من الثورات التي قامت متأثرة بقضية الحسين : ثورة التوابين ، وثورة المختار ، وثورة زيد بن علي بن الحسين . ـ شخصية قائد الثورة : في عبادته : يقول بعض أهل المدينة رأيته فيها وهو شاب يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع إلى الدنيا . وغيره يقول جئت أسأل عن زيد ، فكلما سألت عنه قيل : ذلك حليف القرآن ! ـ حرصه على الاصلاح : يقول عبد الله البابكي : خرجنا معه إلى مكة ، فلما رأينا الثريا ، قال : يا بابكي أترى أن أحدا ينال الثريا ؟ قلت : لا ، قال : والله لوددت أن يدي ملصقة بها ، فأقع على الأرض ، فاتقطع ،قطعة قطعة ، وأن الله أصلح بين أمة محمد ! *مقتله في صفر سنة 121 هـ وعمره 42 سنة *كيف كانت بداية ثورته ؟ ـ يقول زيد : إني شهدت هشاما والنبي يسب عنده فلم ينكر ذلك ولم يغيره والله لو لم يكن إلا أنا وآخر لخرجت عليه . استقدمه هشام بن عبد الملك وقد جمع له أهل الشام ، وأمرهم أن يتضايقوا حتى لا يجد مكانا .. فأوصاه زيد بتقوى الله حيث أنه ليس من عباد الله أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ! فقال له : أنت المؤهل نفسك للخلافة ، وما أنت وذاك لا أم لك ، وإنما أنت ابن أمة ! فقال له زيد :أني لا أعلم أحدا أعظم منزلة عند الله من نبيه ، وهو ابن أمة ؟ وبعد فما يقصر برجل أبوه رسول الله وهو ابن علي بن أبي طالب ؟ فأمر هشام أن لا يبيت زيد في الشام ، فخرج وهو يقول : ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا ولما جاء إلى الكوفة اجتمع إليه عدة آلاف يبايعونه على النهوض . موقف المعصومين منه : ثناء النبي عليه : خاطب الحسين : يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بغير حساب . الصادق عليه : رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى ! الصادق للفضيل بن يسار : بعد أن دخل عليه الفضيل في المدينة ، فقلت لا أخبره بقتل زيد فيجزع ، فسألني ما فعل عمي زيد ؟ فخنقتني العبرة ، فقال : قتلوه ؟ قلت أي والله ، قال فصلبوه ؟ قلت أي والله صلبوه فأخذ يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان ، ثم قال : يا فضيل شهدت مع عمي قتل أهل الشام قلت نعم ! قال فكم قتلت منهم ؟ قلت ستة ! قال لعلك شاك في دمائهم قلت لو كنت شاكا في دمائهم لما قتلتهم ! فقال : أشركني الله في تلك الدماء ، مضى والله عمي زيد وأصحابه مثلما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه ! الرضا للمأمون ، لا تقس زيدا هذا بزيد بن علي .