التحديات التي تواجه شيعة أهل البيت(ع)

محرر الموقع
لا شك أن الأمة تشهد انطلاقة جديدة ، ويمر بعصر حسن ، لم نعرف أنه مر عليه في وقت سابق ، من مظاهر هذه الانطلاقة : ـ تجارب ناجحة في مقاومة العدو ( لم تنزلق كما انزلق غيرها إلى المستنقع ) . ـ تجارب ناجحة في إدارة الدولة . ـ ظهور مفكرين على مستوى الأمة . ووجود خطاب رائد يجمع بين أصالة الدين ، والتجدد . ـ ظهور عدد معقول من الوسائل الإعلامية المؤثرة المتحدثة عن التشيع والشيعة بلسانهم . هذا الأمر نتوقع أن يثير الكثير ، ممن استكثروا هذا على الطائفة ..فينادوا بالويل والثبور .وهذا ليس مهما كثيرا ، وإنما المهم هو التحديات التي تواجهها الطائفة من الداخل ، فتعيق حركتها : 1/ من تلك التحديات : التطرف الطائفي : هناك تحد وهو تراجع الخطاب الاسلامي العام لصالح الخطاب الطائفي الخاص ، وربما يهوى البعض مهاجمة الآخرين علانية خصوصا في المواقع التي يأمنون فيها ! وهذا التحدي أمام المسلمين جميعا ، فإنه يوجد في كل فئة من يؤجج نار النزاع والخلاف . وخطورة هذا الأمر : أنه يصنع فاصلا بين فئات الأمة ، فيفصل شيعة أهل البيت F عن الأمة ويمنع تأثيرهم فيها ، ويسهل مهمة مخالفيهم في ذلك .. بالطبع ينبغي التفريق : بين البحث العلمي الهادئ المطلوب والاعتقاد القلبي الذي ينبغي أن يبقى ، وبين استعداء الأطراف . مما يشجع على هذه الحالة : ـ المزايدات التي يشجعها البعض ، وأن من يصرخ أكثر هو الشيعي الأفضل . وهكذا الحال في الأطراف الأخرى ، عندما يصور البعض نفسه على أنه حامي حمى المذاهب ، والمدافع عنها . ـ وتوجيهات لا تأخذ الزمان والمكان بعين الاعتبار . ـ وأن قسما منها هو رد فعل على ممارسات طائفيين آخرين *نحن نعتقد أن الشيعة في تجربة العراق بقيادة المرجعية الدينية والمفكرين الواعين قد استطاعوا تجاوز هذا .. فلم ينزلقوا إلى حرب طائفية أرادها لهم الأعداء بل أبرزوا من أنفسهم أفضل درجات الأخلاقية ، والتسامح .. هم يصرون على إشراك غيرهم بينما عاشوا هم التهميش والاقصاء خلال هذه السنين الطويلة أي منذ سلم الاستعمار البريطاني الحكم إلى بعض العراقيين . 2/ من تلك التحديات : الاصرار على لون واحد من الخطاب والممارسة : استنساخ الخطابات ، واستنساخ الممارسات ، مع أن الظروف تختلف . مع الاعتقاد بأصول الاسلام : ليكن هناك قبول بتعدد المذاهب ، والمواقف . مادامت داخل الإطار . مع الاعتقاد بالأصول العامة للتشيع : ليكن هناك قبول بتعدد الألسنة والخطابات الثقافية : الخطاب الولائي ، والخطاب الوحدوي . الخطاب الجذري والخطاب الاصلاحي ، الخطاب العقلي الفلسفي ، والآخر الأخباري النقلي ، الخطاب التجديدي والآخر التأصيلي .. وهكذا . والاعتقاد بأن الصورة الاجتماعية هي لوحة ، وفسيفساء ، لا يمكن أن تكون بلون واحد . قد نختلف مع هذا أو ذاك ، في طريقة عمله ، وتفكيره لكن مع الحفاظ على تلك الأصول لا يمكن أن نعتبره خارج حريم المذهب . 3/ الانشغال بالماضي عن تقديم أفكار للحاضر والمستقبل : لا شك في أن التاريخ هو أساس الانطلاق ، إلا أن الاستغراق فيه والانشغال به عن الحاضر ليس صحيحا .. مشكلة البعض أنهم يرجعون بالحاضر للماضي ، ويبقون فيه ، ويعيشون صراعاته ولا يتحركون منها .. 4/ الانكفاء عن الممارسة السياسية : تجربة شيعة العراق في العقود الماضية ، منهم كانت التضحيات ، وغيرهم قطف الثمرة على أثر انكفائهم عن التداخل ، واختيارهم مقاطعة ما يجري في الساحة السياسية .. تحت مختلف المبررات . فـ ( الانقباض من الناس مكسبة للعداوة ) كما في الرواية . المشاركة مطلوبة ، في الانتخابات ، وفي الانفتاح ، بل في تكوين تيار ضاغط باتجاه الألفة والتعايش .. ورافض للإرهاب , 5/ بقاء مستوى الانفاق كما كان : مع فرض مرحلة جديدة لا بد من التفكير في حجم جديد من الانفاق لبناء الوضع الشيعي على مستوى العالم ، إعلاميا ، واجتماعيا ، وسياسيا .. وهذا يستلزم إنفاقا كبيرا ومخططا . وسوف يأتي حديث خاص عنه .