تربية الرحمة طريق مواجهة العنف والقسوة

محرر الموقع

دعا سماحة الشيخ فوزي آل سيف إلى إشاعة خلق الرحمة والرفق بدءا من المنزل للقضاء على العنف والسلوكيات الشاذة في المجتمع .

جاء ذلك في الحديث الذي ألقاه في مسجد الرفعة بجزيرة تاروت ليلة الخميس 17/ 3/ 1431 حيث تصادف ذكرى  ميلاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله .. وقد افتتح الحديث بالآية المباركة ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) لكي ينطلق منها إلى بيان بعض المواقف التي ظهرت فيها رحمة النبي صلى الله عليه وآله ، على من كان معه من المؤمنين به ، بل على عامة الناس حتى الكفار منهم حيث رفض أن يدعو عليهم بالاستئصال قائلا : إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة للعالمين ) ، بل لقد تجاوز في رحمته الإنسان لكي تشمل الحيوان الأعجم ، فها هو النبي يطلب من صاحب بعير في البستان أن يرفق ببعيره ، فإما أن يحسن رعيته أو يبيعه ، لا أن يجيعه ويدئبه في العمل  !

ولقد تجلت رحمته حتى في المواقف العبادية التي يتصور البعض أنها ما دامت لله ، فإذن لا ينبغي أن يتوجه فيها إلى الإنسان ، بل كان النبي على العكس من هذه الفكرة يكرس رحمته في أثناء عبادته ، ففي الخبر أنه قال : إني أقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه ) .

وكان إذا قرأ القرآن ومر على قول نبي الله ابراهيم ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (سورة إبراهيم: 36)كان يبكي ويرفع يده إلى السماء ويقول ( اللهم أمتي أمتي ..) .

ثم انتقل إلى الحديث عن بعض المظاهر التي شاعت مؤخرا في مجتمعنا والتي تعبر عن اشتداد حالة العنف والقسوة ، مثل قضايا القتل المتعمد ، والسرقات المسلحة ، ومعارك العصابات ، والاعتداءات على العمال الأجانب ) فأكد على أنه لا ينبغي أن ننسب أسباب حدوثها إلى الخارج ، ونلقيه على الثقافة الوافدة فهذا هروب من المسؤولية ، ذلك أن هذه وإن كان لها دور إلا أنه دور مساعد والأساس هو التربية التي يتعرض لها الشاب في بيته وضمن محيط أسرته ، وذلك أنك ( لا تجني من الشوك العنب ) وما تعطيه من عنف وشدة وقسوة في التعامل مع الولد وهو صغير يعيد انتاجه هذا بعد أن يكبر في صورة اعتداء وقسوة على الآخرين عندما يكبر ..